حالة من الغضب سادت الوسط السياسي اليمني، بسبب موقف تنظيم الإخوان تجاه الإرهاب الحوثي واستمراره بالتنسيق والتحالف مع الميليشيات التي يُمثل إحدى الأذرع الإيرانية المسلحة لاستهداف دول المنطقة العربية.
وتداول نشطاء وسياسيون يمنيون على نطاق واسع وسم "#الحوثي الإخواني إرهابي"، للتعبير عن الغضب جراء تعاون الإخوان مع الحوثي والتعاون بينهما في عدة مناطق، مؤكدين أن الاثنين يمثلان "وجهين لعملة واحدة".
من جانبه، قال المتحدث الرسمي للقوات الجنوبية، محمد النقيب، إن العالم كله، سواء دولًا وأنظمة ومنظمات وشعوبًا، أدان واستنكر وأخذ موقعه في الالتفاف حول الإمارات ومكانتها وقوتها ودورها الريادي في استقرار الأمن والسلام الدوليين إلا جماعة الإخوان الإرهابية اصطفت مع أذرع إيران وتزعمت فروعها القاعدة وداعش في موقف التشفي.
وفي تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية"، قال الصحفي والمحلل السياسي اليمني ماجد الداعري: “"إن التنظيم الدولي للإخوان لن يدين أي تحركات حوثية، لأن هناك مصالح مشتركة وتنسيقًا بين الجانبين"، مشيرًا إلى أنه على الرغم من إصدار بيان من جانب حزب الإصلاح، الذراع السياسية للإخوان في اليمن، بإدانة جريمة الحوثي، فإنه يحمل نوعًا من المراوغة.
وأوضح الداعري أن الحقيقة على الأرض تؤكد أن هناك تبادل مصالح مختلفة ببن الإخوان والحوثيين تتمثل بتسليم مناطق كانت تحت سيطرة قوات محسوبة على الإخوان وقيادات عسكرية إخوانية، دون قتال حقيقي.
وأوضح المحلل اليمني أن قيادات الإخوان سلّموا مناطق وأسلحة وعتادًا في المنطقة العسكرية السابعة ومناطق امتدادها التي تمتد لأكثر من ألفي كيلومتر منها مديرية عبس بمحافظة حجة حتى محافظة الجوف، لتسليم البيضاء ومناطق من شبوة، قبل استعادتها قبل أسابيع فقط من قِبل قوات العمالقة الجنوبية وقوات التحالف.
وفي السياق، قال السياسي اليمني محمد الفقيه: "إن التنسيق بين ميليشيا الحوثي وجماعة الإخوان يتم في مناطق عدة باليمن، وهو قائم بناءً على المصالح المشتركة لدى الطرفين، التي يمكن تلخيصها في تمديد عمر الصراع لأكبر وقت؛ بهدف حصد أعلى مكاسب للطرفين".
ويوضح في تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن "إيران توظف ميليشيا الحوثي، مثل غيرها من الميليشيات التابعة لها في الوطن العربي؛ لخدمة مصالح طهران وليس بلادها، وبالتالي فإن الحوثي لن يقبل بالدخول في أي مفاوضات من شأنها تعزيز عملية السلام والاستقرار في البلاد".
وكانت مصادر يمنية مطلعة، كشفت تفاصيل صفقة جديدة تحاول جماعة الإخوان الإرهابية في اليمن تنفيذها مع مليشيا الحوثي، بالتزامن مع تصعيد العمليات في مناطق عدة بالبلاد.
ووفق المصادر التي تحدثت لموقع "سكاي نيوز عربية"، وفضّلت عدم ذكر أسمائها، يعود التنسيق بين الإخوان والحوثي، إلى عام 2013، منذ بداية الحرب الدائرة في البلاد، التي تدعمها إيران بشكل أساسي لتنفيذ أجندتها في الداخل، باستخدام أذرعها المسلحة.
وتشير المصادر إلى أن الاتفاق المبرم بين الطرفين منذ ذلك التوقيت، عملت على إدارته ورعايته أطراف إقليمية، وشخصيات إخوانية من داخل اليمن، على رأسها الإخوانية توكل كرمان، لافتة إلى لقاء إعلامي إخواني بارز قيادات ممثلين عن الحوثي في صعدة، وممثلين عن الإخوان في صنعاء وأبين، عام 2014، ونجح في إبرام اتفاق للتعاون والتنسيق بين الطرفين استمر حتى الوقت الراهن.