عاد 86 عنصرا من الدفاع المدني إلى الجزائر العاصمة، بعد أسبوع من الجهود الإغاثية في سوريا، وقد ساهمت تدخلاتهم هناك في إنقاذ شخص واحد تم إخراجه حيًّا من تحت الأنقاض، فيما تم انتشال جثث 34.
وتمركزالفوج الجزائري في شارعي بستان القصر والصالحين بمدينة حلب المتضررة بشدة من الزلزال، حاملا معه بعد العودة قصصا بعضها سعيدة، وبعضها الآخر حزينة مع انتشال ضحايا من تحت الأنقاض.
كان فوج الحماية المدنية الجزائرية ضمن أول الواصلين إلى سوريا وتحديدا بمدينة حلب المنكوبة، وهذا في اليوم الأول من الكارثة الطبيعية التي أحالت تلك المناطق الشاسعة من الشمال السوري إلى جهات تبحث عن يد العون في أقرب وقت.
روى المكلف بالإعلام في الحماية المدنية الجزائرية العائد من سوريا، الملازم أول، يوسف عبدات، تجربة أسبوع من الجهود المتواصلة من الإنقاذ والإغاثة، وهي المهمة التي حظيت بإشادة واسعة من الجزائريين والسوريين على حد سواء.
"لقد كنا نتعامل مع جميع ضحايا الزلزال الذين كانوا تحت الأنقاض على أنهم أحياء".. بهذه العزيمة يفسر عنصر الحماية المدنية الجزائرية العائد من سوريا، يوسف عبدات، نجاح حصيلة أسبوع كامل من العمل المتواصل.
وقال عبدات لـ"موقع سكاي نيوز عربية" إنه "علاوة على تسلح رجال الحماية المدنية الجزائرية بروح التضحية والتضامن والإرادة، لعب عامل التجربة دورا كبيرا، حيث انتقلت معنا فرق مدربة ومحترفة تحظى بتجربة وتأهيل عال في التدخل وتسيير هكذا نوع من الكوارث، وموزعة على عدة تخصصات تتعلق بالتدخل في الكوارث الكبرى منها فرقة للبحث والإنقاذ تحت الأنقاض وكذلك فرقة الكلاب المدربة وفرقة طبية مختصة".
وقد ظلّ يوسف وزملاءه على أهبة الاستعداد منذ الدقيقة الأولى مع وصولهم إلى مدينة حلب بعد ساعات من الزلزال، وبعد عقد اجتماع مع السلطات المدنية هناك، تم تنصيب مركز للقيادة العملي، وبالتالي مباشرة المهام في أكبر نقطتين متضررتين وهما حي الصالحين وحي البستان، وبدأ الأفراد يسابقون الزمن ليلا ونهارا من أجل البحث عن أحياء من بين حطام الزلزال من أجل كفكفة دمعة وإعادة بسمة لوجوه الأهالي الذين كانوا يبكون عائلاتهم المدفونة تحت الأنقاض.
ورغم أن المهمة لم تكن سهلة بتاتاً كما يؤكد المتحدث، فصور الخراب الهائل في المدينة لم تثن عزيمة العناصر الجزائرية، إذ دفعتهم للقيام بعمل استثنائي في ظروف صعبة، وكم كانت "سعادتهم لا توصف" مع إنقاذ ذلك الرجل من بين ركام بيته المحطم.
انتهاء المهمة
وقد أكد عضو الدفاع المدني الجزائري أنه مرت عليهم لحظات تحبس الأنفاس، خاصة أنّ الظروف المناخية كانت صعبة في حلب بسبب موجة البرد، في حين أن طبيعة البنايات التي تتميز بوجود طابقين في الأسفل، الأمر الذي صعّب من مهمة إيجاد ناجين من هذا الزلزال العنيف، خاصة مع الانهيارات الشديدة.
ولأنه لكلّ بداية نهاية، فبعد إغلاق منطقة "بستان القصر" وقبلها منطقة "حي الصالحين" بمحافظة حلب، والتأكد من انتشال وإخراج جميع الضحايا بالموقعين وبالتنسيق مع السلطات المحلية تم الانتهاء من عمليات البحث التي قام بها فريق الإنقاذ الجزائري، كما تم مسح المنطقة بشكل عام بواسطة الكلاب المدربة.
إشادة بـ “أبطال الحماية"
حظي فوج الحماية المدنية والهلال الأحمر الجزائري بإشادة واسعة نظير الجهود المبذولة في الإسعاف والإغاثة طيلة مدة تواجدهم في سوريا.
وقبل عودتهم إلى الجزائر، التقى ممثلو الحماية المدنية الجزائرية بمحافظ حلب، حيث قدّم لهم درع محافظة حلب تقديرا منه على جهودهم المبذولة، كما قام ممثلون عن الجالية الجزائرية في المدينة ذاتها، بتكريمهم أيضا.
وفي زيارة قادته إلى منطقة "بستان القصر" رفقة وزير الصحة السوري أثنى مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، على مجهودات الحماية المدنية الجزائرية واستمع إلى شروحات ممثلي الفوج الجزائري حول كيفية إنجاز التدخلات.
كما أطلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي بالجزائر في الساعات القليلة الماضية، هاشتاغ "شكرا أبطال الحماية"، وتحول في فترة وجيزة إلى الوسم الأكثر تداولا بين الجزائريين، للإشادة بالمجهودات الكبيرة التي بذلها أفراد الإغاثة الجزائرية في كل من سوريا وتركيا.
وقد تفاعل الجزائريون مع الفيديوهات التي كانت تصلهم من الأحياء السورية وتنقلُ نشاطات الحماية المدنية الجزائرية في مساعدة السوريين في انتشال الضحايا وتقديم يد العون والإسعاف للمتضررين، وقد تحولت صورهم إلى "حديث الساعة" في الجزائر.