زار وزير الخارجية اليوناني، نيكوس ديندياس، يوم الأحد، المناطق المنكوبة بالزلزال في تركيا، رفقة نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، في خطوة لا تخلو من دلالات ديبلوماسية.
الزيارة جزء من جولة جديدة لما تسمى "دبلوماسية الزلزال" بين البلدين اللذين كانت علاقاتهما في كثير من الأحيان فاترة، إن لم تكن عدائية تماما.
وقع حادث مشابه عام 1999، بعد ثلاث سنوات من خوض البلدين حربا للسيطرة على جزيرتين غير مأهولتين في بحر إيجه.
في أغسطس 1999، ضربت تركيا هزة أرضية بقوة 7.6 درجة على مقياس ريختر، مما أسفر عن مقتل نحو 18 ألف شخص.
وفي الشهر التالي، ضرب زلزال بقوة 6 درجات العاصمة اليونانية أثينا، فأدى إلى مقتل 143 شخصا.
في كلتا الحالتين، أرسل البلدان فرق إنقاذ لتبادل المساعدة، وتمت تغطية دفء العلاقات الثنائية على نطاق واسع في وسائل الإعلام الدولية.
رسالة قديمة
تذكر جاويش أوغلو رسالة أرسلها، كمواطن عادي، إلى مجلة "تايم" في ذلك الوقت، وقال "في ذلك الوقت، قلت إننا يجب ألا ننتظر زلزالا آخر لتحسين علاقاتنا. أكرر هذا الآن كوزير خارجية تركيا.. يجب أن نبذل جهودا لتحسين علاقاتنا".
وقال ديندياس لاحقا "أريد أن أشارك تماما ما قاله مولود (جاويش أوغلو): يجب ألا ننتظر الكوارث الطبيعية لتحسين علاقاتنا”.
خلافات بالجملة
يختلف البلدان حول البحث عن الموارد الطبيعية في بحر إيجه وشرق البحر المتوسط. كما اتهمت تركيا اليونان بعسكرة بعض جزر البحر، في انتهاك للمعاهدات الدولية، وهي تهمة نفتها اليونان بشدة.
وكثيرا ما هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليونان بأن القوات التركية ستأتي ”فجأة ذات ليلة”، وذكر أن صواريخ “طيفون” التركية الجديدة يمكن أن تصل إلى أثينا.
وتمت تنحية مثل هذا الخطاب جانبا، على الأقل في الوقت الحالي، إذ تحدث أردوغان عبر الهاتف إلى رئيسة اليونان، كاترينا ساكيلاروبولو، ورئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس.
واتصل المسؤولان اليونانيان بأردوغان للتعبير عن تعازيهما في ضحايا الزلزال وتأكيد دعم اليونان لبلاده في هذه الكارثة.
في غضون ذلك، أخذت النقابات اليونانية زمام المبادرة في جمع المساعدات للمتضررين، وفي جميع الأحداث الرياضية التي أقيمت السبت، تم الوقوف دقيقة صمت حدادا على الضحايا.
من جانبه، شكر جاويش أوغلو بشكل خاص عناصر الإنقاذ اليونانيين على "جهودهم الخارقة، على مدار الساعة، وعلى مدار الأسبوع الماضي".
وأضاف وزير الخارجية التركي قائلا "لاحظنا أن جميع اليونانيين، وليس فقط عناصر الإنقاذ، ابتهجوا بعد كل عملية إنقاذ..تظهر علاقات حسن الجوار في تلك الأيام الصعبة".