جدد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، دعوته لتعزيز التعاون بين دول الاتحاد الأوروبي لمواجهة قضية الهجرة واللاجئين التي تعد من أهم الأزمات التي تواجهها "القارة العجوز" على مدار سنوات وضاعفتها أزمة أوكرانيا، قبيل أيام من انطلاق الانتخابات الرئاسية الفرنسية.
وفي إطار حملته الدعائية للانتخابات الرئاسية الفرنسية المرتقب إجراؤها في 10 أبريل المقبل، قال ماكرون لصحيفة "صوت الشمال" الفرنسية إن برنامجه يستهدف وضع حلول جديدة لأزمة تدفق المهاجرين.
وأضاف "منطقتنا الخالية من جوازات السفر في أوروبا مهددة إذا لم نعرف كيف نحرس حدودنا الخارجية ونراقب من يدخلها".
ويستهدف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الهجرة التي أصبحت قضية محورية في الحملة الانتخابية الرئاسيات المقبلة في البلاد، من خلال الضغط لتعزيز الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي ضد الأشخاص الذين يدخلون بشكل غير قانوني إلى منطقة شنغن التي لا تستدعي تقديم جوازات السفر، بحسب مراقبين.
حلول ممكنة
ويرى الكاتب الصحفي المختص في شؤون المهاجرين المقيم بباريس، صخر إدريس، أن الأزمات الناتجة عن تفاقم الأعداد الخاصة بالمهاجرين القادمين إلى أوروبا يمكن معالجتها، في حال قررت الحكومات ذلك، وبدأت في خطوات تمثل حلاً جذرياً للأمر.
وأوضح إدريس في تصريح لـ"سكاي نيوز عربية"، أن معالجة مشكلة المهاجرين تعتمد على معالجة الأسباب والتدخل لوقف النزاعات والحروب والأسباب المؤدية إلى الهجرة واللجوء ومن ثم تخفيف التدفقات على القارة الأوروبية، مشيراً إلى أهمية الدور المنوط بالمجتمع الدولي وخاصة الدول المعنية والقادرة على صناعة القرار في العالم بالتدخل لإيجاد الحلول.
وفيما يخص الانتخابات الفرنسية، أوضح إدريس أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مثله بقية المرشحين يستخدم هذا الملف في إطار الدعاية السياسية بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية في البلاد، مشيراً إلى أن ماكرون يحاول الظهور في موقع وسطي لكسب المؤيدين، خاصة أن منافسيه من اليمين يظهرون قدراً من التطرف في عدة ملفات.
وعبر إدريس عن أسفه إزاء استخدام ملف اللاجئين بشكل سياسي في إطار الدعاية الانتخابية، كما يجري استغلال الملف لكسب المؤيدين دون التركيز على الجوانب الإنسانية المتعلقة به.
وأشار إلى أن المهاجر يصبح ضحية مرتين، الأولى بسبب الظروف التي أجبرته على مغادرة بلاده، والثانية هي استغلاله من جانب المرشحين للانتخابات، ليس في فرنسا وحدها لكن في معظم الدول الأوروبية التي يتواجدون بها.
وفي هذا السياق، كان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون التقى بوزراء داخلية الاتحاد الأوروبي في شمال فرنسا، مساء الأربعاء، حيث تتولى البلاد الرئاسة الدورية للاتحاد لمدة ستة أشهر، كما التقى في وقت سابق في نفس اليوم مع مسؤولين محليين لمناقشة القضايا الاقتصادية.
وقال ماكرون إن سياسات الهجرة بحاجة إلى المناقشة داخل هيئة سياسية محددة تكون قادرة على توقع ورسم خطط مستقبلية لمنع الأزمات.
ويريد ماكرون أيضًا إنشاء "قوة رد فعل سريع" للمساعدة في حماية حدود دول الاتحاد الأوروبي، في حالة زيادة أعداد المهاجرين، كما يدفع باتجاه إعادة التفكير في عملية طلب اللجوء الخاصة بالاتحاد.
وتابع ماكرون في كلمة ألقاها في مدينة توركوينغ الواقعة على الحدود البلجيكية "نريد إنشاء مجلس شنغن حقيقيا للإشراف على منطقة شنغن، تماما كما يتم في منطقة اليورو"، واقترح عقد الاجتماع الأول للمجلس الشهر المقبل.