تتواصل الاشتباكات داخل سجن غويران في الحسكة شمال شرقي سوريا والمناطق المحيطة به منذ مساء الخميس حتى السبت، فيما تقصف طائرات أميركية مواقع يتحصن فيها عناصر وسجناء تنظيم "داعش" الفارون في حيي غويران والزهور.
وارتفعت حصيلة القتلى على خلفية العملية الأكبر للتنظيم منذ 3 سنوات، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، إلى نحو 80.
وكشف مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن السجن أصبح تحت سيطرة تنظيم "داعش" بشكل كامل.
وأضاف أن "حصيلة القتلى ارتفعت، حيث قتل على الأقل 45 داعشيا، و28 من عناصر الأسايش وقوات سوريا الديمقراطية، فضلا عن 5 مدنيين، والحصيلة مرشحة للارتفاع كون هناك جرحى حالاتهم خطرة، فضلا عن أنه قد تكون هناك جثث غير مكتشفة بعد".
وتساءل مدير المرصد مجددا، عن الكيفية التي تمكن بها التنظيم الإرهابي من اختراق السجن والسيطرة عليه وتهريب المئات من عناصره، مع ما يشكله ذلك من خطر مباشر وداهم على مئات آلاف المدنيين في الحسكة، مطالبا قوات "قسد" والتحالف الدولي بتقديم تفسير واضح لما حدث.
لكن القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي كتب في تغريدة على "تويتر"، قائلا: "المنطقة المحيطة بالسجن طوقت بشكل كامل واعتقل جميع الهاربين".
وتعيش الحسكة أجواء حرب حقيقية لليوم الثالث على التوالي، حيث أصوات الرصاص والاشتباكات تعم المدينة وفق شهود عيان تواصل معهم موقع "سكاي نيوز عربية"، وسط تحليق مكثف لطيران التحالف الدولي، وتعزيزات عسكرية أميركية ومن قوات الأسايش و"قسد".
ونزح المئات من السكان من المناطق القريبة من ساحة الاشتباكات، فيما يسود القلق والخوف بين المدنيين في مركز محافظة الحسكة من احتمال فرار آلاف الدواعش من سجن غويران، وانتشارهم وسط الأحياء السكنية وارتكابهم مجازر انتقامية بحق سكان الحسكة، وعددهم أكثر من مليون نسمة.
وتقول نسرين بشير، وهي من سكان أحد الأحياء القريبة من موقع الاشتباكات، في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية": "طوال الليل ونحن في استنفار خوفا وقلقا. لم نتمكن من النوم بفعل هدير الطائرات وأصوات المدافع والرشاشات، ولا نعرف في أي لحظة قد تطالنا شرارات ما يحدث، وما يزيدنا هلعا أن هناك أنباء عن تسرب الدواعش وخلاياهم في العديد من مناطق الحسكة".
وتضيف: "الجوامع نادت عبر مكبراتها محذرة السكان من الخروج ومن مغبة فتح أبواب بيوتهم في حال طرقها غرباء، حيث إن هناك احتمال أن يكون هناك مندسون ومندسات دواعش ضمن صفوف النازحين المدنيين من مناطق القتال وخاصة من حي الزهور".
و"هناك انتشار أمني كثيف لقوى الأمن الداخلي على رأس كل شارع ضمن الحواري والأحياء"، كما تقول المتحدثة، لكن "مع ذلك الوضع صعب جدا والناس متوجسة وتتوقع الأسوأ. لقد سئمنا من العيش في ظل الحرب والخوف وتهديد الإرهاب".
ويضم سجن غويران المخصص لاحتجاز عناصر التنظيم، نحو 5 آلاف داعشي غالبيتهم من سوريا والعراق، فضلا عن جنسيات أخرى، وفق مصادر قوات سوريا الديمقراطية، وهو أكبر سجن لاحتجاز الدواعش في العالم.