تعالت الأصوات الليبية مجددا بمطالبة القوى السياسية بضرورة التعجيل في إنهاء الانقسام مع زيادة مؤشرات استغلاله في عودة التنظيمات الإرهابية لتضرب البلاد مجددا، ومنها هجوم القطرون الذي شنه داعش.
وهجوم القطرون هو الثاني لتنظيم داعش الإرهابي خلال أيام قليلة، تزامنًا مع استهداف سجن غويران في الحسكة بسوريا، وهو ما يشير إلى أنه يحاول إعادة تنظيم صفوفه في ليبيا، مستغلا الفوضى، وهو ما يحمل رسائل خطيرة للجميع داخل ليبيا وخارجها، بحسب خبراء.
واستهدف داعش، الأربعاء، دورية تابعة لكتيبة شهداء أم الأرانب في الجيش الوطني الليبي ببلدية القطرون جنوبي ليبيا، قتلت 4 من رجال الجيش الذي ردّ عليها بعملية أسقطت 23 قتيلا من الإرهابيين.
وفي 18 يناير، أعلن داعش مسؤوليته عن تفجير عبوة ناسفة في مقر بلدة الأرانب، وهو ما أدى إلى مقتل جندي من الجيش وإصابة اثنين.
الجيش يرد
ورد الجيش الليبي على هجوم القطرون بعملية ضد خلايا داعش في جبل عصيدة جنوبي القطرون.
وبحسب ما نشره اللواء خالد المحجوب مدير إدارة التوجيه المعنوي بالقوات المسلحة، الجمعة، على صفحته بموقع "فيسبوك"، أسفرت العملية عن مقتل 23 داعشيا، 8 منهم فجّروا أنفسهم قبل القبض عليهم.
ونفى المحجوب ما صرح به رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبدالحميد الدبيبة، بشأن مشاركة قوة من وزارة الداخلية في المواجهات، قائلا إن الحكومة لم تقدم حتى الآن شيئا لدعم القوات المسلحة في تأمين الجنوب والحدود ومقارعة الإرهاب.
وكان الدبيبة قال على موقع "تويتر": "أترحم على شهداء الوطن الذين ارتقوا إلى بارئهم أثناء محاربتهم تنظيم "داعش" ببلدية القطرون، وأحيي جهود وزارة الداخلية والقوات المساندة لها على قيامهم بواجبهم"، واختتم بتوجيه التحية لرجال الجيش والشرطة.
عملية عسكرية مهمة
ووفق الخبير العسكري الليبي محمد الترهوني، فعمليات الجيش تتم بمشاركة اللواء طارق بن زياد معزز، واللواء 128، وانضمت لهم، الخميس، الكتيبة 110 التابعة للجيش لتطهير جبل عصيدة.
ويصف الترهوني لموقع "سكاي نيوز عربية" هذه العملية بأنها "مهمة ومستمرة حتى تطهير الجنوب الليبي وضبط الحدود"، وأنه رغم التضاريس الوعرة في منطقة جبل عصيدة إلا أن القوات قادر على إنجاز مهمتها.
وبتعبير المحلل السياسي الليبي عثمان بركة، فإن داعش مثل المطر في أنه إذا توفرت الظروف فإنه ينزل على الأرض؛ وهذا التنظيم إن غابت ظروف الجهل وغياب الأمن والفقر سينقطع وجوده.
ويضيف لموقع "سكاي نيوز عربية" عاملا أكبر وهو استمرار الانقسام الليبي الذي قال إنه يسهم في عودة الإرهاب، مطالبا دول الجوار والمجتمع الدولي بتحمل مسؤولياتهم؛ وإلا فإن هذه التنظيمات ستهدد الجميع.
رسائل خطيرة
ويعتبر الباحث في شؤون الجماعات الدينية أحمد سلطان، أن غياب الاستقرار هو البيئة الجاذبة للإرهابيين، وهذا يحمل رسائل خطيرة.
ويرى أن داعش يهيئ الأرض للعودة عبر هجوم القطرون، وجذب مقاتلين من الداخل والمهاجرين في ليبيا والأجانب في منطقة الساحل والصحراء التي ترتبط بتنسيق عالٍ مع تنظيم ولاية غرب إفريقيا التابع للتنظيم الإرهابي.
وفي بيان، شددت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا على أن توسعة داعش لنشاطه خطر محدق لكل الليبيين، خاصة في المناطق الرخوة، ومع استمرار حالة الانقسام السياسي وبين المؤسسات.
وعلى هذا، وجّهت رسالة بأن هذا الخطر يستدعي توافقا عاجلا بين جميع الأطراف السايسية والاجتماعية والوطنية، وتحقيق المصالحة الوطنية والاجتماعية الشاملة، والإسراع في توحيد المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية.