أظهرت ردود الفعل الصومالية على التفجيرين الإرهابيين الأخيرين في مقديشو تلاحما بين الحكومة والشعب، وإصرارا مشتركا على الاستمرار في الحرب على "حركة الشباب" الإرهابية؛ ما يفقد الحركة هدفها من التفجيرات وهو السيطرة على الصوماليين، وفق خبراء.
انفجرت سيارتان مفخختان أمام وزارة التعليم وقرب مطعم، السبت، بالعاصمة مقديشو؛ ما أدى إلى مقتل 120 شخصا وإصابة 150 آخرين، حسب وزير الصحة علي حاجة.
الفرصة الكبيرة
يُعدد الباحث الصومالي آدم هيبة، لموقع "سكاي نيوز عربية"، ما يعتبرها جوانب إيجابية ظهرت في ردود الفعل على هذه التفجيرات، تجعل منها "فرصة كبيرة" لزيادة التلاحم، ومنها:
- كشفت عن اصطفاف شعبي، على الحكومة حسن استغلاله وزيادته.
- المجتمع الصومالي كله ساند الحكومة والمصابين.
- التجار والشركات الكبرى التي كانت تخشى "حركة الشباب" الإرهابية وتدفع لها الإتاوات، أبدت المساندة للحكومة وتقديم الدعم.
- يشيد هيبة بقرارات الحكومة، مثل تدشين صندوق مساعدة لضحايا التفجيرات لعلاج المصابين، والتكفل بتعليم أطفال ضحايا التفجيرات.
- في أول رد فعل رسمي، عقدت الحكومة اجتماعا طارئا برئاسة رئيس الوزراء، حمزة عبدي بري، مع قيادات الجيش والشرطة والمخابرات.
إجراءات أمنية
أسفر الاجتماع الحكومي الطارئ عن قرارات أمنية، أكد بها المسؤولون عزمهم المضي في إنهاء "حركة الشباب" الإرهابية، وهي:
- وضع خطط أمنية واضحة وجديدة لحماية أمن العاصمة من الهجمات.
- تأهب جميع وحدات الجيش لمواصلة تصفية الحركة من قواعدها.
- الاستماع إلى تقارير الجيش والشرطة والمخابرات، وتدشين لجنة خاصة لدعم لضحايا التفجيرات.
- الحشد الأمني في الولايات، لاقتناع الحكومة بأن تهديدات حركة الشباب تأتي من الولايات.
- رغم وجود بعض الخطط الأمنية فإن هناك اتجاها للإسراع في وتيرة تنفيذها لإرباك الحركة الإرهابية.
ووفق تقارير محلية، زار رئيس الوزراء مصابي التفجيرات في المستشفيات، متعهدًا بالثأر للشعب الصومالي، ودعا الصوماليين لدعم الجيش في اقتلاع حركة الشباب.
تفجيرات متوقعة
بتعبير آدم هيبة، فإن التفجيرات الأخيرة "كانت متوقعة من الشعب والمراقبين"، وأرجع ذلك إلى أن "حركة الشباب" تفقد سيطرتها تدريجيا على مناطق اقتصادية مهمة؛ وهو ما يجعلها تقوم بهذه التفجيرات لتخفيف الضغط الحكومي عليها وتخويف الصوماليين.
وهذه المناطق في وسط الصومال استردها الجيش الصومالي في عملياته الأخيرة، وكانت تعتمد عليها الحركة الإرهابية في تحصيل الإتاوات والأموال بالقوة والترهيب من السكان.
وبالتزامن مع محاولات "حركة الشباب" تخفيف الحصار عليها بمثل هذه التفجيرات، إلا أن الجيش نجح في استعادة منطقة "مسجد علي جدود" التي كانت تحت سيطرة الحركة منذ سنوات، وتصفية عدد من قيادات الحركة وعناصرها.
ضربات متلاحقة
تأتي الإجراءات الحكومية الجديدة بعد ضربات متلاحقة وجهتها لحركة الشباب، حيث أعلن الجيش الصومالي، الأسبوع الماضي، مقتل 3 من عناصر "حركة الشباب" في عملية عسكرية في منطقة "مقوكوري" التابعة لبلدة "محاس" بإقليم هيران وسط الصومال.
ووفق قيادة الفرقة 27 من الجيش، فإن القتلى هم المسؤولون عن جمع الضرائب (الإتاوات) لصالح الحركة.
جاءت تصفية مسؤولي الإتاوات بعد أيام من استعادة الجيش السيطرة الكاملة على قرى وركلن، وبكجيح، وغاليف، ورعيسي، وقورطيري، وجيلبلي في محافظة شبيلي الوسطى، وذلك بعد يومٍ من إعلانه قتل العشرات من "حركة الشباب" قرب شبيلي وهيران.
كما تلقت الحركة الإرهابية ضربات من الخارج، ففي الشهر الماضي، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على 6 أعضاء في "حركة الشباب" كوَّنوا شبكة لشراء الأسلحة وعمل التسهيلات المالية واستقطاب الأفراد.