أعلنت قوات ألوية العمالقة باليمن تحرير محافظة شبوة جنوبي البلاد بالكامل، وتطهيرها من الحوثيين، وذلك في هزيمة قاسية للحوثيين والإخوان.
وتحرير شبوة اليمنية، بدعم من التحالف العربي، اكتمل بعد 10 أيام فقط من إطلاق القوات الجنوبية للعملية العسكرية "إعصار الجنوب" على 3 مراحل عسكرية.
وأطلقت تلك العملية مطلع يناير الجاري، من صحراء رملة السبعتين بمديرية عسيلان، حيث تكللت بتحرير مديرية عين أعقبها تحرير المحافظة بالكامل.
وتشكل تلك المحافظة الغنية بالثروات النفطية، وتعد موطنا لأجود أنواع العسل، عمقا حضاريا وتاريخيا فريدا؛ كونها كانت عاصمة لـ3 من خمس ممالك يمنية قديمة، حيث يشكل حكمها جزءا كبيرا من تاريخ اليمن والمنطقة.
تعليق القوات الجنوبية
وفي تعليق حصري لموقع "سكاي نيوز عربية"، قال المقدم محمد النقيب، المتحدث الرسمي للقوات المسلحة الجنوبية باليمن، إن "انتصارات ألوية العمالقة الجنوبية وتحقيق كامل أهداف "إعصار الجنوب"، ستعم مكتسباتها على شعب الجنوب وأمن واستقرار المنطقة العربية".
وأضاف النقيب أن" تحرير شبوة هو تطهير لأهم مناطق الجنوب من الميليشيات الحوثية، وهزيمة ساحقة للمشروع والأطماع الإيرانية بالمنطقة".
النقيب أكد أن "هذا النصر الكبير وتحرير محافظة شبوة ما كان ليتحقق لولا إسناد دول التحالف العربي".
حماية لليمن ضد أطماع إيران
وحظي انتصار شبوة بإشادات حكومية محلية واسعة؛ إذ وصفه الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، خلال بيان، بأنه "يحمي هوية اليمن من مخططات المشروع الإيراني"، فيما ووصفه محافظ شبوة الشيخ عوض العولقي، خلال تغريدة على "تويتر" بـ"الانتصار والمعركة بالتاريخية".
وهذا التطور اللافت في المعركة ضد الحوثيين، سجل بطولة جديدة تضاف لانتصارات قوات العمالقة التي تتشكل من 17 لواءً، ويصل قوامها لنحو 50 ألف مقاتل يمني.
والقوات التي تنتشر في جبهات الساحل الغربي، وأخيرا في جبهات شبوة، ولها وجود رمزي في جبهات الضالع، ومدينة المخا، معقلها الرئيسي، شُكلت بقوام 4 ألوية، بدعم التحالف العربي، وبعد نجاحها في عملية "الرمح الذهبي" وتحرير مدينة وميناء المخا زاد تعدادها.
خالد عايش، مدير الملتقى الوطني لحقوق الإنسان باليمن، يقول إن: "انتصار القوات الجنوبية وبزمن قياسي بمعركة شبوة، يؤكد ضرورة بناء وهيكلة المؤسسة العسكرية الرسمية باليمن".
ويضيف في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن تحرير شبوة يمثل نقطة تحول كبيرة وفارقة في معركة تحرير جميع أراضي اليمن من قبضة ميليشيات الحوثي.
كما سيشكل هذا العمل العسكري النوعي إضافة بارزة لسجل القوات الجنوبية في سبيل الانتصار لقضية اليمنيين الهادفة لإنهاء الأعمال الإجرامية لإيران في اليمن، عبر أداتها ميليشيات الحوثي، وفق "عايش".
جرائم الإخوان والحوثي أنهت المعركة
في سبتمبر الماضي، زحفت ميليشيات الحوثي إلى شبوة وبتواطؤ من الإخوان، سيطرت على المدينة، مرتكبةً آلاف الجرائم بحق المدنيين والمعارضين، كانت وفق تقارير منظمات محلية ودولية "جرائم حرب".
وكان آخر تلك المجازر، استهداف الميليشيات منزل مسؤول مدني في مديرية عسيلان بشبوة، بقصف صاروخي، خلَّف أكثر من 14 قتيلا مدنيا بينهم أطفال.
كما قصفت، في 2 يناير الجاري، محطة وقود بمديرية عسيلان بصاروخٍ باليستي، أوقعت مجزرة بشعة بصفوف المدنيين.
وبخلاف الهجمات الصاروخية على الأهداف المدنية بشبوة، تمكنت الفرق الهندسية من انتزاع أكثر من 700 لغم حوثي من مديريتي عسيلان وبيحان، كانت تهدد حياة آلاف اليمنيين.
وهنا يؤكد "المرصد الوطني للألغام"، وهو مؤسسة تهتم بتوثيق ضحايا الألغام الحوثية، أن جميع مناطق عسيلان وبيحان في شبوة تعاني من التلوث جراء الألغام والعبوات والذخائر غير المنفجرة.
أما منظمة "فرونت لاين" البريطانية لحقوق الإنسان، فأعلنت خلال تقرير في نوفمبر 2021، وقوع 1200 جريمة انتهاك بحق المدنيين العزل بشبوة، منذ انسحاب قوات النخبة الشبوانية وسيطرة الإخوان في أغسطس 2019.
منصور صالح، نائب رئيس دائرة الإعلام بالمجلس الانتقالي الجنوبي، أكد أن" ميليشيات الحوثي سيطرت على شبوة بتواطؤ إخواني، إذ تكشف ذلك في سرعتها بحسم المعركة ضد قوات النخبة الشبوانية".
يضيف في تصريحات خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن "الإخوان تخاذلوا بتسليم مديريات شبوة للانقلابيين"، لافتا إلى أن "هيستيريا الميليشيات وإطلاقها الصواريخ العشوائية خلال تقدم قوات العمالقة يؤكدان أن احتلالها لشبوة كان مجرد استلام وتسلم بين الإخوان والحوثيين".
ملحمة صنعت النصر
و"العمالقة" مثَّلت خط الدفاع الأول في تأمين مديريات اليمن من لحج جنوبا، مرورا بمضيق باب المندب، وشاركت في تأمين 250 كم من الشريط الساحلي الغربي؛ لمنع تدفق الأسلحة الإيرانية إلى الحوثي.
ويقول أحمد حرمل، رئيس الدائرة السياسية بالحزب الاشتراكي بجنوب اليمن، إن "انتصار العمالقة سطر الملاحم وصنعت المجد في شبوة أرض الحضارة والتاريخ".
ويضيف في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن "انتصارات العمالقة فارقة في حياة شعب الجنوب، وتحول مفصلي في موازين القوى العسكرية باليمن".
وتكتسب محافظة شبوة، الواقعة جنوب اليمن، أهمية جيو عسكرية كبيرة؛ عطفا على موقعها الجغرافي الذي يتوسط المحافظات الشمالية والجنوبية من البلاد.
ولها أهمية استراتيجية حيث تمثل منفذ جنوب اليمن وشماله نحو شرق البلاد، حضرموت والمهرة، وتتاخم محافظات أبين من الجنوب والغرب، ومحافظة البيضاء من الغرب، ومأرب من الشمال الغربي.