أكد مفتي مصر، ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم شوقي علام، أن زيارته الأخيرة لبريطانيا "أصابت توقيتا بالغ الأهمية"، بعد أن أثمرت عن "نتائج إيجابية كشفت الفكر الضال لجماعة الإخوان الإرهابية وتنظيماتها المتطرفة".
وأنهى مفتي مصر، الجمعة الماضية زيارة استغرقت 6 أيام إلى بريطانيا، التقى خلالها أعضاء مجلسي العموم واللوردات، وممثلي الأديان والمجتمع المدني، وأئمة ودعاة عدد من المساجد، بهدف تقديم الصورة الصحيحة للإسلام، ودحض دعاوى جماعات الإرهاب والتطرف.
وفي حدث وصف بـ"التاريخي"، ألقى الدكتور شوقي علام مفتي مصر، كلمة أمام أعضاء مجلسي العموم واللوردات البريطاني الثلاثاء الماضي، وثقت بالأدلة والبراهين "جذور العنف لدى تنظيم الإخوان وتاريخهم الدموي".
ونجح علام في كشف حقيقة الفكر المتطرف والأيديولوجيا المشوهة لجماعة الإخوان، أمام مجلسي العموم واللوردات البريطاني، بعد تقديم تقارير وبيانات موثقة فندت جرائم التنظيم منذ نشأته.
وبعد اختتام زيارته الناجحة لبريطانيا، كشف مفتي مصر في حديث خاص لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن "لندن هي بداية لسلسلة من الجولات الخارجية خلال الفترة المقبلة، تشمل عددا من العواصم الأوروبية، لبيان صحيح الدين الإسلامي، وأهمية اندماج المسلمين في المجتمعات الجديدة".
وأوضح أنه "عقب السيطرة نسبيا على جائحة فيروس كورونا، ستكون هناك زيارات لعواصم واشنطن وبروكسل وباريس وفيينا، لمواجهة الأفكار المتطرفة، وبيان صحيح الدين".
وأضاف مفتي مصر: "سنواصل التواصل الديني مع العالم، ونرى أن هذا الأمر ضروري جدا"، موضحا"سنستمر أيضا في التواصل مع مراكز الأبحاث والجامعات والجاليات المصرية في جميع أنحاء العالم لتقديم الخدمات الشرعية، مع مراعاة السياقات المختلفة في هذه البلاد".
توقيت بالغ الأهمية
وتطرق "علام" إلى كلمته أمام مجلسي العموم واللوردات البريطاني، والتقرير الذي وزعه لأعضاء المجلسين حول الإخوان، قائلا: "أصاب التقرير توقيتا بالغ الأهمية، بعد أن كشف التاريخ الدموي لجماعة الإخوان".
ووثق تقرير دار الإفتاء بشكل دقيق منهج الإخوان المتطرف منذ نشأته وارتباطه بالتنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها "داعش"، و"حسم" وغيرهما، وأهم الأفكار المتطرفة التي تتبناها الجماعة، والشخصيات التي أسست ونظّرت للعنف داخلها منذ إنشائها.
وأحدثت كلمة مفتي مصر داخل مجلسي العموم واللوردات البريطاني، ارتباكا وتخبطا واضحا ضرب قمة رأس تنظيم الإخوان وداخل صفوفه.
وأصدر إبراهيم منير القائم بأعمال مرشد الجماعة بيانين منفصلين للهجوم على علام وزيارته لبريطانيا.
وتعمد منير في بيانين نشرهما موقع "إخوان سايت"، التابع لجبهته في لندن، التقليل من تأثير كلمة المفتي أمام البرلمان، ونفي ما جاء في التقرير عن "دموية الجماعة"، مدعيا سلميتهم.
اختطاف الخطاب الديني
ومعقبا على الهجوم الإخواني، قال مفتي مصر: "لا يعنينا الأشخاص ولا نرد عليهم، بل نرد وندحض أفكار ثبت بالفعل تبنيها للعنف".
وأشار علام في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية" إلى أن : "القضية تتمثل بكون الخطاب الديني قد تم اختطافه، ونحاول إعادة المرجعية للخطاب الصحيح، ووضع الأمور في نصابها، والتعريف بالإسلام دين السلام والسماحة والتعاون فى الإعمار والبناء".
وذكر المفتي في بيان سابق له أنه: "من الخطأ في حق وطننا وديننا ترك الساحة الدولية فارغة للمتطرفين يعبثون بها ويشوهون فيها صورة الإسلام والوطن، ومن ثم يجب كشف جذور العنف وبيان التاريخ الدموي المتطرف لتلك الجماعات الإرهابية".
ونبه علام إلى إنه أكد في لقاءاته ببريطانيا أن "بناء السلام العالمي والحوار المشترك يتطلب تواصلا على كافة الأصعدة، وأن الإسلام الصحيح لابد ان يكون فاعلا اليوم في العلاقات الدولية".
وضمن لقاءات زيارته الرسمية التقى علام رموز ورؤساء الجالية المصرية في لندن، حذر خلالها من سعي تنظيم الإخوان للتغلغل من خلال إنشاء كيانات موازية، وتستره برداء الدين من أجل تحقيق المكاسب.
وحذرت عدة تقارير أمنية واستخباراتية نشرت في وسائل إعلام بريطانية، من خطر تنامي جماعة الإخوان داخل البلاد بما يمثل تهديدا للأمن العام، خاصة مع رصد نمو غير مسبوق لنشاط التنظيم لنشر أفكاره المتطرفة باستغلال المنصات الدعوية والمؤسسات التي تعمل تحت مظلة قانونية بغطاء خيري وإنساني.