عاش النازحون في العراق صيفًا ساخنًا، في ظل المعاناة الإنسانية والظروف الصعبة، بينما شكلت الحرائق المستمرة، عامل رعب وقلق لديهم، وسط مطالبات بوضع حلول نهائية لهذا الوقع الأليم.
ورغم توقف العمليات العسكرية ضد تنظيم "داعش" نهاية العام 2017، فإن ملف النزوح ما زال ملفًّا شائكًا أمام السلطات العراقية، خاصة في إقليم كردستان، حيث يعيش آلاف النازحين هناك.
وشهدت تلك المخيمات عدة حرائق، خلال الأشهر الماضية، إذ التهمت عددًا من المخيمات، وأصبحت ظاهرة ماثلة للعيان، وبحاجة إلى تدخل حكومي عاجل، خاصة أن ملف النازحين يبدو أنه بحاجة إلى وقت أطول لإنهائه.
أسباب متعددة
أوضح مسؤول في وزارة الهجرة العراقية، رفض الكشف عن اسمه، أسباب تلك الظاهرة، في حديثه لـ"سكاي نيوز عربية"، مشيرًا إلى ضرورة إطلاق حملات واسعة لإعادة النازحين.
• حسب المسؤول العراقي، فإن هناك آلاف النازحين الذين ما زالوا يعيشون في الخيم، ولم يتم توفير الكرفانات لهم، رغم أن المخاطر تشملها لكنها الأقل في تسجيل الحرائق.
• ويؤكد أن هناك نقصًا في مستلزمات السلامة والمعدات الخاصة بإطفاء الحرائق، حيث لم توزع المنظمات الدولية وكذلك المحلية، وحتى الحكومة العراقية، إلا بعضًا منها للنازحين، حيث أثبتت تلك المعدات فاعليتها في مواجهة الحرائق.
• بناء الخيم بشكل متقارب في بعض المخيمات، وهو ما يجعل المخاطر كبيرة، في حال حصل حريق، داخل كرفان أو خيمة، خاصة أن الحرائق في الغالب تنطلق من المنازل، سواءً في فصل الشتاء عن تشغيل المدفأة أو حتى أجهزة طبخ الطعام.
• فرق الدفاع المدني بعيدة عن المخيمات، ولديها نقص في السيارات، ومن المقرر تزويدها بآليات جديدة، لكن ما زالت الحاجة إلى طواقم بشرية، تكون جاهزة لمعالجة أي حرائق.
• شهد منتصف العام الجاري، أكثر من 25 حريقًا، متنوعة بين الصغير والكبير، وتلك التي تنشب في كرفانات أو خيم، فيما يُعتقد أن بعضها جاء بسبب الطقس الحار.
حوادث متتالية
وخلال الأشهر الماضية، أغلقت الحكومة العراقية جميع المخيمات، التي كانت في محافظات الأنبار، ونينوى، وصلاح الدين، وديالى، فضلًا عن العاصمة بغداد، حيث أطلقت منحة مالية للعائلات العائدة إلى منازلها، وهو ما شجع على العودة.
وفي آخر تلك الحوادث التي تشهدها مخيمات النازحين، اندلع حريق الثلاثاء الماضي، في مخيم "هرشمي 1" في محافظة أربيل حيث يقطنه نازحو مدينة سنجار، مما أدى إلى إحراق ستة كرفانات، دون سقوط ضحايا.
وفي أبريل الماضي، لقي شاب مصرعه، وأصيب 9 أشخاص آخرين، إثر حريق اندلع في مخيم "جم مشكو" بمحافظة دهوك، بإقليم كردستان، ما أثار ضجة واسعة حينها.
الحل الوحيد
بدورها، أكدت النائبة في البرلمان العراقي، فيان دخيل، أن الحرائق أصبحت متكررة في مخيمات النزوح، مشيرة إلى أن الإجراءات الحكومة ما زالت ضعيفة.
• النائبة العراقية أكدت لـ"سكاي نيوز عربية" أن الحرائق تحصل عادة في الخيم المهترئة، بسبب بقاء النازحين فيها منذ 8 سنوات، في ظل عوامل الطقس الصعبة، وتقادم تلك الخيم.
• معظم شبكات الكهرباء الخاصة بالمخيمات غير سليمة، وأكثر الحرائق تحصل بسببها.
• لا تحدث الحرائق في فصل الصيف، بل إن فصل الشتاء يمثل كابوسًا للنازحين هناك، بسبب شبكة الكهرباء المهترئة.
• سعت بعض الجهات إلى إنشاء أبنية سكنية مبسطة، لكن الإجراءات ما زالت بطيئة، خاصة أن وزارة الهجرة والأمم المتحدة رفضت ذلك، بداعي ضرورة عودتهم بشكل سريع.
• الحل الوحيد هو تهيئة الأجواء الإيجابية والمناخ الآمن لعودة النازحين، فعلى سبيل المثال يجب إمضاء اتفاق سنجار، وإخراج جميع المجموعات المسلحة من المدينة، وتطويع أبنائها في القوات المسلحة".
ومع مجيء رئيس الحكومة الحالية مصطفى الكاظمي، إلى منصبه في مايو الماضي، أطلق حملة واسعة، لإنهاء ملف النزوح في البلاد، عبر تسوية ملفات المهجرين وإعادتهم "طوعًا" إلى منازلهم.
ومع سيطرة تنظيم "داعش" على عدد من المحافظات العراقية، عام 2014، نزحت ملايين العائلات من تلك المحافظات، إلى مدن أكثر أمنًا، مثل إقليم كردستان، والعاصمة بغداد، وغيرها؛ هربًا من بطش التنظيم الإرهابي.