اندلعت المواجهات مجددا في محيط مطار طرابلس الدولي جنوب العاصمة الليبية، بعد هدنة قصيرة بين ميليشيات تحاول بسط سيطرتها على هذا المرفق المهم، الذي ظل معطلا لسنوات طويلة.
في الساعات الأولى من صباح الإثنين، سُمع بوضوح دوي طلقات الأسلحة المتوسطة، في منطقة الرملة القريبة من مطار طرابلس، الذي استقبل في وقت متزامن آليات حفر خاصة بشركة كلفت بأعمال صيانة، حسب ما كشفته مصادر "سكاي نيوز عربية".
هدنة قصيرة
تلك المناوشات أظهرت فشل الهدنة قصيرة الأمد بين الطرفين المتصارعين على النفوذ في هذه المنطقة الحيوية، وهما "مليشيا 111" بقيادة عبد السلام الزوبي، و"مليشيا الردع" بقيادة عبدالرؤوف كاره.
اندلعت المواجهات بين المجموعتين في 18 يناير الجاري، استخدمت خلالها الأسلحة الثقيلة، ووصل نطاق المواجهات حتى منطقة قصر بن غشير المحاذية.
ولم تتوقف حتى وصلت عناصر "اللواء 444" بقواته للفصل بين المتحاربين، وبالفعل هدأت المواجهات حينها، لكن الأجواء ظلت مشحونة للغاية، في ظل احتفاظ كل طرف بتمركزاته.
خرج مطار طرابلس الدولي من الخدمة منذ عام 2014 حين أطلقت الميليشيات في المنطقة الغربية عمليتها حين ذاك المسمّاة بـ"فجر ليبيا"، والتي أدت إلى تدمير مرافقه تماما، ليظل خارج العمل طوال تلك السنوات، وأصبح اعتماد أهالي العاصمة على مطار معيتيقة الدولي فقط، الخاضع لسيطرة "الردع".
تسعى "ميليشيا 111" المتمركزة جنوب العاصمة إلى تأكيد موقعها والاستفادة من الزخم الحالي في المطار لفرض "إتاوة" لتأمين أعمال الصيانة والتشغيل بعد ذلك.
في المقابل، تسعى "ميليشيا الردع" إلى فرض سيطرتها أيضا على المطار، أو حتى محاولة تعطيل الأعمال به كي تبقى سيطرتها حصرية على المنفذ الجوي الوحيد المتاح في العاصمة، وفق المصادر.
صعوبات أمنية ولوجستية
لن يعود مطار طرابلس للعمل مجددا ما دامت الميليشيات والمجموعات المسلحة تتصارع على مَن يفرض سيطرة عليه، ولذلك قبل البدء في صيانته كان من المفترض النظر في مسألة التأمين، حسب الناشط السياسي الليبي رامي محمد.
كما أن هناك صعوبات على المستوى اللوجستي تجعل من عمل المطار "أمرا مستحيلا" يتمثل في أن طريق المطار يحتاج إلى صيانة عاجلة حتى يمكن الاستفادة من المطار في الشق التجاري، بالإضافة إلى التعديات الكثيرة على طريق من بعض المصالح التجارية، وعدم تأمين إضاءة جيدة له، وفق محمد.
أما الاشتباكات التي صارت معتادة بين المجموعات المسلحة، فيقول محمد إن أهالي العاصمة اعتادوا تلك الصراعات، التي تنتهي في الأخير على حساب أموال الشعب، فتخرج التعويضات للميليشيات عن الأفراد أو المعدات التي يخسرونها في معاركهم، والغريب التذبذب في المواقف لتلك المجموعات التي تتصارع اليوم ثم تتحالف غدا، ثم تعود إلى العداء مجددا في دوامة من الفوضى لا تنتهي.