طالب دبلوماسيون عرب، الإدارة الأميركية بضرورة إعادة إدراج ميليشيات الحوثي على قوائم الإرهاب العالمي، مشددين على ضرورة أن يعي المجتمع الدولي خطورة تلك الميليشيات الإرهابية على الأمن القومي العربي والدولي وحياة المدنيين وخطوط الملاحة الدولية.
وفي بيان ختامي لاجتماع جامعة الدول العربية، الأحد، برئاسة الكويت، طالبت جامعة الدول الغربية جميع الدول بتصنيف جماعة الحوثي منظمة إرهابية بعد هجماتها بصواريخ وطائرات مسيرة على دولة الإمارات العربية المتحدة.
وجاء البيان بمثابة رسالة عربية للإدارة الأميركية والمجتمع الدولي بضرورة تصنيف ميليشيات الحوثي منظمة إرهابية لدرء خطرها المتفاقم في المنطقة العربية.
تصنيف إرهاب الحوثي
وقوف المجتمع الدولي صفًا واحدًا بمواجهة هذا العمل الإرهابي الآثم الذي يهدد السلم والاستقرار الإقليمي والدولي، أمر بات ضرورة، بحسب تعبير السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق.
ومعلقًا على البيان الختامي، قال "هريدي"، في تصريحات خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن "البيان العربي مهم وضروري ورسالة دعم وتضامن عربي مع دولة الإمارات الشقيقة، كما يؤكد وقوف الدول العربية بجانب أبوظبي ضد الهجمات الحوثية الآثمة وما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها القومي وسلامة أراضيها".
مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، يضيف: "القرار بمثابة رسالة ثانية للإدارة الأميركية بأن إزالة اسم الحوثي من قوائم الإرهاب يحتاج إلى تعديل، ولم يكن صائبًا، ولم يحقق النتائج التي راهن عليها بايدن؛ بل زاد إرهاب تلك الجماعة في المنطقة".
وأردف: "المجتمع الدولي والإدارة الأميركية مطالبة بالوقت الراهن بموقف حاسم حيال جرائم الحوثي، لأن الهجمات الحوثية تمثل رسائل إيرانية لا تتوقف عند حد دعم الحوثيين، بل إنها قادرة على تهديد مصالح واشنطن في المنطقة وشركائها، كما أنه رسالة بأن طهران تسعى للإمساك بمقاليد السياسة الإقليمية في المنطقة، وهي قادرة على تهديد الملاحة البحرية وحركة التجارة الدولية خلال الفترة المقبلة"، وفق تعبيره.
كما شدد على ضرورة إجراءات فورية وحاسمة لردع ميليشيات الحوثي للتوقف عن أعمالها الإجرامية المتكررة ضد المدنيين في اليمن واستهداف المنشآت المدنية في دول الجوار بالصواريخ الباليسيتة؛ ما يزعزع استقرار المنطقة.
إرهاب أسود
وفي الجلسة دعت الدول العربية، وعلى رأسها الإمارات والسعودية، المجتمع الدولي لاتخاذ موقف حاسم ضد ميليشيات الحوثي، ومن يقف وراءها، معتبرة أن اعتداءات الحوثيين على المواقع المدنية جرائم حرب.
وهنا يعلق وزير الخارجية المصري الأسبق السفير محمد العرابي، بأن مخرجات الاجتماع أثبتت سياسة الإمارات الحكيمة في التعامل مع تلك الأزمة، مؤكدًا أن التضامن العربي مع أبوظبي أمر طبيعي، وكان منتظرًا، ضد ميليشيات الحوثي التي تعد نموذجًا للإرهاب الأسود في المنطقة العربية.
ويضيف، في تصريحات خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن: "الإدارة الأميركية حاليًا ملزمة بالسماع للصوت العربي الموحد إزاء ضرورة تصنيف الحوثي على قوائم الإرهاب واجتثاثه من المنطقة، كما أن الدول العربية مطالبة أيضًا بموقف جماعي أكثر تماسكًا على قدر التحديات التي تمر بها المنطقة ضد جرائم وإرهاب الميليشيات الانقلابية".
وبيّن أن ميليشيات الحوثي تمثل تهديدًا حقيقيًا على المنشآت المدنية الحيوية، وإمدادات الطاقة واستقرار الاقتصاد العالمي، كما تُشكل تهديدًا للسلم والأمن الإقليميين وتقوض الأمن القومي العربي.
وزير خارجية مصر الأسبق يضيف: "ما لم ترتدع الجماعة الإرهابية فسوف تتوالى عمليات الخطف والقرصنة بشكل يهدد سلامة العبور في الممرات المائية بجنوب البحر الأحمر والمناطق المتاخمة لليمن".
ويؤكد: "مليشيات الحوثي تعمل خارج إطار القانون الدولي، ويجب العمل على ردعها بأي شكل من الأشكال".
وفسَّر أن "الردع المطلوب يكون عبر تجفيف الإمكانات العسكرية للحوثي، وإحكام ووقف عملية إمدادها بالسلاح"، مشيرًا إلى أن "مواجهة الحوثي مسؤولية دولية؛ لأن الجماعة تهدد الأمن والسلم الدوليين وليس فقط اليمن ومحيطه فقط".
ردع إيران وإرهاب الحوثي
وشدد السفير صلاح حليمة، نائب رئيس المجلس المصري للشؤون الأفريقية، على قرارات الاجتماع العربي على ضرورة اتخاذ جميع الإجراءات لردع ميليشيات الحوثي وإرهابها العابر للحدود؛ لمنع تكرار تلك الهجمات الإرهابية، داعيًا إلى سرعة إعادة تصنيفها منظمة إرهابية.
كما طالب بضرورة تفعيل دور مجلس الدول العربية والأفريقية المتشاطئة للبحر الأحمر باعتبار أن الأمن في هذه المنطقة خط أحمر. ويؤكد ضرورة التصدي للسياسة الإيرانية في المنطقة وأذرعها المزعزعة للاستقرار سواء حزب الله في لبنان أو الحوثيين في اليمن.
والبيان الختامي أدان بشدة الهجوم الإرهابي الغاشم من قبل الميليشيات على المنشآت المدنية في أبوظبي.
وأكد تضامن الدول العربية المطلق مع الإمارات فيما تتخذه من إجراءات للدفاع مع أمنها وأمن شعبها والمقيمين على أرضها ومصالحها الوطنية ومقدراتها.