تنقضي يوم الإثنين، المهلة التي أعطاها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لأعضاء مجلس الأمن الدولي من أجل إبداء الرأي حول مقترح تعيين السنغالي عبد الله باثيلي، رئيسا لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.
ويرى رئيس مؤسسة "سلفيوم" للأبحاث والدراسات، جمال شلوف أن مجلس الأمن لن يصوت على مسألة تعيين باثيلي، لأن الجلسة المجدولة اليوم تخص اليمن.
ويوضح لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن غوتيريش اقترح على أعضاء مجلس الأمن الأربعاء الماضي اسم "باثيلي" بصيغة أنه "في حالة تقديم اعتراض سيتوقف قرار التعيين"، لكن إلى مساء الأحد لم يعترض أحد، وعلى هذا: "فمن الممكن تكليفه بقرار اليوم أو غدا، أو في 24 أغسطس الجاري حين تعقد جلسة بخصوص ليبيا".
وحول ما تردد عن رفض الحكومة الليبية منتهية الولاية، بقيادة عبد الحميد الدبيبة، تعيين المرشح السنغالي، يقول شلوف إن "رأيها أُهمل كونها طرفا في النزاع بالبلاد"، متابعا: "غوتيريش اهتم فقط برأي الأعضاء الخمسة عشر في مجلس الأمن، وحتى يوم الأحد لم يتلق اعتراضا".
وحتى الدول التي كانت لها مواقف في مراحل سابقة ضد ترشيح بعض الأسماء، مثل روسيا، لم تبدِ معارضة لتعيين باثيلي؛ لأن موسكو تدعم تعيين إفريقي في منصب المبعوث الأممي إلى ليبيا، بحسب شلوف.
وتعاني بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا منذ ديسمبر 2021 من فراغ في القيادة بعد الاستقالة المفاجئة لرئيسها السابق السلوفاكي، يان كوبيش، بعد فشل إجراء الانتخابات الليبية التي كانت مقررة 24 ديسمبر، وأرسل غوتيريش للقيام بمهامه الدبلوماسية الأميركية السابقة ستيفاني ويليامز بصفة مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، حتى انتهت مهمتها آخر يوليو المنتهي.
ووقف الخلاف بين موسكو وواشنطن حول الشخصية المناسبة حائلا أمام تعيين رئيس جديد للبعثة الأممية؛ حيث كانت واشنطن تميل لإسناد المهمة رسميا إلى ستيفاني ويليامز وإطالة أمد وجودها في ليبيا، فيما احتجت موسكو، متهمة الأخيرة بأنها تنحاز للأجندة الغربية.
مبعوث من إفريقيا
جاء ترشيح السنغالي باثيلي استجابة من غوتيريش لمطالب متكررة من دول إفريقية بتكليف مرشح من القارة يحظى بدعم الاتحاد الإفريقي الذي يأخذ على الأمم المتحدة تهميش الدور الإفريقي في العملية السياسية بليبيا.
وجاء من شغلوا المنصب خلال السنوات السابقة إما من دول أوروبية، أو عربية آسيوية، إضافة لقدوم المستشارة الأممية ستيفاني ويليامز من الولايات المتحدة.
وسبق أن شغل باثيلي منصب رئيس لجنة التفتيش على بعثة الأمم المتحدة في ليبيا العام الماضي، كما تولى منصب المبعوث الخاص للأمين العام في إفريقيا، بالإضافة إلى العديد من المهام الأخرى للمنظمة الدولية، وآخرها عمله كخبير مستقل في شؤون المنطقة.
وبحسب الباحث السياسي الليبي، محمد قشوط، فإن مجلس الأمن لم يعد أمام اختيارات كثيرة، فإما حسم ملف اختيار رئيس بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا، أو إلغاء البعثة ومهمتها بأسرها.
ويرجع ذلك إلى أسباب منها أن حدة الخلاف داخل مجلس الأمن حال دون اختيار المبعوث الجديد، بعد أن تراجعت أولوية الملف الليبي، لصالح ملفات أخرى على الساحة الدولية مثل حرب أوكرانيا وأزمة الطاقة والحبوب وسلاسل الإمداد.
وفي حال تعيين عبد الله باثيلي رئيسا لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، سيكون المبعوث الثامن منذ تأسيس البعثة عام 2011، وسبقه السلوفاكي يان كوبيش، واللبناني غسان سلامة، والألماني مارتن كوبلر، والإسباني برناردينو ليون، واللبناني طارق متري، والبريطاني إيان مارتن، والأردني عبد الإله الخطيب.