على وقع أرقام وإحصاءات ضخمة، احتفلت مصر، الأحد، بعيد الشرطة الـ70 بمشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي، حيث أظهرت الأرقام قدرة الجهود الأمنية على إحباط إعادة نشاط الجماعات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم الإخوان.
وفي 25 يناير من كل عام، تحتفل مصر بعيد الشرطة تخليدًا لذكرى معركة الإسماعيلية 1952، التي راح ضحيتها 50 شهيدًا و80 جريحًا من رجال الشرطة، بعد أن رفضوا تسليم مبنى محافظة الإسماعيلية (شمال شرق) لقوات الاحتلال البريطاني، رغم قلة عددهم وضعف تسليحهم.
وجسَّدت "معركة الإسماعيلية" مثالًا رائًعا على تكاتف الشعب مع الشرطة، عندما تعاون أهالي الإسماعيلية مع رجال الداخلية، وانضموا تحت راية هدف واحد وهو مقاومة الاحتلال.
إحصاءات وأرقام
وعرضت الوزارة، خلال الاحتفالية، فيلمًا تسجيليًا عن أبرز إنجازاتها في عام 2021 التي أسهمت في خفض معدل الجريمة الجنائية، وتفكيك عبوات ناسفة والقضاء على بؤر إرهابية، إضافة إلى تقديم الخدمات الأمنية للمواطنين.
واستعرض الفيلم أبرز الضربات التي وجهتها الوزارة للعناصر الإرهابية والإجرامية، فضلًا عن مكافحة الجريمة المنظمة، مشيرًا إلى العمليات لوزارة الداخلية ضد تنظيم "الإخوان" الإرهابي إعلاميًّا وتنظيميًا، فضلًا عن ضبط عدد من الشبكات التي تروج الشائعات وتدعو لنشر الفوضى.
ضربات قاصمة للإخوان
ونوّه الفيلم التسجيلي الوثائقي بأن وزارة الداخلية نجحت في مهاجمة 120 بؤرة إرهابية وضبط مئات الأسلحة وعبوات متفجرة، فضلًا عن تحريز 153 مليون جنيه أموال سائلة لدى الجماعات الإرهابية، كما تم ضبط 77 كيانًا تجاريًا يعمل تحت إمرة تنظيم "الإخوان" الإرهابي برأس مال بلغت قيمته 3 مليارات جنيه.
واستعرض الفيلم أيضًا جهود وزارة الداخلية في عقد مؤتمرات وندوات للتوعية والتدريب من مخاطر إسقاط الدول، فضلًا عن تنظيم زيارات من طلاب الجامعات لأكاديمية الشرطة لتحقيق الربط الفكري والثقافي بين أبناء الوطن كافة.
وعلى المستوى الجنائي، نجحت وزارة الداخلية في ضبط 1776 تشكيلًا عصابيًا عام 2021، وحققت نجاحات أمنية أدَّت إلى خفض معدل الجريمة في البلاد بمعدل 13.2 بالمئة مقارنة بعام 2020.
كما عرض الفيلم التسجيلي لجهود الوزارة في ضبط المخدرات ومكافحة انتشارها، حيث استطاعت الوزارة تسجيل 90 ألف قضية، حيث ضبطت بموجبها 21 ألف طن مخدر، و308 آلاف طن من نبات "البانجو" المخدر بقيمة إجمالية 5 مليارات جنيه، كما تم ضبط 3 مليارات جنيه من إيرادات التجارة في المخدرات تم استخدامها في نشاط "غسيل الأموال".
استراتيجية شاملة
وفي كلمته، أكد وزير الداخلية المصري محمود توفيق على حرص الوزارة على انتهاج استراتيجية شاملة للارتقاء بالمنظومة الأمنية، والحفاظ على حقوق الإنسان وتوجيه الضربات الاستباقية للعناصر الإرهابية، والتصدي للجرائم الإلكترونية التي تسعى التنظيمات المتطرفة لتوظيفها لترويج الشائعات والمعلومات المغلوطة.
وقال توفيق إن الوزارة تحرص على انتهاج استراتيجية شاملة للارتقاء بالمنظومة الأمنية، وتحقيق نقلة نوعية في شتى مجالات العمل الشرطي من خلال بذل المزيد من الجهد والارتكاز على الأسس العلمية في التخطيط الأمني ومواصلة الارتقاء بإعداد العنصر البشري وتطوير معدلات وآليات الأداء.
الإخوان لن تقوم لها قائمة
ويقول الخبير الأمني في مجال مكافحة الإرهاب فؤاد علام إن جهود الشرطة الاستباقية على مدار السنوات الماضية أسهمت في إجهاض أي محاولات لاستهداف البلاد من قوى الإرهاب.
وأضاف علام، في تصريحات لـ"موقع سكاي نيوز عربية"، أن تنظيم الإخوان بفعل الضربات القاصمة للأجهزة الأمنية، وكذلك فقدانهم الظهير الشعبي بعد توليهم الحكم لمدة عام؛ ما كشف عوراتهم للمصريين، وجعل المواطن يفقد الثقة في التنظيم الإرهابي.
وأوضح أنه لن تكون لهم قائمة في مصر ولو بعد مائة عام، ولم يبقَ لهم غير التنظيم السري الذي يتفكك تدريجيًا بفعل الضربات الأمنية التي توجه لهم من قبل السلطات.
ودعا الخبير الأمني إلى ضرورة وجود "استراتيجية شاملة" تشمل جميع الجهات المسؤولة التي يمكن أن تسهم في مواجهة الحركات الإرهابية بصفة عامة والإخوان بصفة خاصة، تشمل وزارات الرياضة والثقافة والأوقاف والأزهر ومسؤولي وعمداء الجامعات إلى جانب الدور الأمني.