تتعلّق آمال الليبيين على اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) في تخطّي مخاوفهم من عودة التصعيد العسكري بين الليبيين، مع استمرار إصرار الحكومة المُؤقّتة المنتهية ولايتها برئاسة عبد الحميد الدبيبة، البقاء رغم اختيار البرلمان فتحي باشاغا لتشكيل حكومة جديدة.
وفي تصريحات لـ"سكاي نيوز عربية"، يقول عضو اللجنة التابع للقيادة العامة، الفريق فرج الصوصاع: "اللجنة تتطلع لتوحيد المؤسسة العسكرية في أقرب وقت"، منوهًا إلى أن "آمالًا كثيرة معلّقة على توحيد الجيش في ظل وجود حكومة توافقية جديدة مِن قِبل البرلمان برئاسة وزير الداخلية السابق فتحي باشاغا".
وعن تخوّفات البعض من التصعيد العسكري، كشف الصوصاع أنه "في اجتماع اللجنة العسكرية الأخير في سرت (الأربعاء) تم التأكيد على وقف إطلاق النار، وأيضًا شددنا على قرارات مخرجات مؤتمر برلين فيما يخص المرتزقة والقوات الأجنبية، ومناقشة فتح الطريق بين بوقرين- والجفرة"، معبّرًا عن تفاؤله بأن "هناك توقّعات بتحسّن الوضع الأمني مع الحكومة الجديدة".
أمّا مصدر تخوّفات التصعيد، فلفت الصوصاع إلى القلق من "شراء بعض الميليشيات من قبل رئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايته عبد الحميد الدبيبة من أجل التصعيد.. هو بدأ في تحريضهم، واللجنة ليست لديها السيطرة الكاملة على الميليشيات".
وفيما يخصّ خروج المرتزقة، قال عضو اللجنة العسكرية المشتركة: "عرضنا حسن النية وتقدمنا بمبادرة، وإلى الآن لم يتم أي شيء".
مسؤولية السياسيين
من جهته، أكد عضو اللجنة العسكرية المشتركة “5+5”، اللواء مختار النقاضة، أن السياسيين مسؤولون عن ما يحدث على الساحة السياسية، أما أعمال اللجنة فتنحصر في المسار الأمني والعسكري.
وعن إخراج المرتزقة والقوات الأجنبية، قال لـ"سكاي نيوز عربية" إنها تحتاج إلى قرار سياسي للبدء في تنفيذ الخطة، منوهًا إلى أن "اللجان والفرق الفنية التي تشكّلت في هذا الإطار جاهزة لتنفيذ خططها، وهناك برامج معدة، لكن ما زالت لم تكتمل لأنّها تحتاج إلى قرارٍ سياسيّ مِن رئيس منتخب من كلّ الليبيين".
وفيما يخصّ الحالة الأمنية، طمأن اللواء النقاضة الليبيين بأن "توقيع وقف إطلاق النار ما زال متماسكًا، والأمور تذهب في الطريق الصحيح، وهناك توافق كامل، ونسعى في اللجنة لاستمرارية وقف إطلاق النار لأنّه بعد هذه العملية تأتي الحلول السياسية، أما حين توجد حرب ومدافع تدكّ المدن لا يمكن أن نصل إلى أي حل سياسي".
وفي هذا الاتجاه: "نحن نعمل الآن على تقريب وجهات النظر بين كل الأطراف".
واللجنة العسكرية المشتركة (5+5) تم الاتفاق على تشكيلها في مؤتمر برلين حول ليبيا يناير 2020، من 5 عسكريين من قوات الجيش الوطني، و5 عسكريين من الحكومة بطرابلس، لتثبيت وقف إطلاق النار.
وفي أكتوبر الماضي، أشادت بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا بالإنجازات التي حققتها اللجنة، ومنها حفظ وقف إطلاق النار وتوقيع خطة عمل طال انتظارها لانسحاب المرتزقة والقوات الأجنبية.
وتلبّد الأفق السياسي بالغيوم مع إعلان الدبيبة إصراره البقاء لحين إجراء الانتخابات، رافضًا اختيار مجلس النواب في جلسة الخميس فتحي باشاغا رئيسًا لحكومة جديدة.
وحدّد البرلمان مهمّة الحكومة في قيادة المرحلة الانتقالية إلى انتخابات رئاسية وتشريعية.
وأعلن المتحدث باسم قوات القيادة العامة للقوات المسلحة، اللواء أحمد المسماري، ترحيب القيادة بقرار البرلمان تكليف باشاغا بتشكيل حكومة تعمل مع الجهات النظامية العسكرية والأمنية على فرض هيبة الدولة، وتدعم مجهودات اللجنة العسكرية (5+5)، وتمهد لإجراء الانتخابات وتوحيد مؤسسات الدولة.