ارتفعت حصيلة ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا إلى نحو 20 ألف قتيلا الخميس، فيما تتلاشى آمال العثور على ناجين تحت الأنقاض وسط طقس صقيعي.
وأعلن مسؤولون ومسعفون أن إجمالي القتلى جراء زلزال شرق المتوسط ارتفع في تركيا إلى 16,170 شخصا و3,773 في سوريا، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، لترتفع الحصيلة غير النهائية للقتلى في البلدين إلى 19,843 قتيلا.
وارتفع عدد المصابين جراء الزلزال في تركيا إلى نحو 64,194 جريحا، مقابل نحو 5235 شخص في سوريا.
قيمة الأضرار قد تصل إلى 4 مليارات دولار
وأصبح الزلزال، الذي دمر آلاف المباني في تركيا وسوريا، أحد أعنف الزلازل في العالم وأشدها فتكا منذ أكثر من عقد.
من ناحية ثانية، توقعت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني، اليوم الخميس، أن تتجاوز الخسائر الاقتصادية جراء الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا "ملياري دولار" و"قد تبلغ 4 مليارات دولار أو أكثر".
واعتبرت فيتش أنّ المبالغ المؤمنة "أقل بكثير"، وتصل "ربما إلى نحو مليار دولار"، مشيرة إلى أن ذلك "بسبب ضعف التغطية التأمينية في المناطق المتضررة".
تسريع وتيرة حملة إغاثة دولية
مع ارتفاع أعداد الضحايا في كل من تركيا وسوريا، الخميس، وفيما تتلاشى الآمال في العثور على ناجين، يتفاقم الإحباط بسبب بطء توصيل المساعدات.
فقد قضى كثيرون في تركيا وسوريا ليلة ثالثة في العراء أو في السيارات وسط انخفاض شديد في درجات الحرارة في الشتاء بعد أن دُمرت منازلهم أو اهتزت بشدة جراء الزلزال والهزات الارتدادية، مما يجعلهم يخشون بشدة العودة إليها، وأصبح مئات الآلاف دون مأوى وسط برد الشتاء القارس.
والزلزال، الذي وقع في جوف الليل وأعقبته هزات ارتدادية قوية، في طريقه ليصبح أسوأ من زلزال قوي مماثل وقع في عام 1999 وأودى بحياة أكثر من 17 ألفا في شمال غرب تركيا الذي يقطنه عدد أكبر من السكان.
واقع إنساني صعب
وفي تركيا، أظهرت لقطات تم تداولها في وقت متأخر من مساء أمس الأربعاء إنقاذ عدد قليل من الناجين، من بينهم عبد العليم معيني، الذي تم انتشاله من منزله المنهار في إقليم خطاي حيث ظل تحت الأنقاض منذ يوم الاثنين بجوار زوجته التي لاقت حتفها.
وظهر رجال الإنقاذ في تغطية حية لمحطة تي.آر.تي التلفزيونية الرسمية في تركيا اليوم الخميس وهم ينتشلون امرأة مصابة تبلغ من العمر 60 عاما من تحت أنقاض مبنى سكني في مدينة ملاطية بعد 77 ساعة من وقوع الزلزال الأول.
وفي بلدة جندريس السورية المدمرة، سار إبراهيم خليل في الشوارع المليئة بالركام ممسكا بكيس جثث أبيض مطوي. وقال إنه فقد 7 من أفراد عائلته بينهم زوجته واثنان من أشقائه.
وقال "أحمل هذه الحقيبة حتى نتكمن من وضع أخي وابن أخي الصغير وزوجتيهما، في أكياس عندما يخرجونهم"، مضيفا "الوضع سيء للغاية. لا توجد مساعدات".
يأتي هذا فيما قال مسؤول في معبر حدودي لرويترز إن قافلة تابعة للأمم المتحدة وتحمل مساعدات إنسانية دخلت سوريا اليوم الخميس من معبر باب الهوى مع تركيا لأول مرة منذ الزلزال المدمر الذي وقع يوم الاثنين.
وقال رائد الصالح رئيس خدمة الإنقاذ في شمال غرب سوريا لرويترز صباح اليوم إن من المتوقع أن ترتفع أعداد القتلى والجرحى بشكل أكبر بكثير إذ لا تزال العديد من العائلات تحت أنقاض المباني المنهارة.
وفي تركيا، اشتكى كثيرون من نقص المعدات والخبرة والدعم لإنقاذ العالقين الذين يسمعونهم أحيانا يصرخون طلبا للمساعدة.
ومما زاد من تباطؤ جهود الإغاثة، انسداد الطريق الرئيسي المؤدي إلى مدينة أنطاكية التركية بسبب حركة المرور إذ سعى السكان إلى مغادرة منطقة الكارثة بعد أن تمكنوا أخيرا من العثور على البنزين الشحيح، كما توجهت شاحنات المساعدات إلى المنطقة.
وعلى مساحات شاسعة من جنوب تركيا، يبحث الناس عن مأوى مؤقت وطعام في طقس الشتاء قارس البرودة وينتظرون في حالة حزن بجوار أكوام الأنقاض التي ربما لا يزال أفراد من العائلة أو من الأصدقاء تحتها.
23 مليون متضرر
قال منسق الأمم المتحدة المقيم المعني بالمساعدات في سوريا المصطفى بن لمليح إن 10.9 مليون شخص تضرروا من الكارثة في محافظات حماة واللاذقية وإدلب وحلب وطرطوس بشمال غرب البلاد.
ويقول مسؤولون أتراك إن نحو 13.5 مليون شخص تضرروا في منطقة تمتد على مسافة 450 كيلومترا تقريبا، من أضنة في الغرب إلى ديار بكر في الشرق.
وفي سوريا، لقي أشخاص حتفهم في مناطق تمتد حتى جنوب حماة على بعد 250 كيلومترا من مركز الزلزال.
أول قافلة مساعدات إلى شمال سوريا
واليوم الخميس، دخلت أول قافلة مساعدات بعد الزلزال المدمر إلى المناطق الخارجة عن سيطرة دمشق في شمال سوريا، وفق ما أفاد مسؤول في المعبر الحدودي بين سوريا وتركيا ومراسل وكالة فرانس برس.
وقال المسؤول الإعلامي في معبر باب الهوى الحدودي بين تركيا وسوريا مازن علوش لوكالة فرانس برس "دخلت اليوم أول قافلة مساعدات من الأمم المتحدة بعد 4 أيام من الزلزال"، مشيراً إلى أنه كان من المتوقع وصولها قبل وقوع الكارثة.
وأضاف أنه من الممكن اعتبار هذه القافلة استجابة أولية من الأمم المتحدة على أن يتبعها قوافل، بحسب الوعود، بحجم أكبر لمساعدة المنكوبين.
وشاهد مراسل وكالة فرانس برس عند المعبر قافلة من 6 شاحنات فقط تعبر إلى سوريا، وتضم بشكل أساسي مستلزمات خيم وأدوات تنظيف.
وتُنقل المساعدات الإنسانية المخصصة لشمال غرب سوريا عادة من تركيا عبر باب الهوى، نقطة العبور الوحيدة التي يضمنها قرار صادر عن مجلس الأمن حول المساعدات العابرة للحدود.