نفذ الجيش الأميركي ضربة في دير الزور بسوريا استهدفت منشآت بنية تحتية تستخدمها جماعات تابعة للحرس الثوري الإيراني، وقالت القيادة المركزية للجيش في بيان إن مثل هذه الضربات تهدف لحماية القوات الأميركية من هجمات الجماعات المدعومة من طهران.
ويرى مراقبون أن هذه الضربة تعكس تذمرا أميركيا من ارتفاع وتيرة استهداف القواعد والمصالح الأميركية في شمال وشرق سوريا من قبل الميليشيات والفصائل الموالية لإيران، وأنها تمثل رسالة واضحة لطهران بإن واشنطن سترد وبقوة.
فيما يستبعد محللون أن تتطور الأمور نحو مواجهة واسعة ومفتوحة بين الجانبين على المسرح السوري، وأن هذه الضربة هي من باب رد الفعل على هجمات متكررة استهدفت الأميركيين من قبل الميليشيات التابعة لإيران هناك.
وتعليقا على هذه الضربة الأميركية ودلالاتها وتداعياتها، يقول مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية": "هذه الضربة التي استهدفت مستودعات ومخازن تابعة للواء فاطميون وميليشيات أخرى سورية وغير سورية، أتت ردا على توالي الاستهدافات مؤخرا من قبل الميليشيات الموالية لإيران بسوريا لمواقع وقواعد أميركية، كما حصل مع استهداف كل من قاعدتي حقل العمر النفطي والتنف خلال الأيام العشرة الماضية".
ويضيف عبد الرحمن: "الرسالة الأميركية هي أنه في حال استمرار الهجمات على قواعدها ومصالحها في سوريا، فإن الرد سيكون على هذا النحو من الاستهداف المباشر وبوتيرة أقوى، كون واشنطن تدرك أنها لو تجنبت الرد، فإن ذلك كان سيعني انهمار المزيد من الصواريخ والقذائف على مواقعها، وخاصة بريف دير الزور وفي التنف بالبادية السورية".
ولفت إلى أن "تلك الميليشيات لن ترد مباشرة بل ستحاول امتصاص الضربة واستيعابها، وإلا لكنا رأينا ردا فوريا منها".
من جهته، يقول سرتيب جوهر الباحث الخبير في الشؤون السورية، في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية": "هذه ليست أول مرة يتم فيها استهداف فصائل موالية لإيران في سوريا من قبل القوات الأميركية، التي تهدف إلى إضعاف تلك الفصائل وتحجيمها في سوريا والعراق معا".
المعطى اللافت خلال السنتين الماضيتين، وفق المتحدث: "أن ثمة ما يمكن وصفه بغض طرف روسي عن توالي استهداف الجماعات الموالية لإيران بسوريا من قبل التحالف الدولي، وهو ما يشير لمدى تعقيدات المشهد الميداني السوري وتداخل الأجندات الإقليمية والدولية وتضاربها فيه".
فخطوط عبور هذه الجماعات عبر الحدود العراقية السورية التقليدية، كما يشرح جوهر: "تعتريها على مدى السنوات الماضية عقبات ومصاعب أبرزها تعقب طيران التحالف لها، ولهذا فهي تبحث عن خطوط بديلة حيث هناك خط شمال الأنبار عبر معبر الوليد بدأت بالاعتماد عليه للعبور".
ويتابع الخبير في الشؤون السورية: "الهجمات الأميركية ستتواصل ولا شك بارتباط هذه الجماعات، بالوضع العراقي، فكلما حصل تصعيد من قبل الحشد الشعبي ضد المصالح الأميركية بالعراق، تستهدف واشنطن مقابل ذلك تلك الجماعات الموالية لإيران في الجانب السوري في مسعى ردعي وفي تلويح بتوسيع رقعة المواجهة".
وفي تفاصيل الضربة الأميركية وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان فقد دوت انفجارات في مدينة دير الزور، فجر يوم الأربعاء، نتيجة ضربات جوية من طائرات أميركية، استهدفت مستودعات عياش ومعسكرا للميليشيات الإيرانية في دير الزور.
ويضيف بيان المرصد السوري: ووفقا للمصادر فقد شنت الطائرات عند الساعة الرابعة فجرا، أكثر من 3 ضربات جوية بصواريخ شديدة الانفجار، مما أسفر عن تدمير مستودعات عياش، ومعسكر الصاعقة الذي تتخذه ميليشيا فاطميون الأفغانية مركزا لها، وسط معلومات عن مقتل 6 من الحراس من جنسيات سورية وغير سورية، وجرحى في صفوف الميليشيات.