كما في كل حرب، يكون المدنيون هم الخاسر الأكبر، والحرب في أوكرانيا ليست استثناء، حيث لا تنتهي قصص الألم التي يعيشها السكان هناك.
تراهم في الملاجىء وعلى الحدود هائمين على وجوههم، صغارا وكبارا، تاركين خلفهم مرابع طفولتهم وذكرياتهم، وكل ما يملكون للنجاة بأرواحهم المتعبة.
وكغيرهم من سكان أوكرانيا، يعاني عشرات آلاف العرب المقيمين والمتجنسين هناك، من تداعيات هذه الحرب وتبعاتها الكارثية.
ومن هؤلاء المواطن المصري، محمد سيد علي (38 عاما)، الذي يحمل الجنسية الأوكرانية، إذ تحدث مع سكاي نيوز عربية، وهو في طريقه نحو بولندا مصطحبا أسرته المكونة من زوجته و4 أطفال هربا من الحرب.
ويقول: "أعيش في كييف منذ 6 سنوات، ولم نكن نتوقع أبدا أن تندلع هذه الحرب، وحتى لو اندلعت كنا نتوقع أنها ستقتصر على المناطق الشرقية المتاخمة لحدود روسيا، لكن مع الأسف اندلعت الحرب بشكل واسع ولم تستثن العاصمة، ولهذا بعد أيام من اندلاعها بدأت الأوضاع تزداد سوءا، وثمة بوادر أزمة إنسانية كبرى في كييف وأوكرانيا ككل، حيث شح المواد والسلع الأساسية، وحتى البنوك أقفلت والحياة باتت شبه معطلة، ولهذا اضطررنا للخروج".
ويتابع علي سرد قصته قائلا: "أنا مقيم منذ 13 عاما في أوكرانيا، وقبل كييف كنت أسكن في خاركيف على مدى 7 سنوات، وأملك مطعما شرقيا صغيرا في كييف، لكن اليوم قررت الخروج بعد أن نزلت صباح اليوم كي أشتري طعاما لأطفالي، فلم أجد، حيث محلات البقالة مغلقة تماما، وتعرضت المنطقة المحيطة بمحل سكننا لقصف عنيف، فخرجنا فورا رغم صعوبات الطريق، حيث الازدحام الخانق، وقد نستغرق يومين حتى كي نتمكن من العبور لبولندا".
ويضيف: "سنتجه من بولندا نحو ألمانيا، حيث يقيم هناك أهل زوجتي الأوكرانية، وسننتظر ريثما تتضح الأمور، فإما أن نعود لكيبف أو سنبقى في ألمانيا أو سنعود فيما بعد إلى مصر".
ويقول: "لقد تركنا كل شيء خلفنا، مطعمي ومحتويات بيتنا، كي ننجو بحياتنا... الوضع بات خطيرا جدا بكييف، وقد دفعت مبلغ 900 دولار أميركي لسائق سيارة الأجرة كي نصل الحدود، وهو مبلغ كبير، وقمت بتوزيع رقم تليفون السائق على أصدقائي المصريين والعرب كي يقوم بنقلهم للحدود".
ويختم قائلا: "عدد المصريين في أوكرانيا يفوق 6 آلاف شخص، ما بين طالب ومقيم وهناك غيرهم عشرات الآلاف من العرب، وهم جميعا في أوضاع صعبة في ظل هذه الحرب، ومن الأفضل أن يخرجوا كون الأوضاع تتجه نحو الأسوأ".