قال منسق مكافحة الإرهاب، المبعوث الخاص للتحالف الدولي ضد داعش في وزارة الخارجية الأميركية سابقا، ناثان سيلز، السبت، إن الحوثيين "وكلاء إرهابيون لإيران"، مشددا على ضرورة وضعهم على قائمة الإرهاب.
وقال ناثان سيلز في حوار ضمن برنامج "غرفة الأخبار" على "سكاي نيوز عربية": "من الواضح أن الحوثيين تنظيم إرهابي، إذ استعملوا أسلحة إيرانية لمهاجمة منشأت مدنية في السعودية والإمارات ومناطق أخرى بالخليج. إنهم وكلاء إرهابيون من إيران وعلينا أن نعاملهم على هذا النحو".
وتابع: "عندما عملت في إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وضعنا الحوثيين على قائمة الإرهاب لأننا أدركنا الواقع، فإذا كنت تنظيم يهاجم أنابيب النفط والمدنيين فأنت إرهابي!. للأسف إدارة (الرئيس الأميركي جو) بادين أزالته من تلك اللائحة".
واستطرد موضحا: "لكن الآن نرى زخما للاعتراف بالواقع، لنضع الحوثيين بالمكان الذي يستحقونه، وهو لائحة الإرهابيين".
ولدى سؤاله عن السبب الذي أدى إلى تأخر إدارة ترامب في وضعهم على القائمة، قال سيلز: "طريقة التصنيف والعقوبات وطريقة عملها، تستغرق وقتا، لأنه لا بد من جمع الأدلة وأن تكتب مذكرات ينظر فيها محامون ووكالات أخرى لديها مصلحة في الأمر. البيروقراطية احيانا بطيئة".
وأضاف: "لكننا فعلنا الصواب عندما وضعناهم على قائمة الإرهابيين، لأنهم إرهابيون حاولوا ضرب وفود حكومية وأنابيب نفط، وقتلوا 3 أشخاص بهجوم على العاصمة الإماراتية.. إن لم يكن هذا إرهابا فلا أعرف ما هو!"
ونوه منسق مكافحة الإرهاب، إلى أن الكونغرس الأميركي يهتم بهذه القضية، لافتا إلى أنه إذا كان أعضاء أكثر يتواصلون مع إدارة بايدن ويضغطون عليها، فهذا سيزيد الزخم وفرص أن الإدارة السلطة التي لديها لوضعهم على لائحة الإرهاب".
وفيما يتعلق بالسبب الذي دفع إدارة بايدن لإزالة الحوثيين من قائمة الإرهاب، في المقام الأول، قال: "قرار بايدن بإزالتهم جاء لأن تصنيفهم كإرهابيين يجعل من الصعب التفاوض معهم، ولأنه سيكون من الصعب تقديم المساعدات للشعب اليمني الذي يعاني المجاعة والفقر تحت سلطة الحوثيين".
وتابع: "لكن أعتقد أن استعمال الحوثيين للطائرات المسيرة الإيرانية لمهاجمة حليف مهم لنا مثل الإمارات، يجعل الولايات المتحدة ربما تنظر لطرق أخرى لسد احتياجات الشعب اليمني".
واستطرد سيلز: "عندما أزلناهم من تلك اللائحة لم يقربنا هذا لإنهاء النزاع، لذا علينا أن نقوم بشيء مختلف وأن نضغط أكثر، من خلال تصنيفهم، لندفعهم لطاولة المفاوضات ونحل النزاع بطريقة ناجحة".
كارثة اليمن الإنسانية.. مسؤولية الحوثي
وشدد المسؤول الأميركي السابق على أنه "في أي نزاع طويل، فإن المدنيين يتحملون العبء الأكبر، لكن من المهم أن نكون واضحين بشأن من هو المسؤول في هذا السيناريو. الحوثيون جعلوا اليمن يقع في هذه الكارثة الإنسانية، والإيرانيون أساسا باستعمالهم الحوثيين وكلاء لمهاجمة السعوديين والإماراتيين، لذا على أميركا والمجتمع الدولي أن يصنفوا الحوثيين تنظيما إرهابيا، إلى جانب أولئك الذين يدعمونهم، أي إيران".
واعتبر سيلز أن هناك أدوات أخرى لدى المجتمع الدولي وأميركا لسد الحاجات الإنسانية لليمن، موضحا: "نحن لسنا بحاجة لوقف تصنيفهم، فمثلا وزارة الخزانة الأميركية يمكن أن تعطي تصريحات للتنظيمات الإنسانية، لتؤكد أنها تستطيع العمل في اليمن حتى بعد التصنيف".
الدور الإيراني.. و"خلق حزب الله آخر" في اليمن
وخلال حديثه مع "سكاي نيوز عربية"، أكد سيلز على أن "لوم الحوثيين بسبب العنف الذي قاموا به، دون النظر إلى من يدعو للإرهاب ويشجعهم عليه (إيران)، لن يكون استراتيجية ناجحة".
وأوضح: "الحوثيون هم من هم بسبب إيران، خاصة الحرس الثوري الذي يقدم لهم الأسلحة والطائرات المسيرة والصواريخ ويوفر التدريب والدعم والأموال. الحوثيون يمثلون تهديدا لكنهم لم يكونوا ليصلوا لهذه الدرجة لولا دعم إيران".
وتابع: "استراتيجية منع خطر الحوثيين في اليمن تبدأ بفهم من هم الذين يقودون تلك الدمى، وهي إيران، لذا يجب الضغط على إيران لتتوقف عن استخدام وكلائها، كما هو الحال في سوريا ولبنان والعراق".
وشدد سيلز على أن ما تفعله إيران في المنطقة، تقوم بممارسته في مختلف أنحاء المنطقة، قائلا: "ما يحدث في اليمن رأينا إيران تفعله في كل المنطقة. إنها تريد خلق نسخة من حزب الله اللبناني في اليمن، أي دولة داخل دولة تنصاع لأوامر طهران وتنشر العنف في البلاد".
"كارت الوكلاء" في المفاوضات النووية
وعما إذا كانت إيران تعتمد على وكلائها لنشر العنف، استغلالا لذلك في مفاوضاتها النووية، قال سيلز: "إيران ترسل من خلال وكلائها رسائل تقول إنها لن تكون ضعيفة في المحادثات النووية، وأميركا يجب أن تفهم أن إيران تلعب لعبة دبلوماسية عنيفة، فهي لا تتفاوض بحسن نية، بل تستعمل وكلائها الإرهابيين لمحاولة ربح أوراق في أيديها".
أضاف: "لكن نحن لدينا نفوذ أيضا، مثل العقوبات الأميركية واعتراض السفن، وغيرها من السبل، لحد قدرات إيران بأن تعزز قوتها وموقفها في محادثات فيينا".
وعن مدى اهتمام وتعاطي الإدارة الأميركية الحالية أو السابقة مع الملف اليمني، وما إذا كانت توليه الاهتمام الكافي، قال سيلز: "الإدرتان تدركان أن الحزب الشيوعي الصيني هو التحدي الاستراتيجي الأكبر لأميركا.. لكن لحل هذه القضية نحتاح لاستقرار الشرق الأوسط، لذا فالاتفاقية الإبراهيمية مهمة جدا، لكن ما دامت إيران تزيد التوترات في المنطقة وتستعمل وكلاءها، على الولايات المتحدة أن تستمر في توسيع رأس المال السياسي في المنطقة".
واختتم الرجل حواره مع سكاي نيوز عربية: "نريد من إيران أن تعامل جيرانها باحترام، لا أن تمول وكلاءها الإرهابيين، بل أن تكون دولة طبيعية، كي ينعم الشرق الأوسط بالسلام، وألا يقلق من إطلاق ميليشيات شيعية لصواريخ، لمحاولة قتل مثلا رئيس الوزراء العراقي أو القضاء على الحكومة اليمنية، كما شاهدنا. العديد من الدماء أريقت بسبب إيران، لذا مواجهتها ينبغي أن تكون أولوية قصوى".