فيما تستعد إيران لتعيين سفير جديد لها لدى ميليشيا الحوثي الموالية لها في اليمن، فإن التكهنات والشبهات حول الأسباب الحقيقية لوفاة السفير حسن إيرلو فتحت الباب لاكتشاف خلافات قائمة بين المليشيا الانقلابية وطهران، وبين الحوثيين أنفسهم، قد تكون وصلت إلى حد التصفيات.
وأعلن وزير الخارجية الإيراني أمير حسين عبد اللهيان، يوم الثلاثاء، أن بلاده ستعيّن في القريب سفيرا جديدا في اليمن خلفا لإيرلو.
وبحسب مصادر يمنية، تحدثت لموقع "سكاي نيوز عربية"، فإن إيرلو الذي كان معروفا بأنه "قاسم سليماني اليمن" حظي بصلاحيات كبيرة، فكان من الكوادر المؤثرة ميدانيا لدى الحرس الثوري الإيراني، وبالتالي، تسبب غيابه المباغت في فجوة كبيرة سياسيا وعسكريا.
ونتيجة لدوره المحوري، فإن إيران تسعى جاهدة لتعيين شخص يحل محل إيرلو تفاديا لأي ارتباك بين حلفائها، بحسب المصادر ذاتها، التي رجحت أن يكون المرشح المحتمل من ضباط الحرس المتواجدين في اليمن.
خلاف فجرته مأرب
ويحيط كثير من الغموض رواية طهران حول وفاة سفيرها متأثرا بإصابته بفيروس كورونا، حيث تقول مصادر: "في كل الأحوال، النهاية الغامضة لإيرلو تعكس غموضا آخر حول حجم الشقاق بين إيران والحوثيين، وتحديدا بعد الإخفاق في الوصول لمدينة مأرب، رغم الحصار الذي فرضه الحوثيون".
واعتبرت الحكومة اليمنية الشرعية أن وفاة حسن إيرلو "ضربة للنظام الإيراني ومشروعه في اليمن"، حيث غرد وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، على حسابه بموقع "تويتر": "دفع النظام الإيراني بالضابط في فيلق القدس إيرلو حاكما عسكريا بصلاحيات مطلقة في العاصمة المختطفة صنعاء، إيذانا بمرحلة جديدة من التدخل".
واعتبر الإرياني أن طهران بذلك تصعّد الأزمة وتجهض الحلول السياسية بعد قيادتها العمليات العسكرية بمأرب والبيضاء وشبوة.
وأضاف الوزير اليمني: "احتفت ميليشيا الحوثي بإيرلو، واستقبلته بالسجاد الأحمر، ومكّنته طيلة فترة تواجده في صنعاء من قرارها السياسي والعسكري ليمارس خلالها طقوس الحاكم الفعلي، الذي تصدر الاحتفالات، وزار المؤسسات، وتفقد الأوضاع".
وتابع أنه "بعد عام من وصول إيرلو حاكما عسكريا تبخّر مشروع طهران في اليمن على صخرة استبسال وصمود مأرب، وعادت تستجدي الوساطات لمجرد إجلائه، بعد أن مرغ اليمنيون بدعم من التحالف العربي بقيادة السعودية، أنفها في التراب"، وفق تعبيره.
وعن دوري إيرلو في اليمن، أوضح المحلل السياسي اليمني، أبو سياف الحميد، أنه يجب تتبع مسارات حسن إيرلو منذ وصوله أكتوبر العام الماضي، وسبب تواجده الحقيقي، لافتا إلى أن إيرلو ضابط استخبارات بالحرس الثوري، وأرسلوه تحت اسم سفير، لكن الحقيقة أن سبب تواجده عسكري وليس دبلوماسيا.
ويتفق الحميد مع الإرياني في أن إيرلو كان بمثابة الحاكم العسكري الإيراني في مناطق سيطرة الحوثيين، مستدلا على ذلك بأنه خاض مواجهات مسلحة، بمساعدة ضباط من حزب الله اللبناني، مع الأطراف المعارضة للحوثي المتمثلة في حزب الإصلاح.
واستبعد الحميد في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن تكون وفاة السفير ناتجة عن كورونا، مرجحا أن يكون سببها استهدافا من طيران قوات التحالف العربي في مأرب.
واختتم المحلل السياسي اليمني حديث لموقع "سكاي نيوز عربية" قائلا: "توجد خلافات في أوساط جماعة الحوثي أنفسهم، كان تواجد إيرلو سببا رئيسيا لها حين أخذ مهام القيادي الحوثي محمد علي الحوثي، ما أثار خلافات بين الأخير وزعيم الجماعة، وهناك تصفيات من أكثر من عام استهدفت شخصيات حوثية".