أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أهمية وقف إسرائيل كل الإجراءات التي تقوض حل الدولتين وضرورة إيجاد أفق سياسي للعودة إلى مفاوضات جادة وفاعلة لحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين ووفق القانون الدولي.
و تطرق القادة إلى التطورات التي تشهدها مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك، مشددين على ضرورة وقف أي ممارسات تنتهك حرمة المسجد الأقصى وتغيير الوضع الراهن إضافة إلى تجنب التصعيد وتهدئة الأوضاع .
وأكد القادة حاجة المنطقة إلى السلام والاستقرار والتعاون المشترك من أجل تفعيل مسارات السلام والتنمية ودفع عجلتها على مختلف الأصعدة بما يحقق تطلعات شعوب المنطقة في التقدم والازدهار.
العمل العربي المشترك
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن استمرار التشاور والتنسيق العربي يأتي في صلب توجه دولة الإمارات وإيمانها الراسخ بأن العمل العربي المشترك في مسائل الأمن و الاستقرار والازدهار يمثل الأساس لنجاح المنطقة في مواجهة التحديات المحيطة بها إلى جانب البناء على الفرص المتاحة، بحسب وكالة أنباء الإمارات.
وشدد ولي عهد أبوظبي على أن دولة الإمارات مستمرة في جهودها لتعزيز التعاون العربي لما فيه خير دول المنطقة وشعوبها.
من جانبه، أكد الملك عبد الله الثاني ضرورة احترام الوضع التاريخي والقانوني القائم في الحرم القدسي الشريف، معبراً عن رفضه لأي محاولات للتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى المبارك.
أزمة أوكرانيا والأمن الغذائي
واستعرض القادة خلال لقائهم الأخوي عددا من القضايا و أخر التطورات الإقليمية والدولية وتبادلوا وجهات النظر بشأنها خاصة الحرب في أوكرانيا وتداعياتها على المستويات الإنسانية و الاقتصادية، داعين جميع الأطراف المعنية إلى بذل أقصى الجهود لتسوية النزاع عبر تغليب الدبلوماسية ومن خلال الحوار والمفاوضات الكفيلة باستعادة الأمن والاستقرار في المنطقة وعبروا عن قلقهم إزاء تفاقم الوضع الإنساني المصاحب للأزمة و ضرورة معالجته من خلال الوصول إلى حل سياسي عاجل.
واعتبر القادة أن التحديات والأزمات الحالية، بطبيعتها المعقدة وتداعياتها العابرة للحدود، تتطلب تنسيق الجهود وتعزيز العمل العربي المشترك، وتفعيل التعاون الإقليمي خصوصاً في أزمات الأمن الغذائي والطاقة.
واستقبل الرئيس المصري في وقت سابق اليوم العاهل الأردني وولي عهد أبو ظبي في مطار القاهرة وبعدها بدأت جلسة المباحثات الثلاثية في قصر الاتحادية حيث أقيمت مأدبة إفطار وتبادل الزعماء الثلاثة التهاني بمناسبة قرب حلول عيد الفطر المبارك.
ووفقا للبيان الصادر عن الرئاسة المصرية فقد قدم الرئيس السيسي وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد التهنئة للعاهل الأردني على نجاح العملية الجراحية التي أجراها مؤخراً متمنيين له دوام الصحة والعافية، فيما أعرب العاهل الأردني عن شكره وتقديره للمشاعر الأخوية الطيبة التي أبداها شقيقاه المصري والإماراتي.
وقد رحب الرئيس المصري بشقيقيه الأردني والإماراتي ضيفين عزيزين على مصر، معرباً عن التقدير للعلاقات الوثيقة والتاريخية التي تجمع البلدان الثلاثة على المستويين الرسمي والشعبي، فضلاً عن التشابك الحضاري الممتد بينها، ومؤكداً تطلع مصر إلى تعزيز التعاون البناء بين مصر والأردن والإمارات، والانطلاق سوياً نحو آفاق واسعة من الشراكة الاستراتيجية التي تؤسس لعلاقات ممتدة وتحقق المصالح المشتركة، وتصب في خانة تعزيز العمل العربي المشترك، خاصةً في ظل التحديات الكبيرة التي تموج بها المنطقة، فضلاً عن الأزمات الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن التطورات الإقليمية والدولية المتعددة.
من جانبهما، ثمن ضيفا مصر الروابط الوثيقة التي تجمع بين البلدان الثلاثة، مؤكدين الحرص على الارتقاء بالتعاون مع مصر إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، وذلك لمصلحة الشعوب الشقيقة في الدول الثلاث، وبما يعظم استفادتها من الفرص والإمكانات الكامنة في علاقات التعاون بينهم، ويضيف مزيداً من الزخم إلى هذا التعاون المثمر في القطاعات المختلفة، فضلاً عن كون هذه العلاقات تمثل حجر أساس للحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليمي وإعادة التوازن للمنطقة، وذلك في ضوء الأهمية المحورية لمصر والأردن والإمارات إقليمياً ودولياً.