كثفت المنظمات الإقليمية والدولية والدول المعنية تحركاتها لمنع انزلاق ليبيا إلى صراع جديد، يقطع الطريق على تسلم الحكومة الجديدة عملها، وبدء صفحة جديدة تلملم جراح البلد المضطرب منذ 2011.
وقالت المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا، ستيفاني وليامز: "إن رئيس الحكومة السابق عبد الحميد الدبيبة، قد يجري محادثات مباشرة مع رئيس الحكومة الجديد فتحي باشأغا، لحل الأزمة السياسية في البلاد".
وأوضحت وليامز في تصريحات صحفية أن الدبيبة وباشاغا أبديا ردود فعل إيجابية، مضيفة أن الشيء الجيد هو أن الجميع مستعد للمشاركة في حوار بنّاء.
وكانت "سكاي نيوز عربية" ذكرت في وقت سابق أن هناك مباحثات مهمة قادتها ويليامز، أدت لاتفاق بين الدبيبة وباشأغا لعقد لقاء مباشر لبحث الأزمة.
وقاد السفير الأميركي لدى ليبيا، ريتشارد نورلاند، دفة مباحثات شملت الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي وبعض الدول العربية، فضلا عن مباحثات مع أطراف داخل ليبيا لمنع تصاعد الموقف في البلاد الغارقة في الفوضى منذ 2011.
وحث جميع الأطراف المشاركة في المباحثات الجهات التشريعية على إنجاز قوانين الانتخابات الجديدة دون تأخير.
ومن المنتظر أن يعقد مجلس الأمن الدولي في 16 مارس الجاري جلسة خاصة بليبيا لبحث آخر التطورات، والاطلاع على جهود البعثة الأممية هناك بقيادة ستيفاني ويليامز مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة.
وعلى المستوى الإقليمي، اتفقت مصر والسعودية في بيان مشترك على ضرورة بذل الجهود لتحقيق السلام في ليبيا، مؤكدين أن مجلس النواب هو الجهة التشريعية الوحيدة المعترف بها في ليبيا، في إشارة إلى شرعية باشاغا الذي انتخبه البرلمان.
دلالة التوقيت
ووفق المحلل السياسي الليبي، إبراهيم الفيتوري، فالأزمة الأوكرانية تسببت في انشغال القوى الدولية الفاعلة عن ليبيا، وهو ما أثار مخاوف الليبيين من استغلال أطراف بعينها الفرصة لتنفيذ ما يحلو لها داخل البلاد.
ولفت الفيتوري في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية" إلى أن ما يحدث في ليبيا لا يقل أهمية لأمن بعض الدول مما يحدث في أوكرانيا، لأن تداعيات انزلاق ليبيا للفوضى سيتردد صداه في كل المنطقة وإفريقيا.
وأعرب عن أمله في أن التدخل الدبلوماسي الدولي والوساطة بين الأطراف قد يسهم في تثبيت الاستقرار.
من جانبه، شدد المحلل السياسي الليبي سلطان الباروني على دلالة اختيار التوقيت، مع علم مَن يصعّدون الخلافات بأن الأزمة الروسية الأوكرانية تلقي بظلالها على ليبيا، فيما يخص أمن وأسعار السلع والتموين، فإذا أضيف لذلك انزلاق البلد لأزمة سياسية جديدة قد يهددها بحالة الفشل الكامل، وتعود لسنة 2014 حين اختفت المواد الغذائية والسيولة من البنوك.
ويقول الباروني لموقع "سكاي نيوز عربية" بخصوص التحرك الدولي الآن إنه "بالتأكيد في صالح ليبيا لتثبيت السلام وقطع الطريق على من يريدون زعزعة الاستقرار"، لافتا إلى أن تواصل واشنطن مع باشاغا أخيرا ينبئ عن إلى أين تتجه الدفة الدولية الآن.