منذ مطلع العام الجاري، يتواصل تفشي مرض الحمى النزفية في عموم المحافظات العراقية بوتيرة قياسية غير معهودة، مخلفا وفيات عديدة من بين حالات الإصابة به، وفي أحدثها الإعلان عن أول حالة وفاة بالمرض في إقليم كردستان العراق.
حيث أصدرت وزارة الصحة في إقليم كردستان العراق، بيانا عن تسجيل أول حالة وفاة بالحمى النزفية في الإقليم، جاء فيه: “بعد تأكد إصابة أحد المشتبه بهم بمرض الحمى النزفية والذي يبلغ من العمر 27 عاما من قرية كورزي في ناحية خليفان بمنطقة سوران وإدخاله المستشفى، وتنويمه لتلقي العلاج، بسبب المرض توفى هذا اليوم".
وأضافت الوزارة: "تم تسجيله كأول حالة وفاة بسبب مرض الحمى النزفية في إقليم كردستان العراق".
وشددت وزارة الصحة في حكومةإقليم كردستان العراق، على ضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية والاحترازية لتفادي الاصابة بالمرض. فيما أعلنت وزارة الصحة العراقية، السبت، إحصائية جديدة بعدد وفيات وإصابات الحمى النزفية.
وقال المتحدث باسم الصحة العراقية سيف البدر لوكالة الأنباء العراقية، إن "الوزارة سجلت منذ بداية هذا العام 162 إصابة بمرض الحمى النزفية من بينها 27 حالة وفاة".
وأوضح المسؤول العراقي أن: “نصف حالات الاصابة تماثلت للشفاء فيما تم تسجيل أول حالات الوفاة في أربيل"، مؤكدا "أهمية أن تكون هناك توعية للمواطنين حول هذا المرض".
وعن الارتفاع المتواصل في تسجيل حالات الإصابة والوفاة بالحمى النزفية في العراق، قال الخبير الصحي الطبيب زامو بختيار، في لقاء مع سكاي نيوز عربية: “الحمى النزفية مرض متوطن في العراق كما هو معلوم منذ سنوات طويلة جدا، لكن تزايد وتيرة حالات الإصابة والوفيات جراءه كما نشهد طيلة الأشهر القليلة الماضية هو ناقوس خطر، سيما وأنه قد تكون هناك حالات كثيرة مثلا غير مكتشفة أو غير مشخصة بشكل صحيح، فنحن نتحدث الآن عن نحو 200 حالة بينها عدد غير قليل من الوفيات يقارب 30 حالة".
وأضاف الخبير الصحي العراقي: “العوامل الأساسية وراء انتشار هذه الموجة، تكمن أبرزها في ضعف الوعي الصحي لدى الناس من جهة وضعف الرقابة الصحية من جهة أخرى، علاوة على انتشار ظاهرة الذبح العشوائي للمواشي في مختلف المناطق العراقية، خاصة في الأرياف وضواحي المدن والعشوائيات، وحتى داخل المدن الكبيرة، وهو ما يسهم في تهيئة البيئة المفرخة لتطور مثل هذه الموجات الوبائية الفتاكة".
ويحذر خبراء صحيون من تفشي المرض على نطاق أوسع في العراق خلال المرحلة المقبلة، سيما في ظل ضعف وهشاشة آليات الفحص والرقابة في أسواق الماشية والدواجن وانتشار الطرق البدائية للذبح وبيع اللحوم، والتي تكون في معظمها غير خاضعة للاختبارات البيطرية لتأكيد سلامتها للاستهلاك البشري وخلوها من الأمراض والفيروسات.
يذكر أن الحمى النزفية تنتقل عادة من الحيوانات المصابة للبشر عبر الدماء الملوثة واللحوم، وبسبب غياب الرقابة وضعف الاحترازات الصحية والضوابط الوقائية في عمل الملاحم، وذبح الحيوانات المريضة دون فحص ورقابة، ينتشر المرض بشكل أوسع نطاقا.
ويحذر الخبراء من أن الفيروس قد ينتقل أيضا من إنسان لآخر، خاصة عن طريق الاتصال الجنسي، أو اللعاب ومختلف سوائل الجسم.
وتنتشر الحمى النزفية الفيروسية عن طريق مخالطة الحيوانات أو الحشرات المصابة بالعدوى، وتعيش الفيروسات التي تسبب الإصابة بالحمى النزفية الفيروسية في العديد من العوائل الحيوانية والحصرية، وتشمل في الغالب البعوض والقوارض والخفافيش.
وتشمل بعض أنواع الحمى النزفية الفيروسية؛ حمى الضنك وحمى الإيبولا وحمى لاسا وحمى ماربورغ والحمى الصفراء.
وتنتشر عادة مشاهد المواشي المذبوحة المعلقة في العديد من الأماكن والطرقات العامة العراقية وفي الأحياء، والدماء تتقاطر منها، والذباب يحوم فوقها والحشرات من حولها، حيث تباع تلك اللحوم الملوثة والمسببة لمختلف الأمراض بلا ضوابط ولا قيود.