توقع مراقبون أن تشهد العلاقات المصرية التركية تقدماً إيجابياً خلال الفترة المقبلة، وذلك عقب لقاء المصافحة الذي جمع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بنظيره التركي رجب طيب أردوغان، في لقاء على هامش افتتاح كأس العالم في قطر، الأحد.
مصافحة تاريخية ليست وليدة الصدفة
تقول مديرة المركز المصري للدراسات الديموقراطية الحرة داليا زيادة لموقع "سكاي نيوز عربية": "إنه قد يكون من الخطأ توقع أن المصافحة التاريخية التي تمت بين الرئيسين السيسي وأردوغان بعد تسع سنوات من المقاطعة الدبلوماسية والحروب الإعلامية هي أمر وليد الصدفة، فقد اجتمعا من قبل في عدد من المحافل الدولية دون أن يتم أي لقاء بينهما، لكن هذه المرة كان هناك نية صادقة لدى كل منهما لتجاوز ما بينهما من ضغائن شخصية من أجل مصلحة شعبيهما".
وترى زيادة أن هذا اللقاء وهذه المصافحة، كان يتم الترتيب لها على أكثر من مستوى في الدولتين منذ فترة، حيث بات من المؤكد للطرفين أن طي صفحة الماضي أصبح أمر ضروري من أجل ضمان مستقبل أفضل لشعبيهما في المرحلة الصعبة التي يمر بها العالم الآن في ظل سلسلة من الأزمات السياسية والاقتصادية من الصعب توقع أنها قد تنتهي في أي وقت قريب.
لقاءات عسكرية ودبلوماسية متوقعة
وبحسب زيادة، هذا اللقاء هو بمثابة كسر الجليد بين مصر وتركيا، ويجب أن يتبعه عدد من اللقاءات الرئاسية والدبلوماسية والعسكرية أيضاً بين البلدين تستهدف تسوية مواقفهما بشأن القضايا الإقليمية التي كان من شأنها إحداث الشقاق بينهما من البداية، وتتمثل هذه القضايا في :
- ليبيا.. مصر ما زال لديها قلق من استمرار تواجد القوات التركية في طرابلس، بينما تركيا تعتبر أن هذا أمر طبيعي نظراً للاتفاقية التي سبق أن أبرمتها مع الحكومة بشأن الدعم العسكري، ومصر لا زالت تدعم السياسيين في المنطقة الشرقية من ليبيا ضد رغبة تركيا.
- موارد الغاز الطبيعي في البحر المتوسط.. مصر لن تستطيع التراجع عن اتفاقيتها مع اليونان، لكن هذا لن يمنعها من عمل اتفاقيات مشابهة مع تركيا، وفي رأيي من مصلحة مصر البقاء على الحياد في هذا الصراع التاريخي بين تركيا واليونان، كما كانت دائماً، وأن لا تنحاز لطرف ضد الآخر.
- الإخوان.. تعتقد مديرة المركز المصري أنها لم تعد أمر ذو أهمية لا بالنسبة لمصر ولا بالنسبة لتركيا، الجماعة بالفعل في حالة انهيار داخلي غير مسبوقة، وسيستغرق الأمر سنوات أو عقود حتى تستطيع إعادة بناء نفسها، وهذا أمر يدركه الرئيس أردوغان الآن بوضوح.
انتصار للطرفين
- يقول مدير منتدى شرق المتوسط للدراسات السياسية والاسترايجية بالقاهرة، محمد حامد لـ"سكاي نيوز عربية" إن لقاء الرئيسين المصري والتركي يمكن وصفه بأنه انتصار للطرفين.
يرى حامد أن صورة الرئيسين المصري والتركي تفتح الطريق أمام زيارة أردوغان لمصر والسيسي لتركيا لتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية والاستثمارية بين البلدين.
وينوه حامد إلى أن تصريحات أردوغان اليوم موجهة للداخل التركي من أجل الاستعداد للانتخابات 2023 المصيرية بالنسبة لأردوغان وبعد تعقيب المتحدث باسم الرئاسة المصرية أصبحت العلاقات المصرية التركية مفتوحة على كل الخيارات
تجاوز الخلافات
- الكاتب والمحلل السياسي المقيم باسطنبول درويش خليفة قال لـ"سكاي نيوز عربية" إن المصافحة التي تمت بين الرئيسين أمس في الدوحة ربما هي مؤشر على توصل البلدين على نقاط تفاهمية حول الملفات الخلافية، كما يعكس رغبة البلدين في إتمام المصالحة والاستمرار في التعاون.
الملف الأهم بين الدولتين بحسب خليفة، يتعلق بالاقتصاد، ومدى تحقيق الاستفادة القصوى من موارد الغاز الموجودة في منطقة شرق المتوسط.
ويرى خليفة أن هناك رغبة تركية جامحة لإتمام المفاوضات مع القاهرة ولكن يتوقف إتمام هذه المفاوضات والوصول إلى الدرجة المُثلى من التعاون على مدى قدرة الجانب التركي تحقيق الشروط التي وضعتها القاهرة من قبل.