بعد وعد قطعته الحكومة السودانية بانتظام التيار الكهربائي وضمان إمدادات السلع الأساسية خلال شهر رمضان؛ شهدت معظم أحياء ومناطق العاصمة الخرطوم انقطاعا واسعا للتيار الكهربائي، وأزمة حادة في غاز الطبخ الأحد.
وفيما قضى جزءا من السكان يومهم في البحث عن اسطوانات الغاز؛ لجأ الكثيرين إلى شاطئ النيل والاحتماء بظلال الأشجار في ظل الارتفاع الكبير في درجات الحرارة التي فاقت 43 درجة في منتصف النهار.
ووفقا لتقارير إعلامية، فقد وضعت السلطة المسؤولة عن توزيع الكهرباء برنامجا جديدا يشمل قطوعات تصل إلى أكثر من 8 ساعات في بعض المناطق.
ويصل نقص الإمداد الكهربائي في السودان إلى 60 في المئة في حين يستحوذ القطاع السكني على 80 في المئة من الإمدادات المتوفرة، وتذهب النسبة الباقية للقطاعين الصناعي والسكني.
وأجبر النقص الحاد في التوليد المائي والحراري شركة الكهرباء إلى توزيع الإمداد وفق جدول يومي بات معروفًا لدى السودانيين. وفي حين تبلغ الحاجة الفعلية للسودان نحو 3200 ميقاواط، إلا أن إنتاج الكهرباء تراجع إلى 1820 ميغاواط قبل ان يرتفع قليلا خلال الأسابيع الماضية.
ويؤثر انقطاع التيار الكهربائي ليس على المناطق السكنية والصناعية فقط، بل على الأسواق والمستشفيات والخدمات الرئيسية.
وتعيش المدن السودانية ندرة شديدة في بعض السلع الرئيسية خصوصا غاز الطبخ حيث يصطف السكان لساعات طويلة أمام مراكز التوزيع على أمل الحصول على "اسطوانة" الغاز التي ارتفع سعرها إلى ثلاثة أضعاف في السوق الأسود في بعض المناطق.
وفي ظل الارتفاع الجنوني للأسعار والظروف الأمنية السيئة، يواجه السودانيون صعوبات كبيرة في توفير الاحتياجات الأساسية؛ ليضطر معظمهم لاختصار الكثير من العادات الاجتماعية الرمضانية.
وارتفعت خلال الأسابيع الثلاثة الماضية بنسب تفوق الـ 60 في المئة أسعار معظم المواد الغذائية والوقود، مما قلص كثيرا القدرة الشرائية للمواطن العادي في بلد يعيش فيه أكثر من 50 في المئة من السكان تحت خط الفقر.