انتهت الجلسة التاسعة لمجلس النواب اللبناني المخصصة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، يوم الخميس، دون تحقيق الهدف المرجو منها لإنهاء حالة "الشغور الرئاسي" السائدة في البلد منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون في 31 أكتوبر الماضي.
وعكست نتائج فرز الأصوات، خلال الجلسة الأخيرة، حالة من عدم اليقين حيال جدوى إجراء جلسات لاحقة، في المستقبل القريب، من دون التوصل إلى توافقات حول اسم الرئيس.
الدوائر المفرغة
بحسب دراسات بحثية عربية ودولية متخصصة في الشأن اللبناني، يظهر جليا أن "الدستور المعدّل بعد اتفاق الطائف خلّف وراءه مساحات شاسعة للجدل حول تفسير بنوده في أوساط المشرعين المحليين".
وفي هذا السياق، قال الكاتب والمحلل السياسي سركيس أبو زيد، في اتصال هاتفي مع موقع "سكاي نيوز عربية"، إن "اتفاق الطائف أفسح المجال للاجتهادات حول تفسيره بما يشبه الدوران في حلقات مفرغة"، مشددا على أن التسوية الرئاسية اللبنانية تحتاج إلى "ظهور النتائج النهائية لما ستُفضي إليه المباحثات حول البرنامج النووي الإيراني مع الغرب".
رئيس توافقي
تزامن انعقاد جلسة البرلمان اللبناني، الخميس، مع ظهور مؤشرات جديدة بأن اسم العماد جوزيف عون بات مطروحا بجدية لتوفير الإجماع السياسي المطلوب إذا ما قرر البرلمانيون اللبنانيون إجراء تعديل دستوري يسمح لقائد الجيش، أثناء توليه مهام منصبه، بالترشح لرئاسة الجمهورية، على غرار ما حدث في مناسبتين سابقتين:
- الأولى لدى انتخاب العماد إميل لحود الذي تولى سدة الرئاسة بين عامي 1998 و2007.
- الثانية لدى انتخاب العماد ميشال سليمان الذي تولى سدة الرئاسة بين عامي 2008 و2014.
كما يشار أيضا إلى أن احتمال ترشيح العماد جوزيف عون لرئاسة الجمهورية يأتي على خلفية عدة عوامل داخلية وخارجية أبرزها:
- مناقبيته العسكرية ونجاحه في المحافظة على تماسك الجيش خلال الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية الراهنة في لبنان.
- وقوفه على مسافة واحدة من مختلف الأفرقاء السياسيين المحليين.
- تمكّنه من تحقيق الانتصار في معركة "فجر الجرود" التي أدت إلى إخراج الجماعات الإرهابية من الأراضي اللبنانية عام 2017.
- حضور اسمه في الأوساط الدولية باعتباره "رجل الإنقاذ" في لبنان.
المواقف السيادية
النائب اللبناني ووزير العدل السابق اللواء أشرف ريفي صرّح لموقع "سكاي نيوز عربية"، الأربعاء، بأن هذه العوامل مجتمعة تمثل فسحة أمل في أن يكون العماد جوزيف عون صاحب الحظ الأوفر للوصول إلى سدة الرئاسة خلال الأسابيع أو الأشهر القليلة المقبلة.
وأوضح ريفي أن قراءة نتائج القمة الأميركية – الفرنسية الأخيرة، بين الرئيسين جو بايدن وإيمانويل ماكرون، باتت تؤكد "إمكانية حصول الانفراجة الرئاسية خلال الفترة الممتدة ما بين عطلة أعياد الميلاد ورأس السنة العام الحالي وما بين ربيع عام 2023 المقبل كحد أقصى".
جدير بالذكر أن عملية فرز الأصوات، في الجلسة التاسعة لمجلس النواب اللبناني المخصصة لانتخاب رئيس للجمهورية، يوم الخميس، جاءت على الشكل الآتي: 39 ميشال معوض، 39 ورقة بيضاء، 9 لبنان الجديد، 5 عصام خليفة، 3 بدري ضاهر، 1 زياد بارود، 1 صلاح حنين، 1 فوزي أبو ملهب، 1 لأجل لبنان، 1"التوافق"، 1 معوّض بدري ضاهر، و4 ملغاة.