وصلت إلى لبنان الغواصة الهندية التي ستساعد في عمليات البحث عن ضحايا مركب المهاجرين الذي غرق قبالة طرابلس شمالي البلاد في 23 أبريل الماضي، وكان ينقل أكثر من 80 شخصا تم إنقاذ بعض منهم، وبقي حوالي 30 شخصا في عداد المفقودين.
وأعلنت قيادة الجيش اللبناني صباح الخميس على حسابها عبر "تويتر"، أن الجيش نقل قبل ظهر اليوم، الغواصة التي ستعمل على انتشال الضحايا والمركب من مرفأ بيروت إلى مرفأ طرابلس، وهي مزودة بتقنيات اتصال حديثة وقدرات متقدمة للعمل في أعماق البحار.
وأضاف بيان الجيش أن القوات البحرية ستشارك في هذه العملية عبر التعاون مع طاقم الغواصة فيما خص مختلف الجوانب اللوجستية.
وأُنشِئت لهذه الغاية غرفة عمليات في مركز طرابلس البحري داخل المرفأ، تتيح المتابعة الدقيقة للعملية في بقعة العمليات البحرية بهدف الاطلاع المستمر على مراحل انتشال المركب.
ووصلت الباخرة التي تحمل علم مالطا إلى مرفأ بيروت قبل أيام وعلى متنها الغواصة المنتظرة لانتشال ضحايا "زورق الموت".
وتنتظر عوائل الشهداء رؤية ما تبقى من رفات أبنائها، وسط توقعات من بعضهم بصعوبة العثور على جثث المفقودين.
وينتظر أهالي الضحايا انتهاء التحقيق الذي بدأه الجيش لكشف ملابسات الحادث بالدلائل المادية، بعد انتشال هيكل الزورق من الأعماق.
جدير بالذكر أن الزورق المنكوب كان ينقل 84 شخصا على متنه، متخطيا قدرة التحميل المسموح بها، مع كميات كبيرة من الوقود.
وبدأت قوة من الجيش اللبناني بنقل معدات الغواصة من مرفأ بيروت، بعد أن تم تجميع الغواصة وتجهيزها ونقلها بواسطة مركب بحري تابع للقوات البحرية التابعة للجيش الى البقعة التي تم تحديدها في مكان غرق الزورق على عمق حوالي 470 مترا.
وعلم موقع سكاي نيوز عربية أن "الفريق المؤلف من 6 أشخاص سيقوم برصد البقعة حيث يتم الكشف عنها بواسطة كاميرات متطورة قادرة على كشف دائرة بقطر 200 متر من مكان وجودها، على أن يتم في مرحلة أولى تحديد مكان الزورق وتصويره، وضع خطة لانتشال رفات الضحايا في مرحلة ثانية ومن ثم انتشال حطام الزورق الغارق".
وقالت الصحفية نسرين مرعب المقربة من عائلات المفقودين في البحر أنه "من المستبعد أن تعثر الغواصة على الجثث كاملة لأنها قد تكون تحللت بعد هذه الفترة الزمنية الطويلة التي امتدت لأكثر من ثلاثة أشهر".
واعتبرت مرعب "أن وصول الغواصة بالنسبة اليها ينكأ جراح أهالي الضحايا وكان من الأجدى أن تصل في وقت مبكر من الآن ".
وتابعت: " لا زال في قاع البحر أكثر من 30 جثة بين نساء وأطفال وشباب".
وقالت مصادر أمنية لموقع سكاي نيوز عربية: "هناك مرحلتان لعمل الغواصة "الأولى ستكون بالذهاب الى موقع غرق الغواصة وتحديده بشكل دقيق على أن يلي ذلك مرحلة الغوص الى الأعماق والبدء بعملية انتشال الجثث ".
وأضافت: "من المتوقع أن تباشر الغواصة بعملها يوم الاثنين أو الثلاثاء المقبلين على أبعد تقدير وذلك بعد تجهيزها من قبل الأشخاص الذين أمنوا وصولها إلى لبنان ".
وعلم موقع سكاي نيوز عربية أن أهالي الضحايا يواكبون العملية من داخل غرف عمليات خاصة جهزت لذلك.
جدير بالذكر أن الغواصة الهندية وصلت الى لبنان بعد مساع حثيثة بذلها وزير الداخلية السابق وابن مدينة طرابلس، اللواء أشرف ريفي، وتبرع بكلفة نقلها وتجهيزها أفراد من الجالية اللبنانية من أبناء المدينة المقيمين في أستراليا وكذلك تكاليف شحنها إلى لبنان.
تجدر الإشارة الى أنّ الجمعية الأسترالية الممولة لهذا العمل تواكب العملية بالتنسيق مع الشركة المالكة للغواصة وأفرادها، والجيش اللبناني الذي يتابع الموضوع ويوليه أهمية كبرى.