لا تزال حالة الغضب والاحتجاجات مستمرة في الشارع الليبي، شرقًا وغربًا، للمطالبة بالانتخابات الرئاسية تليها البرلمانية في الموعد المطروح للنقاش وهو 24 من الشهر الجاري، احتجاجات متواصلة يراهن عليها الشارع في تغيير المعادلة الحالية، بحسب الخبراء والنشطاء.
ففي العاصمة طرابلس، نظم عدد من النشطاء ومرشحي الانتخابات البرلمانية، وقفة احتجاجية أمام مقر المفوضية العليا، احتجاجًا على عدم إجراء الانتخابات وتحديد موعد جديد لها.
وطالب المحتجون بإجراء الانتخابات في أقرب وقت، وإنهاء الأجسام السياسية الحالية التي لا تزال تساهم بشكل كبير في حالة الضبابية وعدم التوافق الذي تعيشه البلاد، من جانبها أكدت الناشطة الحقوقية حرية بويمامه، استمرار الاحتجاج أمام مقر المفوضية حتى يتم التوافق رسميًّا على الموعد الأخير للانتخابات الرئاسية.
وأضافت الناشطة الحقوقية، خلال تصريحاتها لـ"سكاي نيوز عربية"، أن الشارع لن يسمح بتجاهل إرادته كما حدث في الموعد الأول للانتخابات الشهر الماضي، فالأجسام والكيانات الموجودة حاليًّا لا تريد إجراء الانتخابات، وتابعت: "لذلك سيتم الاحتجاج من أجل الضغط على تلك القوى وتنفيذ مطالب الشارع".
هل ينجح غضب الشارع؟
في معرض تعليقه على السؤال، حذر الدبلوماسي الليبي سالم الورفلي من إغفال مطالب الشارع الذي يعاني فعليًّا من تراكم الأزمات، وتبعات ما تسمى بـ"العشرية السوداء" من فوضى ونهب وانعدام مفهوم اللا دولة.
وأضاف الدبلوماسي الليبي السابق، خلال تصريحات لـ"سكاي نيوز عربية"، أن تحركات الشارع الحالية والمستمرة، والتي من المتوقع أن تزيد خلال الأيام القادمة، جميعها تأتي من منطلق الإيمان والاقتناع بأن الصندوق الانتخابي هو الحل الوحيد.
وأوضح الورفلي أن الاحتجاجات جميعها أمام المؤسسات التي يرى الشارع أنها بالفعل مشاركة في التأجيل، فتارة يتم التظاهر أمام المفوضية، وتارة أخرى أمام البرلمان أثناء انعقاد الجلسات، وتارة ثالثة أمام مبعوثة الأمم المتحدة.
وفيما يخص الاحتجاجات في وسط البلاد، سلط الدبلوماسي الليبي الضوء على زيارة ستيفاني ويليامز لمنطقة بني وليد، والتي تم إلغاؤها نتيجة الاحتجاج ضدها، وقال الورفلي: "النتائج السلبية الحالية للحالة الليبية تسببت فيها الأمم المتحدة، فجميع تحركات ويليامز أشبه بالصالون الثقافي، لا حلول ولا رؤية، وجميع ما يحدث بيانات دعم فقط".
وأكد الورفلي أن الشارع الليبي لا يريد من ويليامز اجتماعات وتغريدات، بل يريد خطوات حقيقية لمعاقبة المعرقلين للانتخابات وتهيئة الأجواء بشكل واضح؛ لغلق الأزمة الحالية وإنهاء حالة الفوضى التي تستثمر فيها الميليشيات المسلحة، وعدد من الكيانات السياسية المتواجدة حاليًّا.
تغيير المعادلة
فرج إمعرف، أستاذ الإعلام بجامعة سرت الليبية، توقع عدم نجاح الضغط الشعبي في إجراء الانتخابات الرئاسية في 24 يناير الجاري، ولكنه سينجح في تغيير جزء من المعادلة الحالية، وهو الدفع نحو تحديد موعد قريب للانتخابات، والعمل فعليًّا على تهيئة الأجواء.
وأضاف أستاذ الإعلام بجامعة سرت الليبية، خلال تصريحاته لـ"سكاي نيوز عربية"، أن الجمهور الليبي لم يكن سببًا في تأجيل الاستحقاق بل ينتظره بفارغ الصبر، سبب الفشل الحقيقي هو الصراع الدولي.
من جانبه، قال الناشط الليبي علي العباسي، إن الشارع الليبي سينتقل لحالة العصيان المدني حال تأجيل الانتخابات مرة أخرى وتجاهل إرادة 2.8 مليون ليبي سجلوا أسماءهم للتصويت في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
وانتقد الناشط الليبي حالة التمسك غير الطبيعية من جانب الأجسام الحالية بالسلطة، ومحاولة نسف أي مسار سياسي أو حل للأزمات التي تغرق فيها البلاد، وتابع قائلًا: "هناك تلاعب واضح بالموعد الجديد للاستحقاق الانتخابي، من جانب شخصيات سياسية ومؤسسات بالدولة من أجل الاستمرار في السيطرة على مقدرات الشعب".
ومنذ إرجاء الانتخابات في 24 ديسمبر الماضي، شهدت معظم المدن الليبية تظاهرات، حيث يطالب المحتجون بضرورة إجراء الانتخابات كسبيل وحيد للخروج من الفوضى التي تعاني منها البلاد، مؤكدين أن الوضع الحالي لا يحتمل الدخول في حالة صراع أو العودة للمربع الأول مرة أخرى.