حذر تقرير بيئي مشترك لمنظمات دولية وعراقية من احتمال نزوح نحو مليوني شخص من سكان المناطق الغربية من محافظة نينوى خلال العقد المقبل، من جراء الجفاف ونضوب مصادر المياه في تلك المناطق، نتيجة احتباس الامطار والجفاف في الموسمين الماضيين.
وفقاً لتوقعات وزارة البيئة العراقية، فإن أكثر من 4 ملايين من سكان المناطق الغربية، في محافظة نينوى وتحديداً سكان بلدات سنجار وتلعفر والبعاج، سيرغمهم الجفاف على مغادرة مناطقهم في غضون السنوات السبع المقبلة.
التوقعات هذه، وردت ضمن تقرير مشترك لمنظمتي "سوليداريتي" الدولية و "حماة نهر دجلة" العراقية.
وتبعاً لذلك فإن النزوح الكبير سيكون في الغالب نحو مناطق إقليم كردستان العراق.
توضح، ليلى محمد أمين، وهي خبيرة في مجال البيئة لـ"ـسكاي نيوز عربية": "بيئة إقليم كردستان تعاني من مشاكل كبيرة في مقدمتها تلوث الهواء والتربة، لذا فإن استقبال أعداد كبيرة من النازحين سيعمق حالة التلوث البيئي في الإقليم، نتيجة لتضاعف كمية النفايات ونضوب المياه، مما يحتم على الجهات المختصة وضع خطط استباقية لمواجهة تلك الحالات".
إقليم كردستان الذي يحتاج بحسب الخبراء إلى العشرات من السدود وخزانات المياه لتأمين احتياجات سكانه، سيواجه نقصاً حاداً في المياه، في حال استقباله نصف الاعداد المتوقعة من النازحين.
يقول الخبير في المياه، والمهندس أكرم أحمد، لـ"سكاي نيوز عربية": "الإقليم يعاني حالياً من نقص كبير في المياه، ويحتاج لتأمين احتياجاته منها إلى 18 سداً عملاقاً، ونحو 250 سداً وخزاناً صغيراً للمياه، والذي يستغرق إنشاؤه جميعاً إلى 8 سنوات من العمل المتواصل وبكلفة تقارب 7 مليارات دولار، وإلا فإن حدوث موجات النزوح المتوقعة سيخلق كارثة إنسانية وبيئية كبيرة في المنطقة".
ضفتا نهر الزاب الكبير، الذي يغذي الأجزاء الشرقية من سهل نينوى، ومناطق غرب إربيل، قد تكون الوجهة الأمثل للهاربين من القحط والجفاف.
في حال صحت التوقعات الواردة في تقرير وزارة البيئة العراقية، فان اقليم كردستان الذي يعاني من شح كبير في موارده المائية سيواجه كارثة بيئية وانسانية خطيرة ينبغي التخطيط لمواجهتها منذ الآن.