"مات بذبحة صدرية".. خبر تلقته أسرة الشاب اليمني المعتقل في سجون ميليشيات الحوثي عبر مكالمة هاتفية مفاجئة، بعد 4 أشهر مضنية من البحث عنه، وبمعاينة الجثة وجدوا عليها ما يشكك في أسباب الذبحة المزعومة.
يروي أحد أقارب رامي حسن غازي، (24 عامًا)، من قرية الشجعة التابعة لمحافظة حجة اليمنية - الواقعة تحت سيطرة الحوثي - لموقع "سكاي نيوز عربية": "فوجئنا باتصال يقول لنا "رامي مات بذبحة صدرية"، ونحن نعرف أنه كان في كامل قواه العقلية والجسدية، ثم قالوا تعالوا خذوا الجثة من ثلاجة المستشفى الجمهوري بحجة".
وفورًا، هرولت الأسرة لاستلام الجثمان لكن الصدمة الأكبر هزتهم حين رأوا، كما يقولون، جسده المُشوّه بالتعذيب.
يواصل قريبه الذي رفض ذكر اسمه خوفًا من الحوثيين: "شاهدنا آثار تعذيب من بطنه حتى رأسه، رقبته ووجهه متورمان وكدمات دامية في جبينه"، ولفت إلى أنهم حاولوا توثيق ما رأوه لكن لم يتمكنوا، ويضيف "أخذوا منا الهواتف وقالوا إن التصوير ممنوع".
ارتسمت الفاجعة والحسرة على وجه الأسرة قبل أن يسرع العاملون في اصطحابهم للخارج، لتقرر عدم استلام الجثمان: "رفضنا استلام الجثة إلا بعد أن يعطوا لنا ملف التحقيق، لكنهم قالوا ليس لديهم ملف"، حسب قريب رامي.
مأساة هذا الشاب ليست الأولى، إذ وثق "التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان" تعرض 1635 مختطفًا للتعذيب في سجون الحوثي، بينهم 109 أطفال و33 امرأة و78 مسنًّا، حتى أصيب بعضهم بشلل كلي أو نصفي، وآخرون بأمراض مزمنة وفقدان للذاكرة وإعاقات بصرية وسمعية.
وكشفت إحصائية حكومية مقتل 300 مختطف تحت التعذيب في سجون الحوثي السنوات السبع الماضية.
سبب الحبس مجهول
ولم يعرف أقارب رامي سبب اعتقاله، فالشاب لا يشارك في أنشطة تقاوم ميليشيا الحوثي، ووصفه المقربون بأنه "إنسان مهذب ولم يسبق أن حدثت له مشاكل مع أحد".
لدى رامي زوجة وابنة لم تتعلم أولى خطواتها بعد، واعتاد كسب عيشه من دراجته النارية التي يقل عليها ركابًا من السوق إلى القرية، قبل أن تلقي قوة أمن حوثية القبض عليه.
وعما وصلهم عن سبب الخطف، يقول قريب رامي "بعد ما قبضوا عليه من السوق لحقنا به وهو في سجن المديرية، وسألناهم مَن حبسه؟ ولماذا؟ أجابوا أنّه محبوس من قبل مدير أمن مديرية المحابشة؛ لأن عليه بلاغًا من فنيي القرية بتهمة أنه يتراسل مع فتاة عبر واتس آب".
استنكر قريبه هذه التهمة، وهو يقول: "حتى لو أقام علاقة جنسية غير شرعية هل يكون عقابه التعذيب حتى الموت!"، وطالبوا بمعرفة السيدة التي يراسلها لكن دون جدوى، ويوضّح قريبه: "قلنا لهم حولوه للنيابة وأي حكم ينزل نحن مستعدّون"، لكن أيضًا دون جدوى.
ومُنعت أسرة رامي -على حد قول المصدر- من زيارته، ثم فوجئت بنقله لسجن سري تابع لما يُسمّى بـ"الأمن الوقائي" الذي يصفه تقرير فريق الخبراء التابعين لمجلس الأمن الدولي حول اليمن بأنه أحد أكثر أجهزة الحوثيين نفوذًا وسريّةً وقمعًا، ويتبع زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي مباشرة.
وحمّلت الأسرة مسؤول الأمن الوقائي في محافظة حجة، أبو مالك الرازحي، مسؤولية وفاة ابنها، إذ قال قريب رامي: "علمنا أن الرازحي هو الذي طلب من مدير الأمن أبو محمد الشهاري، نقل رامي إلى سجونه".
من جانبه، طالب وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، في تغريدة عبر "تويتر"، الأمم المتحدة والمبعوث الأميركي بفتح تحقيق عاجل "في جرائم تصفية" ميليشيات الحوثي للأسرى والمختطفين، والتعجيل بتبادل الأسرى والمختطفين على قاعدة الكل مقابل الكل دون قيد أو شرط.