قال وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، ناصر ياسين، إن "قمة المناخ في شرم الشيخ كانت قمّة مصيرية بالنسبة للدول الصغيرة مثل لبنان التي تتأثر بالتغير المناخي وبارتفاع درجات حرارة الأرض، مشيرا إلى أن بلاده تسعى إلى جلب "الاستثمارات الخضراء"، لمساعدتها على التكيف البيئي والنمو المستدام.
وأوضح ياسين في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن "القمة أساسية جداً وكل دول العالم توليها الاهتمام الكبير".
وقال "هناك دولٌ لا تؤثر كثيراً على الانبعاثات بسبب حجم اقتصاداتها الصغيرة، لكنها تتأثر بشكل كبير بالتلوث وبارتفاع درجات حرارة الكرة الأرضية".
وتابع: "نعمل مع الدول للتشديد على التكيف مع التغير المناخي، وتأكيد أهمية دعم الدول الصناعية للدول النامية عبر صندوق التكيف".
وأضاف ياسين "لبنان يشارك دائما منذ سنوات ضمن المفاوضات التي تجري بين الدول، سواء مع المجموعة العربية أو ضمن مجموعة الـ 77 أي الدول النامية".
هل يدفع لبنان "فاتورة الغير"؟
- أشار وزير البيئة إلى أن لبنان من الدول التي تسبب مستوى انبعاثات ضئيل جدا بالنسبة للدول الكبرى، إلا أنه رغم ذلك من الدول المتأثرة بشدة من التغيرات المناخية، مما يجعله أكثر تأثرا بهذه التغيرات على المدى الطويل نظرا لضعف إمكاناته وقدرته على مواجهتها".
- قال ياسين إن" لبنان يعلق آمالاً كبيرة على موضوع التكيف خلال الفترة المقبلة، إلى جانب اتخاذ إجراءات واضحة في تنفيذ تعهدات الدول الكبرى بالتمويل والدعم المالي للدول النامية المتأثرة بالانبعاثات والتغيرات المناخية أكثر من غيرها".
وأعرب عن أمله في "تحقيق مسعى لبنان وغيره من الدول النامية، إثر عقد قمة المناخ في مصر التي تمثل أملاً لنقل التوصيات إلى حيز التنفيذ على أرض الواقع، مع الأخذ بعين الاعتبار عمل لبنان المستمر لجعل الحفاظ على البيئة سياسة عامة للدولة".
وأضاف "التغير المناخي يضاعف من أزماتنا ويؤثر على ثروتنا المائية والزراعة والأمن الغذائي".
وأردف "لبنان وضع أهدافًا طموحة ضمن تقريره الوطني، ونتابع مع الوزارات الأخرى تطبيق هذه الالتزامات".
كيف يعمل لبنان على مواجهة التغير المناخي؟
- أشار ياسين إلى أن "العمل في مواجهة التغير المناخي ينقسم إلى شقين؛ أولهما قسم خفض الانبعاثات، وهذا مطلب لجميع الدول، ثم قسم التكيف مع التغير المناخي؛ أي كيف سيؤثر ذلك على الزراعة والغابات والموارد المائية والمدن الساحلية وغيرها كي تكون هناك قدرة للتكيف".
ولفت ياسين إلى أن "الدول الصناعية الكبرى وعدت بمبلغ 100مليار دولار سنوياً لمساعدة الدول النامية، لكن تلك الدول لم تلتزم به بشكل كاف حتى الآن، وبالتالي، فعلى الدول الكبرى المساعدة بشكل أكبر لأنها ساهمت في تغيير المناخ والجميع يدفع الثمن".
مرفق الاستثمار الأخضر
أشار وزير البيئة اللبناني إلى أن بلاده تسعى إلى جذب استثمارات من أجل مواجهة التغيرات المناخية، على النحو التالي.
- تفعيل خطة وزارة البيئة لإطلاق مرفق الاستثمار الأخضر الذي سيشكل فرصة لتشجيع ودعم الاستثمارات في القطاعات المرتبطة بمكافحة التغير المناخي؛ مثل الطاقة المتجددة والنقل المستدام وإدارة الموارد الطبيعية وغيرها.
- الوزارة وضعت استراتيجية واضحة أبرزها الاستفادة من فرص التمويل المناخي، من خلال مرفق الاستثمار الأخضر".
لكن ياسين تأسف إزاء تأزم وضع النظام المصرفي في لبنان حاليا، مشيراً إلى أن القطاعات المذكورة كي تستفيد من فرص التمويل المناخي بحاجة الى واقع مصرفي جيد".
وختم بالقول "نحن قادرون كوزارة للبيئة، ولدينا الجهوزية وعملنا المرفق الاستثماري الأخضر في قطاع التغير المناخي ولكننا بحاجة لاصلاحات حقيقية على المستوى المصرفي والنقدي".