يبدأ المستشار الألماني، أولاف شولتز، السبت، زيارة رسمية لثلاث دول خليجية، هي الأولى منذ توليه منصبه، تتناول ملفات بارزة يتصدرها "أمن الطاقة" وتشمل أيضا "أزمة أوكرانيا" و"نووي إيران".
ووفق المتحدّث باسم المستشارية، شتيفن هيبشترايت، فإن شولتز الذي يقوم بجولته برفقة وفد من كبار ممثلي عدد من القطاعات الاقتصادية، سيزور على التوالي السعودية السبت، ثم الإمارات وقطر الأحد، قبل أن يعود إلى برلين.
أزمة طاقة في ألمانيا
تعد زيارة المسؤول الألماني للدول الخليجية الثلاث مهمة فيما يتعلق بأزمة الطاقة التي تعاني منها بلاده لأسباب عديدة أبرزها:
- ترزح أوروبا وعلى رأسها ألمانيا، صاحبة أكبر اقتصاد بالقارة العجوز، تحت ضغط أزمة طاقة مع وقف إمدادات النفط والغاز من روسيا والعقوبات المتبادلة بين موسكو والاتحاد الأوروبي.
- سبق أن زار وزير الاقتصاد الألماني، في مارس، قطر والإمارات بحثا عن بدائل للغاز الروسي الذي كان يشكل 55 بالمئة من واردات الغاز في ألمانيا قبل الحرب في أوكرانيا.
- البنك المركزي الألماني حذر من أن وضع الإمدادات بعد توقف الواردات من روسيا "سيكون صعبا للغاية في الأشهر المقبلة" مشيرا إلى احتمال تسجيل انكماش في أكبر اقتصاد أوروبي.
- يواجه المستهلكون والشركات فواتير مرتفعة مع اقتراب فصل الشتاء.
الأولوية للاقتصاد
اعتبر المحلل الاقتصادي الإيطالي، جورج آدموند، أن تعزيز الشراكة السعودية الألمانية وإيجاد حلول لأزمة الطاقة، ومناقشة الوضع الجيوستراتيجي في المنطقة والعالم ستكون من أبرز القضايا التي سيناقشها المستشار شولتز في جولته الخليجية.
وأضاف آدموند لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن "المستشار الألماني سيعطي الأولوية لأمن الطاقة ولمسألة الصادرات الألمانية إلى الخليج العربي. تم إبرام صفقات طويلة الأجل مع قطر والإمارات لتعزيز صادرات الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا".
وتابع: "حددت الرياض هدفا لمضاعفة إنتاج الغاز بحلول عام 2030 لتمكينها من أن تصبح مُصدرا للغاز، ويمكنها، من الناحية النظرية، توفير مورد حيوي لسد الفجوة لمساعدة الاتحاد الأوروبي على تحقيق أهدافه الصفرية الصافية لانبعاثات الكربون".
ملفات الزيارة
الأكاديمي المتخصص بالشأن الدولي طارق فهمي، قال إن هناك 3 ملفات بارزة ستتناولها زيارة المستشار الألماني إلى الدول الخليجية الثلاثة وهي تعزيز العلاقات وتوسيع الشراكة، وثانيها الأزمة الأوكرانية، ويسبقهما من حيث المكانة ملف الطاقة.
وأشار فهمي إلى أنه "ستكون هناك صفقات وتعزيز علاقات مع ألمانيا التي تقود قاطرة الاتحاد الأوروبي، بالتوازي مع علاقات متوازنة خليجية مع روسيا".