بدأت الأحزاب والقوى السياسية السودانية في إجراءات «ترتيب البيت السوداني من الداخل»، بعد اجتماعات احتضنتها العاصمة المصرية، برعاية القطب السياسي السوداني محمد عثمان الميرغني.
وكان الميرغني أطلق مبادرة لتوحيد عدة أحزاب وفصائل سودانية تشرذمت في العهود السابقة، بعدما كان يجمعها الحزب الاتحادي الديمقراطي تحت طيات حزب واحد، يُمثل مع حزب الأمة السوداني قطبي الحياة السياسية.
وبدأت أولى خطوات «ترتيب البيت السوداني من الداخل»، عبر ما وصفته القوى الاتحادية المجتمعة في القاهرة خلال اليومين الماضيين، بـ«إعلان الوحدة الاتحادية التنسيقية»، والذي بموجبها يتم إنشاء لجنة عليا تنسيقية بين القوى والأحزاب الاتحادية، تمهيدا للاندماج تحت لواء الحزب الاتحادي الديمقراطي السوداني بعد ما يقرب من عام.
الاتحاد قوة
وثمن القطب السياسي السوداني محمد عثمان الميرغني، «إعلان الوحدة الاتحادية التنسيقية»، مؤكداً في تصريح لـ«سكاي نيوز عربية»، أن تلك الوحدة ستعمل على تقوية الحزب الاتحادي الديمقراطي، لأن «الاتحاد قوة».
ويؤكد جعفر الصادق الميرغني، نائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، أن «وحدة الحزب الاتحادي»، ستُمثل بداية لحالة حراك سوادني تشجع وتُحث على الوحدة، وبداية لمساعدة وتعاون مع أحزاب سياسية سودانية أخرى مثل حزب الأمة، وغيرها من الأحزاب للتوحد من جديد، والقيام بـ«دور إيجابي» في الحياة السياسية السودانية.
مشاركة وطنية
ويُضيف «الصادق الميرغني»، في حديث لـ«سكاي نيوز عربية»، أن لقاءات القاهرة، بين ممثلي الأحزاب والفصائل السودانية شهدت تمثيلا لحزب الأمة، وبعض الأحزاب السودانية الأخرى.
ويشدد على أن الأحزاب السودانية المشاركة تثمّن حالة الوحدة التي اتفق عليها قيادات الأحزاب والفصائل الاتحادية، في إطار التحرك لتحقيق المصلحة الوطنية السودانية، مع احترام أجندة ورؤية كل حزب في تحقيق الأفضل لصالح الوطن، والشعب السوداني.
ويوضح نائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، أن كافة أطياف والمكونات السياسية والاجتماعية وحتى الحركات المسلحة ومن لهم تأثير وتواجد في الشارع السوداني من المتوقع أن تشهد قبولاً للمبادرة، باعتبارها صادرة عن محمد عثمان الميرغني، مشيرا إلى أن الخلافات ليست حول أمور أساسية، وأن بداية تعاون السودانيين كلهم، ستؤدي لإنقاذ البلاد من الأوضاع الصعبة التي تعيشها.
حل أزمات السودان
وأشارت نجاة الحاج حسن، إحدى القيادات «الاتحادية» المجتمعة في القاهرة، إلى أن اجتماعات القاهرة اسفرت عن «وحدة تنسيقية» ستُمهد لـ«وحدة اندماجية»، مشيرة إلى أن تلك الخطوات ستُمهد لانطلاقة كبرى في الحياة السياسية السودانية، والتعاون مع الأطراف الأخرى، وإعداد «مائدة مستديرة» حتى يتم حل الأزمة السودانية.
وأضافت القيادية السودانية، في حديث لـ«سكاي نيوز عربية»، أن مصر دائما ما تنطلق منها المبادرات والحلول، وأن لديهم قواعد جماهيرية كبيرة، وسيتم تهيئة الأجواء بإذن الله، وتحقيق الاتفاق بين كل القوى السياسية، ولحل الأزمات، وتهيئة الأجواء لإقامة انتخابات حرة ونزيهة في «الخرطوم».
وواصلت: «الحزب الاتحادي معروف بأنه الحل، وأنه قريب من الشارع، وله قبول وتوغل داخل السودان، فلا يوجد منزل إلا وفيه واحد اتحادي، ونحن نسعى لتوحيد الشارع السوداني»، موضحة أن تلك الوحدة هي السبيل لحل الأزمات التي تعاني منها السودان، سواء أزمات دواء أو خبز أو غيرها.