منذ تساقُط قياداته وتوالي خسائره في الأرض التي كان يفترش عليها في سوريا والعراق، يعتمد تنظيم "داعش" الإرهابي على الخلايا النائمة في الزحف إلى أهدافه والاختباء وسط المؤسسات التي يخطط لمهاجمتها.
غير أن القوات الأمنية في سوريا والعراق بدا أنها طورت بدورها أساليبها لتصفية هذه الخلايا بالقتل أو السجن، كما اتضح في عدة عمليات خلال يناير وفبراير.
وكشف هجوم "داعش" المباغت على سجن الصناعة بمنطقة غويران في الحسكة شمال شرقي سوريا، يناير، عن دور خلاياه في التخطيط والهجوم لاقتحام بوابة السجن بـ5 سيارات مفخخة.
كما باغت 10 مسلحين من التنظيم موقعا للفرقة الأولى من الجيش العراقي في مدينة ديالى حيث تنشط خلايا التنظيم النائمة، وهو ما أسفر عن مقتل 11 جنديا عراقيا.
وقُوبلت هذه الهجمات بردودٍ سريعةٍ مِن المشاركين في الحرب على الإرهاب في البلدين؛ فعقب أسبوعين من هجومي الحسكة وديالى، أعلنت الولايات المتحدة مقتل زعيم "داعش"، أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، بغارة في إدلب السورية.
وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية "قسد" (المكون أكثرها من الأكراد) مقتل أبو حمزة شامية، المسؤول الأول عن المخططات والعمليات بريف دير الزور الشرقي في سوريا، واعتقلت قياديا آخر يدعى شكري كمال خليل ضمن الخلايا النائمة، كان مسؤول إيصال المتفجرات والأسلحة والذخيرة للعناصر الباقية في قرية زغير بريف دير الزور.
وفي الوقت نفسه، أعلنت القوات العراقية القبض على قيادي داعشي يدعى "الشجيري" شغل منصب المنسق العام بين ما يسمى بولاية الجنوب وولاية كردستان في التنظيم، وقتلت "مثنى كامل خضير المرعاوي" المعروف بوالي الأنبار لدى "داعش"، وأحد مساعديه يدعى أبو زيد المحلاوي المسؤول عن استهداف قيادات أمنية عراقية.
وفي 4 محافظات شمال العراق، شنت القوات الأمنية عمليات، الشهر الجاري، واعتقلت 8 إرهابيين في الأنبار وديالى والسليمانية وبابل.
نقطة تحول
يرى رئيس المركز الأوروبي لمكافحة الإرهاب والاستخبارات، جاسم محمد، أن عمليات "قسد" والقوات العراقية والتحالف الدولي لمكافحة الإرهاب في التوقيت الراهن تؤشر لسياسة جديدة في التعامل مع "داعش"، وتحديدا القيادات والخلايا النائمة.
ويُشير، لموقع "سكاي نيوز عربية"، إلى تنفيذ عمليات نوعية ضد التنظيم مؤخرا؛ حيث ألقت "قسد" القبض على محمد أحمد كرز، المسؤول عن إيصال التحويلات والأموال لخلايا "داعش" في شمال شرقي سوريا وتوزيع الأموال على عائلات التنظيم في المخيمات.
وساندت قوات التحالف عمليات تمشيط أحياء الحويجة والطار بدير الزور بدعم جوي، وهو ما أسفر عن اعتقال 4 أشخاص كانوا على صلة بالخلايا، وضبطت "قسد" 32 إرهابيا من خلايا "داعش" في مدينة الرقة.
ونهاية يناير، أطلقت القوات العراقية حملتين في ديالى وقضاء هيت في الأنبار، أسفرت عن ضبط 3 إرهابيين.
مهمة صعبة
على مدار العامين الماضيين، انتشرت خلايا التنظيم النائمة في شمال وشرق وشمال غربي العراق، وشمال شرقي سوريا والبادية.
وتباينت التقديرات بشأن عدد العناصر الباقية من "داعش" ما بين 4 آلاف إلى 6 آلاف مسلح، إضافة للمعتقلين داخل سجون سوريا والعراق، بينما قدرت الأمم المتحدة الأعداد بنحو 10 آلاف في معاقله السابقة.
ويجد رئيس المركز الأوروبي أن الخلايا النائمة هي التهديد الأخطر لقدرتها على الاختباء في صحراء العراق وسوريا؛ وهو ما يجعل مهمة تعقبها صعبة للغاية أمام قوات التحالف والقوات المحلية.
وهذا الأمر يتطلب "جهودا ناعمة" لفرز الخلايا وتطهير المناطق المحررة، إضافة إلى الجهود العسكرية في القضاء عليها بالاعتقال والقتل، حسب جاسم محمد.