تستقبل ليبيا عبد الفطر المبارك، الإثنين، لكن "بفرحة مجروحة" بعد القفزات في أسعار السلع، واحتشاد جماعات وأرتال ميليشياوية لتحاصر مداخل طرابلس بسبب "أزمة الحكومتين"، فضلا عن غلق حقول نفطية وضياع ملايين الدولارات على البلاد.
ورغم مرور نحو 3 شهور على تكليف البرلمان فتحي باشأغا بتشكيل الحكومة الجديدة، فإن رئيس الحكومة المنتهية ولايتها منذ ديسمبر الماضي عبد الحميد الدبيبة يرفض تسليم السلطة، وتمنع الميليشيات التابعة له باشأغا من ممارسة عمله في العاصمة.
وتطوق طرابلس ميليشيات مسلحة تابعة للدبيبة، وعلى مدار اليومين الماضيين دخلت أرتال عسكرية كبيرة قادمة من الزاوية ومصراتة، وسط توقعان بانفجار الحال في أي لحظة.
أزمة ملابس وغذاء
وتعيش طرابلس أزمة اقتصادية نتيجة غياب السيولة وارتفاع أسعار المنتجات والملابس، وسط شكاوى من ضعف الرقابة على الأسواق مع انشغال المؤسسات الحكومية بصراعاتها.
وارتفعت أسعار الملابس أكثر من 15 بالمئة، والحبوب والسلع الأساسية بأكثر من 20 بالمئة.
ويقول سامر العذابي، وهو مواطن ليبي في طرابلس، لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن العاصمة تعيش أجواء حزينة بعض الشيء بسبب الخوف من حدوث صراع عسكري واسع بين المليشيات المؤيدة للدبيبة ووتلك الموالية لباشأغا.
ويشير العذابي بشكل خاص إلى التحركات الميليشياوية الكبيرة على مداخل ومخارج المدينة وحول مؤسسات الدولة، وأصوات الأعيرة النارية التي تسمع بين الحين والآخر.
وعن حالة الأسواق، يقول إن الأسواق تشهد عزوف الكثيرين بسبب ارتفاع الأسعار واختفاء بعض السلع، لافتا إلى أن التجار في سوق طرابلس بساحة الشهداء لم يستطيعوا حتى جمع ثمن بضاعتهم.
ومن جهة أخرى، ألقت الحرب الروسية الأوكرانية شظاياها على ليبيا، حيث توقفت حركة الاستيراد مما أدى لنقص سلع في الأسواق، حيث تعتمد ليبيا على استيراد أساسيات كالحبوب والخضراوات والفاكهة.
وتعاني الأسواق عجزا في القمح والشعير والدقيق والأرز، كما تعطلت مخابر عن العمل.
لا نفط
وكان من المتوقع أن تحصد ليبيا مكاسب كبيرة عبر زيادة عوائدها من النفط بعد ارتفاع أسعاره بشكل قياسي، وزيادة الطلب عليه من أوروبا التي تسعى لتقليل الاعتماد على النفط والغاز الروسيين، إلا أن "أزمة الحكومتين" ضربت هذا الأمل، حيث استغلت ميليشيات النفط كسلاح للضغط على خصومها.
واقتحمت ميليشيات مسلحة حقل الزويتينة وأوقفت إمداداته، وتبعا لذلك توقفت المصانع التي تستفيد من مشتقاته، واضطرت المؤسسة الوطنية للنفط إلى إعلان حالة القوة القاهرة مما يعني عجزها عن الوفاء بالتزاماتها في العقود.
وتصل خسائر ليبيا يوميا حوالي نصف مليون برميل (متوسط سعر البرميل 100 دولار)، فضلا عن تعويضات لسفن الشحن والشركات المرتبطة معها بعقود.
ضياع فرصة من ذهب
ويعلق المحلل الاقتصادي الليبي شريف عريقيب متحسرا، حيث يقول إن الميليشيات المسلحة تفوت "فرصة من ذهب" على ليبيا، وإنه "بدلا من الاستفادة من النفط مع زيادة الأسعار، نضطر لدفع تعويضات لسفن الشحن والشركات تعويضا عن عدم وفائنا بالالتزامات".
وفي حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية"، حث عريقيب المجتمع الدولي للتدخل "في أسرع وقت" للحد من هذه الأفعال الميليشياوية، والحفاظ على تصدير النفط خاصة مع حاجة دول أوروبية لموارد الطاقة.
ومن جهة أخرى، حمّل علي التكبالي عضو مجلس النواب، الدبيبة مسؤولية ما يحدث من إغلاق وتعطيل مواقع نفطية.
وفي حسابه على "فيسبوك"، حذر التكبالي من اندلاع عصيان مدني شامل نتيجة ما وصفها بـ"السياسات الحمقاء"، التي يقودها من سماهم "من هم وراء الدبيبة، بمساعدة الصديق الكبير"، في إشارة إلى رئيس البنك المصرفي المركزي المتهم بأنه يصطف إلى جانب رئيس الحكومة المنتهية ولايتها.