يعتبر اللبنانيون أن الأحد هو موعد المواجهة الكبرى، فمنهم من يتوق للتغيير عبر الانتخابات النيابية المرتقبة، ومنهم من يقاطع، بينما يقول آخرون إن 15 مايو هو يوم "رد الاعتبار".
ففي سياق الاقتراع بدءا بالمغتربين الأسبوع الماضي، مرورا بانتخابات الموظفين في القطاع العام، الخميس، الذي لم يخلُ من المخالفات بسبب ضعف التنظيم واختراقات لقواعد العملية الانتخابية، تبرز شفافية الانتخابات ونزاهتها كتحد جوهري أمام السلطات والجمعيات غير الحكومية على حد سواء.
من يؤمّن الكهرباء؟
وقالت مصادر خاصة في وزارة الداخلية والبلديات لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن تأمين التيار الكهربائي أثناء التصويت سيكون على عاتق شركة كهرباء لبنان، وخلال النهار سيتكفل المحافظون كل في محافظته بالتعاون مع البلديات بتوفير الكهرباء والمولدات والديزل.
وأضافت المصادر أن "الاستعدادات اكتملت وصناديق الاقتراع والمراقبين وزعوا على المراكز في المحافظات بكل الأراضي اللبنانية".
وضمن عملية رصد ومتابعة الاستحقاق الانتخابي، نشط عمل الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات (لادي) لضمان نزاهة وشفافية عملية الاقتراع من النواحي كافة، وتطوير آليات قانون الانتخابات، إضافة إلى نقل أي مخالفة موثقة إلى السلطات المعنية، علما أن المرحلتين الأوليين من الاستحقاق لم تتمتعا بشفافية كاملة ومطلقة، حيث سجلت بعض الخروق.
وقالت مصادر بالجمعية لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن "هناك مخالفات متكررة بين انتخابات الموظفين والمغتربين على حد سواء، منها عدم ضمان العازل للسرية، بالإضافة إلى تنظيم الحملات الانتخابية داخل مراكز الاقتراع".
ولفت علي سليم مدير "لادي"، في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، إلى أن "وحدات هيئة القلم، من مشرفين ثابتين ومتنقلين، ستكون على أتم الاستعداد لمواكبة العملية الانتخابية، ويبلغ عدد المنضوين في هذه الوحدات نحو ألف مراقب، تتوزع مهماتهم بين متابعة عمل لجان القيد ومراقبة عمليات الفرز".
ويضم كل مركز انتخابي ما يعرف باسم "هيئة القلم"، وهي مؤلفة من 3 أشخاص وتتولى مهمة الإشراف على صناديق الاقتراع وتسجيل أسماء الناخبين.
هواجس
وقال سليم: "نتخوف من عدم إلمام بعض موظفي هيئات القلم بقانون الانتخابات، لأن ذلك يمكن أن يفسح المجال لمندوبي الأحزاب والمرشحين والمجموعات للتدخل"، مشيرا إلى أن "الجهة الوحيدة المناط بها شرح آلية الاقتراح هي هيئة القلم".
وأضاف: "ما اكتشفناه الخميس في انتخاب الموظفين الحكوميين، أن هيئة القلم ليست ملمة بشكل كاف بكيفية الاقتراع".
وتابع: "يقلقنا أيضا موضوع الكهرباء، فيوم الخميس كانت التيار مقطوعا، إضافة إلى أن بعض أصحاب المولدات هم من ممثلي الأحزاب والمناصرين لها في بعض المناطق، ومن الممكن إذا لم تكن النتيجة النهاية لصالحهم أن يقطعوا الكهرباء عن مراكز الاقتراع، وهذا قد يخلق فوضى".
وأوضح سليم: "تركيزنا حول مدى الالتزام بنشر الدعاية الانتخابية والضغوط على الناخبين وسرية الاقتراع، وبعض الممارسات والفوضى أو قطع الطرق مثلا، كما سنركز على مراقبة الكهرباء خصوصا في وقت فرز الأصوات".
واستطرد: "نتمنى ألا تتوسع المخالفات كيلا تتطور الأمور نحو العنف على الأرض"، داعيا إلى "احترام الإجراءات. إذا لم تحترم نخشى خلق المشاكل والتوترات. نحن بانتظار اتضاح الأمور أكثر فأكثر".
المولدات
من جهة أخرى، وبسبب الصمت الانتخابي الذي بدأ منتصف ليل الجمعة، رفض رئيس تجمع المولدات الخاصة في لبنان عبدو سعادة الحديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، لأنه مرشح للانتخابات.
وعلم الموقع من بعض أصحاب المولدات الخاصة، أن تأمين التيار الكهربائي يبقى من مهمة وزارة الطاقة، ولا دخل لأصحاب المولدات بذلك.