طالبت جامعة الدول العربية، الأحد، بتصنيف ميليشيات الحوثي الانقلابية في اليمن على قوائم الإرهاب العالمي، وذلك خلال جلستها التي عقدت بطلب إماراتي.
وأكد البيان الختامي لاجتماع الدورة غير العادية لمجلس جامعة الدول العربية، "دعم دولة الإمارات المطلق في كل ما تتخذه من إجراءات للدفاع عن أمنها واستقرارها".
ودعا الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي إلى "تحمل مسؤولياته واتخاذ موقف حاسم وموحد ضد الاعتداءات الحوثية على السعودية والإمارات".
والبيان الختامي كان بمثابة رسائل قوية للمجتمع الدولي، تمثلت في أن تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية أصبح أمرا ملحا ولا يقبل التخاذل، كما كشف حالة الإجماع العربي والتضامن مع دولة الإمارات، في إصرارها على ردع الحوثي لكبح إرهابه.
تلك الرسالة تكشفت منذ بداية تحرك الدبلوماسية الإماراتية، خلال بيان وزارة الخارجية والتعاون الدولي، عقب العداون على منشآت مدنية في أبوظبي، حيث أكد أن الهجوم الحوثي الإرهابي "لن يمر دون عقاب".
وحينها أكد البيان أن "الإمارات تحتفظ بحقها في الرد على تلك الهجمات الإرهابية"، واصفا تلك الهجمات بأنها "جريمة نكراء أقدمت عليها مليشيا الحوثي خارج القوانين الدولية".
وبيان الجامعة العربية جاء مؤكدا على تلك الرسالة، إذ نص على أن "لدولة الإمارات الحق في كل ما تتخذه من إجراءات للدفاع مع أمنها وأمن شعبها والمقيمين على أرضها، ومصالحها الوطنية ومقدراتها."
كما ظهر الإصرار الإماراتي على معاقبة ميليشيات الحوثي، خلال كلمة وزير الدولة خليفة شاهين المرر، رئيس وفد الإمارات في الاجتماع الطارئ للجامعة العربية، حيث أكد أن بلاده "مستمرة في جهودها نحو القضاء على آفة الإرهاب، بما يحقق الأمن والاستقرار في العالم والمنطقة".
وقال المرر: "نمتلك الحق قانونيا وأخلاقيا للدفاع عن النفس وحماية سيادتنا. لا نملك أن نتعايش مع بيئة موبوءة بالإرهاب".
وأوضح أن "جماعة الحوثي الإرهابية لم تكن تستمر في عدوانها لولا التدفق المستمر للسلاح والدعم من إيران، التي تمتنع حتى الآن عن لعب دور إيجابي لوقف ممارساتها".
وأشار إلى أن السعودية "قدمت مبادرة سلام شاملة لوقف إطلاق النار وإيجاد حل سياسي، لكن الحوثيين يصرون على جرائمهم".
وشدد الوزير على أنه "لا يمكن نجاح الجهود الرامية لمحاربة الإرهاب والتطرف من دون مشاركة المجتمع الدولي"، قائلا: "الإمارات رغم سحب قواتها العسكرية من اليمن، ودعمها لمساعي تحقيق وقف إطلاق النار والتسوية باليمن، فإنها ستقوم بما يجب لردع الإرهاب وحماية أراضيها".
وفيما أشار إلى التزام الإمارات بدعم الجهود الدولية لوقف إطلاق النار والوصول لحل سياسي في اليمن، قال:"سنقوم بما يلزم لمنع خطر الإرهاب من تهديد أراضينا وردع مرتكبيه".
تضامن مطلق مع الإمارات
البيان الختامي لمجلس الجامعة العربية أكد على التضامن العربي المطلق مع دولة الإمارات، وحقها في الرد على العدوان الحوثي، كرسالة عربية للمجتمع الدولي والميليشيات الإرهابية بضرورة ردع الميليشيات.
كما اعتبر أن الهجمات التي قامت بها ميليشيات الحوثي على منشآت مدنية في الإمارات "تكشف عن أهدافها الحقيقية في زعزعة أمن واستقرار المنطقة".
ورحب بتضامن الدول والمنظمات الإقليمية والدولية مع الإمارات، وبتنديدها بالاعتداءات التي ارتكبتها الميليشيات الحوثية ضد مناطق ومنشآت مدنية، بوصفها "هجوم إرهابي جبان وآثم يتطلب تحركا دوليا لتجريمه ومواجهته".
إجماع عربي على إرهاب الحوثي
الرسالة العربية الثالثة، تمثلت في الإجماع على أن ما ترتكبه الميليشيات الإرهابية في اليمن، وضد دول الجوار، هو "عمل من أعمال الإرهاب، الذي يجب تجريمه والوقوف بحزم ضده لانتهاكه القوانيين الدولية".
وفي تلك النقطة، نص البيان على أن "هذه الهجمات الإرهابية التي ارتكبتها الميليشيات الحوثية الإرهابية تشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وتهديدا حقيقيا على المنشآت المدنية الحيوية، وإمدادات الطاقة واستقرار الاقتصاد العالمي".
كما أنها "تشكل تهديدا للسلم والأمن الإقليميين وتقوض الأمن القومي العربي، وتضر بالأمن والسلم الدوليين، وتشكل خطرا على خطوط الملاحة التجارية الدولية".
وطالب البيان بـ"ضرورة مواجهة الفظائع المستمرة ضد المدنيين في اليمن، وعرقلتهم المتعمدة لإيصال المساعدات والإمدادات الإنسانية ومصادرة المواد الغذائية".
تلك الرسالة تمثلت أيضا في الجلسة ذاتها، حيث أبدت السعودية تضامنها الكامل مع الإمارات في الجهود التي تقوم بها للحفاظ على أمنها.
كما دعا مندوب اليمن في الجامعة العربية، المجتمع الدولي لاتخاذ الإجراءات الكفيلة بإلزام الحوثيين بقبول القرارات الدولية، كما حث المجتمع الدولي على منع وصول السلاح من إيران إلى ميليشيات الحوثي الإرهابية.
أما مندوب مصر في الجامعة، فأكد أن القاهرة "تدين أي محاولة من ميليشيات الحوثي للاعتداء على أمن وسلامة واستقرار الإمارات"، مشددا على أن هناك "ارتباطا وثيقا بين الأمن القومي لكل من مصر والإمارات".
دعوة لتصنيف الحوثيين بقوائم الإرهاب
أما الرسالة الرابعة، فكانت بضرورة تصنيف كافة الدول جماعة الحوثي كمنظمة إرهابية، لأن جرائمها تعكس طبيعتها الإرهابية وتكشف عن أهدافها الحقيقية في زعزعة أمن واستقرار المنطقة، وتحديها لقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
وعلاوة على بروز تلك الرسالة خلال البيان الختامي، جاءت أيضا خلال كلمة المرر، الذي أكد أن "ميليشيات الحوثي مستمرة في جرائمها وتهدد الأمن والسلم الإقليميين وتحمل الشعب اليمني معاناة مستمرة"، مطالبا المجتمع الدولي باتخاذ موقف حاسم من تلك الميليشيات.
وأضاف المرر أن الميليشيات "لم تلتزم باتفاقية ستوكهولم الرامية لتحقيق السلام، وتواصل عمليات القرصنة من ميناء الحديدة، مثلما حدث مع سفينة إماراتية مؤخرا".
واعتبر أن "استمرار الحوثيين في تهديد الأمن الوطني للسعودية ودول الخليج هو تهديد موجه الأمن القومي العربي"، محذرا من أن "لا مبالاة المجتمع الدولي باتخاذ موقف حاسم من ميليشيات الحوثي الإرهابية يمنحها فرصة أكبر لمواصلة ممارسة جرائمها بحق دول المنطقة والشعب اليمني".
وأشار الوزير إلى أن الإمارات "تفادت عملية إرهابية أكثر اتساعا بفضل قواتها المسلحة، التي اعترضت صاروخا باليستيا، وكان يمكن أن يسقط ضحايا أكثر".
ووجه الشكر للدول العربية على موقفها، مؤكدا أن هذا التصعيد "جزء من خطة ميليشيات الحوثي لنشر الإرهاب والفوضى في المنطقة، بما يهدد السلم والأمن الدوليين".
رسالة لبايدن والأمم المتحدة
وجاءت الرسالة الخامسة للمجتمع الدولي وللرئيس الأميركي جو بايدن، إذ أكد البيان ضرورة "وقوف المجتمع الدولي صفا واحدا في مواجهة هذا العمل الإرهابي الآثم، الذي يهدد السلم والاستقرار الإقليمي والدولي".
كما طالب المجتمع الدولي بـ"سرعة اتخاذ إجراءات فورية وحاسمة لردع ميليشيات الحوثي، للتوقف عن أعمالها الإجرامية المتكررة في اليمن والمنطقة".
ودعا مجلس الجامعة العربية، في بيانه، الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي إلى "تحمل مسؤولياته واتخاذ موقف حاسم وموحد ضد الاعتداءات الحوثية على السعودية والإمارات، لردع ومواجهة الفظائع المستمرة التي ترتكبها الميليشيات ضد المدنيين وعرقلتهم المتعمدة لإيصال المساعدات والإمدادات الإنسانية ومصادرة المواد الغذائية".
وطالب البيان كافة الدول تصنيف جماعة الحوثي كمنظمة إرهابية، بعد هجماتها بصواريخ وطائرات مسيرة على دولة الإمارات العربية المتحدة.
كما جاء القرار العربي كرسالة غير مباشرة لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، بضرورة إعداة إدراج ميليشيات الحوثي كجماعة إرهابية على قوائم التصنيف الأميركي.
وجاءت تلك الرسالة لتأكيد حديث المندوب الإماراتي، حيث أكد خلال كلمته، أن "تخاذل المجتمع الدولي من اتخاذ موقف حاسم إزاء ميليشيا الحوثي، يعد سببا رئيسيا في عدم الوصول لحل سياسي للأزمة اليمنية حتى الآن".
أما مندوب السعودية، فقال: "ندعو المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف حازم ضد مليشيات الحوثي"، معتبرا أن اعتداءات الحوثيين على المواقع المدنية تعد "جرائم حرب".
كما جدد مندوب اليمن لدى جامعة الدول العربية، التأكيد على أهمية مبادرة السعودية لحل النزاع في بلاده، مشيرا إلى أن الاعتداءات الحوثية برا وبحرا تشكل أرضية قانونية لتصنيف المجتمع الدولي للميليشيات كمنظمة إرهابية.
إنجاز دبلوماسي إماراتي
تلك الرسالة تمثلت في مخرجات البيان الختامي، الذي أكد نجاح الدبلوماسية الإماراتية في خلق إجماع دولي وعربي حول إرهاب ميليشيات الحوثي، سواء داخل أروقة الأمم المتحدة أو الجامعة العربية.
وهذا النجاح عبر عنه المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، أنور قرقاش، عقب الجلسة، إذ قال إن "القرار الإماراتي يمثل إنجازا إيجابيا لدبلوماسية بلادنا".
وأكد قرقاش أن "الموقف العربي يقف ضد العدوان على الإمارات، ويكشف أصوات النشاز المدفوعة بأجندات خارجية".