يتواصل تسجيل حالات جديدة من الاصابة بالحمى النزفية في العراق، والتي وصلت لأول مرة لإقليم كردستان العراق أيضا، حيث أعلنت وزارة الصحة في الإقليم، الثلاثاء، عن تسجيل أول إصابة بالحمى النزفية في أربيل.
وقالت الوزارة في بيان لها: "بعد إجراء عدة فحوصات ومتابعة، تم تسجيل أول حالة بالحمى النزفية لشاب من أهالي أربيل".
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة العراقية، الثلاثاء، عن إحصائية جديدة لحالات الوفاة والإصابة بالحمى النزفية.
وكشف المتحدث باسم الوزارة، سيف البدر، أن آخر إحصائية رسمية من الوزارة، تؤكد بلوغ عدد الإصابات 55 إصابة و12 حالة وفاة، موضحا أن محافظة ذي قار جنوبي البلاد سجلت لوحدها أكثر من نصف عدد الحالات بواقع 29 إصابة.
وأضاف أن: "أغلب المصابين تماثلوا للشفاء"، مشيرا إلى أن الحمى النزفية مرض متوطن منذ 50 عاما وليس بجديد.
وتابع: "الإصابات كانت محدودة خلال الأعوام الماضية، أما الآن فإن أعداد الإصابات متزايدة".
ورغم عدم وجود أي لقاح أو مضاد فيروسي لهذا المرض، لكن هذا حسب المسؤول الصحي العراقي "لا يعني أن المواطن لا يتلقى أي علاج، وإنما نقوم بالواجب وعلاج المريض إذا كان المرض في بدايته، أما عند وصول المرض للمرحلة الخطرة وهي مرحلة النزف تحت الجلد أو من فتحات الجسم فيصعب علاجه".
ويحذر خبراء صحيون من تفشي المرض على نطاق أوسع في العراق، لا سيما في ظل ضعف وهشاشة آليات الفحص والرقابة في أسواق الماشية والدواجن وانتشار الطرق البدائية للذبح وبيع اللحوم والتي تكون في معظمها غير خاضعة للاختبارات البيطرية لتأكيد سلامتها للاستهلاك البشري وخلوها من الأمراض والفيروسات.
وتنتشر مثلا المواشي المذبوحة المعلقة في الأماكن والطرقات العامة وفي الأحياء، والدماء تقطر منها، والذباب يحوم فوقها والحشرات من حولها، حيث تباع تلك اللحوم الملوثة والمسببة لمختلف الأمراض.
ويقول الخبير الصحي العراقي، زامو بختيار، في لقاء مع سكاي نيوز عربية: "صحيح أن المرض قديم ومستوطن في البلاد بشكل أو بآخر، لكن ارتفاع وتيرة الإصابات والوفيات مثير للقلق العميق، خاصة وأنه قد تكون هناك حالات كثيرة مثلا غير مكتشفة أو غير مشخصة بشكل دقيق، فنحن نتحدث الآن عن عشرات الإصابات والوفيات المؤكدة".
ويضيف بختيار: "الخلل الرئيسي يكمن في انتشار ظاهرة الذبح العشوائي للمواشي في مختلف المناطق العراقية، وخاصة في الأرياف وضواحي المدن والعشوائيات، وحتى داخل مدن كبيرة مع الأسف، وهو ما يسهم في تهيئة الظروف لظهور هكذا موجات وبائية خطيرة، وحيث لا يتم ردع المخالفين كما يجب، وهنا فإن مشهد باعة اللحوم المعلقة والمعروضة للبيع على جنبات الطرق الداخلية بالمدن والبلدات وحتى الطرق الخارجية الرابطة بينها خير دليل".
وتنتقل الحمى النزفية الفيروسية عادة من الحيوانات المصابة للبشر، عبر الدماء الملوثة واللحوم، وبسبب غياب الرقابة وضعف الاحترازات الصحية والضوابط الوقائية في عمل الملاحم، وذبح الحيوانات المريضة دون فحص ورقابة، ينتشر المرض بشكل أوسع نطاقا.
ومع أن الفيروس يموت إن طبخ اللحم المصاب والملوث بالفيروس بشكل جيد، فإنه قد ينتقل حتى عبر دم الحيوانات المصابة.
ويحذر الخبراء من أن الفيروس قد ينتقل أيضا من إنسان لآخر، خاصة عن طريق الاتصال الجنسي، أو اللعاب ومختلف سوائل الجسم.
وتنتشر الحمى النزفية الفيروسية عن طريق مخالطة الحيوانات أو الحشرات المصابة بالعدوى، وتعيش الفيروسات التي تسبب الإصابة بالحمى النزفية الفيروسية في العديد من العوائل الحيوانية والحصرية، وتشمل في الغالب البعوض والقوارض والخفافيش.
وتشمل بعض أنواع الحمى النزفية الفيروسية، حمى الضنك وحمى الإيبولا وحمى لاسا وحمى ماربورغ والحمى الصفراء.