اكتست الجزائر العاصمة، بحلة جديدة بمناسبة احتضانها للدورة الـ31 للقمة العربية، يومي 1و2 نوفمبر، وهي الفترة التي تتزامن مع الذكرى الـ68 لاندلاع "ثورة أول نوفمبر".
ومر شهر أكتوبر بشكل مختلف على سكان العاصمة الجزائرية، حيث لم تتوقف الأشغال في الأحياء والشوارع، وسط حالة من الترقب والإحساس العام بأهمية الموعد.
حرارة الطقس وأعمال التهيئة
وعلى غير العادة في فصل الخريف، تسود الجزائر هذه الأيام أجواء صيفية حارة، حيث تجاوزت درجة الحرارة الـ38 درجة مئوية، فيما يتوقع خبراء الطقس انخفاضا طفيفا في حرارة الطقس يومي عقد القمة.
ويبدو جليا كيف غيرت القمة العربية، وجه العديد من الطرقات الرئيسية للجزائر، خاصة تلك التي ستشهد مرور الوفود المشاركة، انطلاقا من مطار الجزائر الدولي هواري بومدين شرقا، مرورا بوسط العاصمة وحيدرة وبن عكنون، وصولا إلى بلدية الشراقة غربا.
وتحولت الطرقات المؤدية إلى الشراقة لحديقة كبيرة تزينها الورود والأشجار، وهي النقطة التي سيلتقي فيها ضيوف الجزائر من القادة العرب، الذين سيجتمعون لأول مرة في المركز الدولي للمؤتمرات "عبد اللطيف رحال".
وعن أشغال إعادة تهيئة الطرقات والأرصفة والمرافق العمومية، التي شارك فيها مئات العمال، أكد المدير العام لمؤسسة صيانة شبكة الطرق والتطهير لولاية الجزائر، يعطر سعدون، أنه "تم تخصيص أكثر من 2600 عامل من عمال الشركة، من أجل إنجاح هذه العملية".
وأضاف لموقع "سكاي نيوز عربية": "عملنا بالتضافر مع المجتمع المدني والكشافة والجمعيات المحلية، التي تقوم بدور متميز في عملية تطهير الأحياء، بالتزامن مع اقتراب موعد عقد القمة العربية التي نسعى جميعا كجزائريين لإنجاحها".
ترحيب ورايات
في مقابل ذلك، تم تزيين مدخل العاصمة بمجسمات تمثل رموز جميع الدول العربية، على غرار برج العرب والأهرامات، التي وضعت في الساحة المقابلة لمسجد الجزائر الأعظم.
وانتشرت أعلام الدول العربية في كل مكان، على أعمدة الإنارة والطرقات، مع عبارات كبيرة كتبت عليها "مرحبا بالأشقاء العرب" و"أهلا بضيوف الجزائر".
ولم تقتصر التحضيرات على مستوى البنية التحتية، بل شملت أيضا النشاطات الثقافية والفكرية، حيث سطرت الجزائر أكثر من ألفي نشاط ثقافي ليرافق القمة العربية، وإحياء ذكرى ثورة أول نوفمبر.
وقال وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة: "للجزائر في الوطن العربي، عمق التاريخ تحديات الحاضر وآفاق المستقبل، لهذا فقد تم إعداد برنامج وطني ثري يشمل نحو ألفي فعالية على المستوى الوطني".
وسيدخل تلاميذ المدارس في عطلة لمدة أسبوع، وذلك من أجل ضمان أعلى مستوى من الراحة لضيوف القمة العربية خلال تنقلهم في الطرقات، ولتجنب حدوث أي شكل من أشكال الازدحام المروري خلال عقد القمة.
نجاح أول خطوة
وقد تسلم الجزائر رسميا، الأربعاء، الرئاسة الدورية للقمة العربية، حيث انطلق أول اجتماع لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين وكبار المسؤولين التحضيري.
وأكد مراقبون أن "الجزائر بهذا الشكل قطعت خطوة كبيرة نحو تحقيق أول الأهداف التي سطرتها لإنجاح القمة، رغم التحديات الكبيرة".
وقال الباحث والمؤرخ الجزائري، عامر رخيلة، لموقع "سكاي نيوز عربية": "لقد مر نصف قرن على احتضان الجزائر لأول مرة في تاريخها لإحدى القمم العربية (قمة الجزائر عام 1973)، وراهن البعض على عدم قدرتها على تنظيم قمة 2022، لكن الإرادة الجزائرية نجحت في أن تثبت للعالم أنها قادرة على توفير أحسن الظروف للقاء العرب".
وقد أثنى الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، حسام زكي، المتواجد حاليا بالجزائر، على الجهود التي بذلتها البلاد، والإمكانيات التي سخرتها من أجل إنجاح القمة العربية.