يعتزم وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، القيام بجولة إلى عدد من الدول الأفريقية تبدأ من القاهرة يوم الأحد المقبل، هيّ الأولى من نوعها منذ اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا في 24 فبراير الماضي.
ومن المقرر أن تتضمن الجولة في الفترة بين 24 وحتى 28 يوليو الجاري، زيارة مصر وإثيوبيا وأوغندا وجمهورية الكونغو الديموقراطية، وفق ما أعلنت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زخاروفا.
كان لافروف أعلن قبل يومين عن هذه الجولة في مؤتمر صحفي قائلًا: "لدينا زيارات سنوية متبادلة إلى إفريقيا، وفي هذه السنة ستشمل زيارتي إلى إفريقيا مصر وإثيوبيا وأوغندا والكونغو، حيث أن مصر شريكنا الرائد، في بناء المنطقة الصناعية في السويس، ومحطة الضبعة النووية".
وقال: "شاركنا في تشييد المشاريع الصناعية العملاقة في القارة الإفريقية علاوة على دور الاتحاد السوفيتي في تحرير كثير من الدول الإفريقية من الاستعمار".
وأشار إلى أن تلك الجولة تركز على الإعداد الجيد للقمة الإفريقية الروسية التي يُعلن عن مكان انعقادها لاحقا.
كان لافروف قد أعلن في وقت سابق أن القمة الروسية- الإفريقية المقبلة ستعقد في عام 2022 على أراضي دولة إفريقية، في الوقا الذي أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن التعاون مع الدول الإفريقية استراتيجي وطويل الأجل، وأن تنمية العلاقات مع دول القارة ومنظماتها الإقليمية إحدى أولويات السياسة الخارجية الروسية.
خطاب بالجامعة العربية
ومن المقرر أن يلقي وزير الخارجية الروسي خطابا أمام مجلس جامعة الدول العربية الذي ينعقد على مستوى المندوبين، خلال زيارته إلى القاهرة.
ووفق ما أعلنت الجامعة، فإن لافروف يلتقي الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، وممثلي الدول الأعضاء الـ22.
وتأتي زيارة لافروف إلى القاهرة بعد أكثر من أسبوع على الجولة الأولى للرئيس الأميركي جو بايدن في الشرق الأوسط، التي زار خلالها إسرائيل والأراضي الفلسطينية والسعودية، حيث شارك في قمة تجمع الدول الست الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي إضافة إلى مصر والأردن والعراق.
دلالات استراتيجية
وتعقيبا على جولة لافروف، قال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، والخبير في العلاقات الدولية، حسين هريدي، إن القاهرة إحدى المحطات المهمة لجولة وزير الخارجية الروسي في أفريقيا، في ضوء تشابك المواقف الدولية في الوقت الراهن.
وأضاف في تصريحات خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن زيارة لافروف للقاهرة تأتي في إطار العلاقات المصرية الروسية الاستراتيجية، ومن ناحية أخرى في إطار الموقف المصري الرصين بالنسبة للحرب الروسية الأوكرانية إذ لا ينحاز ضد أي طرف من طرفي الحرب، ولا يمثل أي جهة في الاستقطاب الدولي الحاد حول الحرب الراهنة.
وأشار "هريدي" إلى أن هذه الجولة تتعلق بالسياسة الخارجية الروسية في أفريقيا، إذ يحاول لافروف توضيح وجهة نظر بلاده بشأن أنشطة مجموعة "فاغنر" في شرق أفريقيا.
ولفت إلى ضرورة النظر إلى توقيت الزيارة خاصة أنها الأولى منذ 24 فبراير الماضي أي موعد بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وتستهدف تعزيز التنسيق بين موسكو والعواصم الأفريقية.
وذكر "هريدي" أن لافروف سيلقي خطابا أمام مجلس الجامعة العربية، بعد مبادرة الوفد العربي الذي زار موسكو في أبريل الماضي، واستهدف تقريب وجهات النظر بين موسكو وكييف.
وطرق وفد من وزراء الخارجية العرب، أبواب روسيا وأوكرانيا عبر بولندا، ضمن "وساطة عربية" برعاية الجامعة العربية؛ لتعزيز ودعم التوصل إلى حل سياسي للأزمة الحالية، التي ضريت تداعياتها دول العالم وفي القلب منها المنطقة العربية، بسبب الأضرار التي تلحق بأمنها الغذائي، وتهدد اقتصادها.
واعتبر مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق أن زيارة لافروف ستكون فرصة لتبادل وجهات النظر حول المسارات المستقبلية لهذه الحرب، وما يمكن أن تقوم به مصر والدول العربية في المساعدة والمساهمة لإطلاق عملية تفاوضية بين روسيا وأوكرانيا.
توازن عربي
وشدد "هريدي" على أن الدول العربية اتخذت موقفا متوازنًا من الحرب بين روسيا وأوكرانيا، ولم تنحاز لطرف على حساب آخر.
وبشأن ارتباط الجولة بزيارة بايدن إلى جدة، قال "هريدي" إن "روسيا لها وجود في المنطقة، والدول العربية والأفريقية لها علاقات مع موسكو وحريصة على تعزيز تلك العلاقات، لكن رغم ذلك فدول المنطقة أعلنت أنها لن تنحاز لأي طرف من طرفي الحرب، بل تدعو الدول العربية إلى وقف إطلاق النار والتوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا، وأتصور أن هذه الجولة متفق عليها قبل قمة جدة".
وتأتي زيارة لافروف إلى القاهرة بعد أكثر من أسبوع على الجولة الأولى للرئيس الأميركي جو بايدن في الشرق الأوسط، التي زار خلالها إسرائيل والأراضي الفلسطينية والسعودية، حيث شارك في قمة تجمع الدول الست الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي إضافة إلى مصر والأردن والعراق.
مشروعات روسية في مصر
وبالنسبة للتعاون المصري-الروسي، قال الدبلوماسي المصري السابق، إن "مسار العلاقات الثنائية المصرية الروسية مستقل تماما عما يحدث بشأن الحرب في أوكرانيا، فالعلاقات مستمرة ومتطورة، والدليل على ذلك سير المشروعات المشتركة بين البلدين وفق جدولها الزمني دون تأثير، فالعمل في محطة الضبعة يسير بشكل طبيعي وكذلك باقي المشروعات".
وأعطت مصر الضوء الأخضر للبدء في إنشاء أولى وحدات المحطة النووية بمدينة الضبعة، وهي المحطة النووية الأولى من نوعها في مصر، والتي تنفذها شركة روس أتوم الروسية.
بدوره وصف وزير الكهرباء المصري محمد شاكر بدء الإنشاءات في محطة الضبعة بأنه "مناسبة تاريخية لمصر".