أصدرت السلطات المصرية، بيانًا بشأن جهودها خلال الساعات الجارية للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني.
وقال البيان الذي اطلع عليه موقع "سكاي نيوز عربية"، إن القاهرة كثفت اتصالاتها مع كافة الأطراف لاحتواء التصعيد الحالي، داعية إلى وقف إطلاق النار بشكل شامل ومتبادل اعتبارا من الساعة 23.30 مساء بتوقيت القدس.
وشدد البيان على أن مصر تبذل جهودها من أجل الإفراج عن الأسير خليل العواودة ونقله للعلاج، وكذلك الإفراج عنالأسير بسام السعدي في أقرب وقت ممكن.
بدورها، قالت مصادر مصرية مُطلعة في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن قيادات مصرية أجرت اتصالات مكثفة على مدار الساعات الماضية مع كافة الأطراف في فلسطين وإسرائيل، للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يدخل حيز التنفيذ منتصف الليل.
يأتي هذا في الوقت الذي أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، عن ارتفاع ضحايا الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة إلى 43 قتيلا وأكثر من 310 مصابين حتى الآن.
فمنذ الجمعة نفذت إسرائيل ضربات جوية وبالمدفعية الثقيلة استهدفت بشكل أساسي مواقع في غزة لحركة الجهاد التي ردت بإطلاق مئات الصواريخ.
وفي وقت سابق الأحد، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه شن قصفا على كل مواقع إطلاق الصواريخ التابعة لحركة "الجهاد" في غزة.
واعتبر الجيش الإسرائيلي أن قصفه جاء "ردا على استمرار إطلاق الصواريخ من غزة تجاه إسرائيل".
وتزامنًا مع الحديث عن الوساطة المصرية، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير لابيد، إن "أهداف العملية العسكرية في قطاع غزة تحققت، ولا فائدة من استمرارها"، وفق ما ذكرت "القناة 13" الإسرائيلية.
ورحبت حركة الجهاد الإسلامي بالوساطة المصرية لوقف إطلاق النار، داعية إلى سرعة الإفراج عن الأسيرين بسام السعدي وخليل عواودة.
بدورها، أدانت الخارجية المصرية، قيام عدد من المستوطنين تحت حماية الشرطة الإسرائيلية باقتحام باحات المسجد الأقصى، معتبرة ذلك انتهاكًا لقدسيته واستفزازًا لمشاعر المسلمين، وخرقًا للوضع القائم الذي يُعد فيه المسجد الأقصى وقفًا إسلاميًا خالصًا.
وشددت في بيان اليوم، على أن مثل تلك الأعمال تؤدي إلى مزيد من تأجيج الأوضاع، مطالِبة بتوفير الحماية للمصلين المسلمين، وبضرورة وقف أية أعمال استفزازية، واتخاذ كافة الإجراءات للحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم للقدس ومقدساتها العربية الإسلامية والمسيحية.
جهد متراكم
من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية في القاهرة ورئيس وحدة الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية بمركز دراسات الشرق الأوسط، طارق فهمي، في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن جهد القاهرة كان متراكما منذ بداية الهجوم الإسرائيلي على القطاع، وجاء التحرك المصري الفعال للتوصل إلى وقف لإطار نار بين الجانبين، وبالفعل كان هناك تجاوبا مع حركة الجهاد مع تفهم الشروط التي وضعوها وجرى تداولها بين مصر وحركة حماس وكذلك مع الجانب الإسرائيلي.
وأضاف فهمي أننا نحن في مرحلة تأخذ بعض الوقت لتثبيت الهدنة لأننا نتحدث عن وقف مؤقت لإطلاق النار، وهذا الأمر سيأخذ بعض الوقت لأن قواعد الاشتباك اختلفت شكلا ومضمونا هناك تصعيد عسكري من الجانب الإسرائيلي.
وأوضح أنه "لا توجد في المواجهة رابح أو خاسر، ونتمنى تثبيت الوضع الراهن والانتقال لمرحلة تحتاج إلى مراجعة ومواقف مباشرة".
من جانبه، توقع أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس أيمن الرقب، في حديث لـ"سكاي نيوز عربية"، تثبيت وقف إطلاق النار وصولًا إلى هدنة جديدة، لأن القوات الإسرائيلية حققت أهدافها وبالتالي انتهت معركتها الراهنة، ومن جانبنا لسنا معنيين باستمرار القتال على جبهات نودع فيها مزيدا من الشهداء، ونؤكد الالتزام بالتهدئة.
وشدد على أن مصر واصلت اتصالاتها منذ مطلع أغسطس الجاري أي قبل بداية التصعيد العسكري الأخير لمنع الوصول إلى هذه الاعتداءات، لكن القوات الإسرائيلية أصرت على تنفيذ مخططها بالجهوم على حركة الجهاد واغتيال تيسير الجعبري وخالد منصور.
وأشار الرقب إلى أن وفد أمني مصري وصل بعد عصر اليوم إلى قطاع غزة، وتحرك بشكل مكوكي بين تل أبيب وقطاع غزة، حيث التقى قادة المقاومة وبالتحديد حركة الجهاد، وكذلك مسؤولين من الجانب الإسرائيلي، قبل الإعلان عن التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار يدخل التنفيذ بحلول الساعة 11.30 مساء بتوقيت القدس.
وأضاف: "قدر مصر أن تكون في هذه المنطقة وبالتالي تحاول الكثير من الملفات الشائكة، ونقدر الجهد المصري لحقن دماء الشعب الفلسطيني".