أعلنت السلطات الليبية تفعيل نظام التعليم عن بعد وذلك في ظل تدهور الأوضاع الصحية، مع بداية الموجة الرابعة لكوفيد-19 والمتحور "أوميكرون".
وارتفعت أعداد الإصابات بفيروس كورونا في ليبيا منذ ظهور الوباء، إلى 413 ألفا و66 حالة، ووصلت حالات الشفاء إلى أكثر من 389 ألف حالة، وسجلت 5967 حالة وفاة جرّاء تداعيات المرض.
ولوحظت مؤخرا زيادة كبيرة في حالات الإصابات بالمتحور "أوميكرون"، حيث أكد المركز الوطني لمكافحة الأمراض ارتفاع حالات الإصابة المسجّلة في عدد من المدن، منها طرابلس وبنغازي ومصراتة وجنزور والقره بوللي، وصرمان ويفرن، وقصر بن غشير، وبني وليد وزليتن، والخمس، وسرت وسبها، وترهونة، والماية والزنتان، والزّاوية الغرب، والسبيعة، وزوارة، وظاهر الجبل، وغدامس، ومسلاتة والغريفة والجفرة وغات والبيضاء.
شلل في قطاع التعليم
وتفاديا لأي تداعيات أكثر خطورة، أعلنت وزارة التربية والتعليم ضرورة إيقاف الدراسة وتفعيل التعليم عن بعد، نظرا لتفاقم جائحة كورونا، ومطالبة العديد من أولياء الأمور بضرورة إيقاف الدراسة بسبب حالة أبنائهم الصحية وصعوبة وجودهم داخل المدارس.
وعن الوضع بالنسبة لقطاع التعليم، قال بلال الميسري، أحد سكان طبرق، إن قطاع التعليم يعاني من مشاكل أساسية بالفعل بخلاف زيادة الإصابات في المدارس والبلاد بوجه عام مما تسبب في شلل القطاع بالكامل.
وتوقع الميسري في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، استمرار التعليم عن بعد، خوفا على صحة الطلاب، مؤكدا أن المدارس تشهد وجودا ضعيفا للغاية حتى قبل قرار الوزارة نتيجة تفشي المتحور "أوميكرون" في البلاد.
معاناة القطاع الصحي
وفيما يتعلق بالوضع الوبائي، أعلنت منظمة الصحة العالمية، انتشار 4 متحورات مِن فيروس كورونا في ليبيا منذ بدء تفشي الوباء في مارس 2020.
وأوضحت المنظمة أن ليبيا شهدت نسبة عالية مِن الإصابات مع تسجيل نحو 54.3 حالات إصابة لكل 100 ألف نسمة خلال الأسبوع الأول من يناير الجاري.
كما كشف المركز الوطني لمكافحة الأمراض تسجيل 9 آلاف و703 إصابات بفيروس كورونا، خلال أسبوع (17 – 23 يناير)، بأكثر من ضعف الإصابات المسجلة في الأسبوع السابق، بنحو 4 آلاف و72 إصابة.
ومنتصف الشهر الجاري، قدمت واشنطن أكثر مِن 20 مليون دولار كتمويل لمكافحة كورونا في ليبيا، إلى جانب تقديم 1.4 ملايين جرعة من اللقاحات المضادة للفيروس، في محاولة لمساعدة القطاع الصحي وصموده في وجه الموجة الرابعة.
ويعاني القطاع الصحي في ليبيا من انهيار ليس فقط بسبب الوباء لكن نتيجة انتشار الفساد، وهو ما أشار إليه الدكتور محمود الخانقي، الطبيب في أحد مستشفيات العزل في طبرق، والذي أكد أن ارتفاع الوتيرة وفقا للمعدلات الحالية للإصابات، سيجعل الجهاز الطبي عاجزا عن تحمّل ذلك.
وأوضح الخانقي في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن هناك نقصا في الأوكسجين وعدد من الأجهزة الطبية وغرف العناية المركزة، الأمر الذي يعطّل أي فرص لإنقاذ المصابين بالفيروس التاجي.
وسلّط الخانقي، الضوء على الفساد الذي وصفه بالسبب الرئيسي في أزمة القطاع الصحي، موضحا: "الفساد وصل لحد أنابيب الأوكسجين".
وكان مكتب النائب العام قد أصدر الأربعاء الماضي، أمرا بسجن وزير الصحة علي الزناتي ونائبه سمير كوكو احتياطيا، على خلفية تورطهما في قضايا فساد مالي وإداري.
وشملت الاتهامات الموجهة إليه القيام بأعمال توريد وحدات إنتاج الأوكسجين بنسبة زيادة في السعر وصلت إلى ألف في المئة مقارنة بسعر بيع السوق، والتعاقد بطريق التكليف المباشر مع شركة أسست بتاريخ أغسطس 2021، على الرغم من عدم توافرها على الملاءة المالية والخبرة الكافية لتنفيذ الأعمال المتعاقد عليها.