كشف شاهد عيان تحدث لـ"سكاي نيوز عربية" وموقع إخباري تركي، أن 13 بحارا مصريا أصيبوا وفقد آخر في انفجار وقع على متن سفينة شحن بالبحر الأسود قبالة سواحل تركيا.
وقال عضو الهيئة الإدارية للاتحاد العام للطلاب المصريين في تركيا نور الدين محمود، الذي يتناوب مع زملائه من أعضاء الاتحاد على رعاية المصابين بمستشفيات مختلفة، إن الحادث وقع قبل يومين قرب سواحل مدينة سينوب شمالي تركيا.
ونشر موقع "سونداكيكا" تقريرا مطولا عن الواقعة، مدعوما بمقطع فيديو يحوي شهادات المصابين المصريين، وكذلك توضيحات من المنقذين الأتراك الذين تعاملوا مع طاقم السفينة وأخمدوا الحريق فيها، ويبحثون حاليا عن القبطان المصري المفقود.
وحسبما رصد من معلومات، كانت السفينة متوجهة إلى ميناء طرابزون التركي لتحميل الفحم، وأن مالك السفينة، التي كانت ترفع علم بنما، ألباني الجنسية.
وقال محمود: "في اتحاد الطلاب المصريين تلقينا اتصالات من عدة أشخاص يخبرونا بوجود بحارة مصريين مصابين في حريق سفينة، يعالجون في مستشفيات مدينة سينوب، ولا أحد برفقتهم".
وأوضح أنه "تم التنسيق بعد ذلك لنقل المصابين لعدة مستشفيات في ولايات تركية مختلفة منها سامسون وأنقرة"، مشيرا إلى أن أعضاء اتحاد الطلاب المصريين "قسموا أنفسهم ويتناوبون على رعاية المصابين بمستشفيات مختلفة".
وأكد محمود أن مدينة سامسون التي يتواجد فيها، هناك 4 بحارة مصريين من بينهم اثنان في حالة خطرة داخل غرفة الرعاية المركزة، في مستشفى التدريب والبحوث.
وأوضح، حسب ما علم من المصابين، أن "السفينة كان على متنها 17 شخصا من بينهم 14 مصريا والقبطان وهو مصري. حدث تسرب غاز في حجرة تشغيل ماكينات السفينة ثم انفجار. القبطان المصري مفقود ويدعى حسام عبد الحفيظ".
ونوه إلى أن "من بين طاقم السفينة كذلك ألباني وأوكراني وجورجي، وإجمالي الحالات الخطرة ممن تم إنقاذهم 7 من بينهم 6 مصريين، حيث استنشقوا الغاز المتسرب والدخان الكثيف وتعرضوا لمشاكل في الرئة".
وأوضح محمود أن المصابين المصريين أخبروه بحضور مسؤول من السفارة المصرية لمتابعة حالاتهم، مشيرا إلى أنه أتاح للمصابين التواصل مع ذويهم في مصر.
ووفق تقرير الموقع التركي فقد تم إنقاذ 16 من أفراد الطاقم أحياء في حريق السفينة الذي وقع في سينوب، مع استمرار البحث عن القبطان المفقود، ونقل 6 مصابين بجروح خطيرة إلى سامسون وأنقرة، ويتم علاج 10 مصابين في سينوب.
وتحدث القبطان الاحتياطي للسفينة أسامة البراوي، وهو مصري، عن "لحظات مخيفة"، مشيرا إلى وقوع انفجار في المنطقة التي كان يوجد بها نظام التدفئة، ثم اندلع حريق.
وتابع البراوي: "كنت أنا والقبطان معا. جاءت مكالمة هاتفية من الطابق السفلي وأخبرونا بوجود دخان ونزل القبطان لتفقد الوضع. بعد دقيقة سمعت دوي انفجار وبدأت صيحات الاستغاثة (انقذونا). تركت دفة القيادة وفتحت الباب ونزلت فظهر أمامي شخص كان مشتعلا بالكامل، لا أعرف من هو. صعد هذا الشخص إلى حافة السفينة وقفز في البحر. بعد ذلك تحققنا من أن القبطان مفقود".
وقال عماد حراز، وهو بحار مصري مصاب في الحادث: "كنت نائما في غرفة أخرى عندما وقع الانفجار وسقط سقف الغرفة عليّ بقوة. حل الظلام بسبب انقطاع الكهرباء فأشعلت ضوء هاتفي وخرجت لأرى ما يجري. عندما وصلت إلى زملائي كان الجميع في حالة ذعر، وكان هناك أشخاص يحترقون. ليس لديّ علم بحالة القبطان، لم أره. تواصلنا مع خفر السواحل التركي ووقفنا في مقدمة سفينتنا المحترقة حتى وصلت سفن الإنقاذ وأجلتنا".
ومن جهة أخرى، قال إيرول كارومير أوغلو حاكم ولاية سينوب الذي شارك في عمليات الإنقاذ: "انطلق زورقنا من سامسون ووصل إلى السفينة المحترقة فجرا. تم إطفاء الحريق تماما واستمرت أعمال التبريد. لا يوجد خطر من غرق السفينة حاليا ولا من تسرب الديزل. وفي حالة حدوث ذلك فنحن مستعدون واتخذنا جميع الاحتياطات".
وتابع المسؤول المحلي: "سيفحص خبراء هيئة ميناء سامسون السفينة لإعداد تقاريرهم"، مؤكدا إنقاذ 16 شخصا أحياء من على متن السفينة لا يزال بعضهم في الرعاية المركزة لتعرضهم لحروق واستنشاقهم دخانا كثيفا، فيما يجري البحث عن قبطان السفينة.