كشفت مصادر معنية بوزارة الصحة العامة في لبنان لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن البلد ليس بمنأى عن متحور فيروس كورونا المعروف باسم "أوميكرون"، لكن لا يمكن القول إنه من الدول الأولى، خصوصا العربية، من حيث عدد الإصابات به.
وقالت المصادر إن "في لبنان إصابات أوميكرون مؤكدة دخلت في الآونة الأخيرة عن طريق مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت"، وإن "جميع الحالات المشتبه بها وافدة من خارج البلاد".
وأشارت إلى وجود عدد كبير من الحالات قيد التحقق في المختبرات التابعة للجامعة اللبنانية، عبر تقنية فحص PCR المطورة، على أن تؤكَّد لاحقا بعد فك الشيفرة الجينية الكاملة التي تعتمد على 5 طفرات خاصة مجتمعة فقط في المتحور الجديد.
وأضافت المصادر لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن "المتداول على مواقع التواصل الاجتماعي (من أن لبنان أول دولة عربية ترصد المتحور أوميكرون) ليس دقيقا، كما أن الاحتياطات اللازمة بدأت بجدية، والتدابير فرضت على غير المطعمين بلقاحات كورونا".
ولفتت إلى أن "الوافدين الذين دخلوا البلاد حاملين الفيروس جاؤوا من دول إفريقية وعربية وأوروبية"، مشددة على "ضرورة التقيد بالإرشادات نظرا لصعوبة حال القطاع الصحي في لبنان".
تفش سريع
ومن جهة أخرى، قال رئيس لجنة الصحة في البرلمان اللبناني عاصم عراجي، إن "في لبنان كانت هناك 60 حالة قيد الاختبارات الدقيقة الأسبوع الماضي، كما أن متحور أوميكرون يتفشى في دول عدة وتبلغ سرعة انتشاره 6 مرات أكثر من متحور دلتا، لذا من المتوقع تفشيه بسرعة".
وأضاف عراجي لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن "40 بالمئة من الإصابات بأوميكرون جاءت من خارج لبنان، وتوقعاتنا أن يكون أوميكرون منتصف يناير المقبل المتحور الأساسي لكورونا عالميا".
وعن لبنان قال: "وضعنا في القطاع الصحي صعب جدا بسبب الأزمة الاقتصادية وهجرة الأطباء والممرضين وإقفال أقسام كورونا في معظم المستشفيات السنة الماضية. كان لدينا 2500 سرير في الأشهر الأولى من العام الجاري بينما لا يملك لبنان الآن سوى 916 سريرا فقط".
قلق من الواقع
وتخوف عراجي من أن تشهد الأسابيع القليلة المقبلة ذروة الإصابات، وقال: "تخيفنا فترة الأعياد، وليست لدينا الجاهزية الكافية، وتبقى كلفة الأدوية والاستشفاء عالية بسبب الأزمة، إذ يكلف دخول غرفة العناية الفائقة في مستشفيات لبنان ما بين بين 8 و10 ملايين ليرة لبنانية لمرضى كورونا، وفي الغرفة العادية 4 ملايين. القلق موجود وبقوة".
وفي السياق ذاته، قال المدير الطبي في المستشفى الجعيتاوي في بيروت طبيب أمراض القلب والشرايين ناجي أبي راشد، إن المتحور أوميكرون ينتشر بسرعة كبيرة.
وأضاف أبي راشد لموقع "سكاي نيوز عربية": "انتشر المتحور في حوالي 89 بلدا حول العالم منذ شهر، وفي المنطقة العربية انتشر في 8 بلدان من بينها لبنان. أوميكرون سريع الانتشار ولبنان بلد مفتوح الحدود وهناك حركة مغتربين حاليا. الحالات التي وصلت غالبيتها من تركيا وإسبانيا وبريطانيا وبلاد عربية. وفي لبنان عندنا أرقام شفافة فيما هناك بلدان لم تعط حتى الآن أي بيان".
وكشف أبي راشد أن "أعراض أوميكرون ألم في الحلق وحرارة، إنما نسبة دخول المصاب به إلى المستشفى أقل من غيره من المتحورات، وربما السبب أخذ اللقاحات من قبل المصابين في الشهور السابقة".
وختم بالقول: "من الضروري تلقي اللقاح، فهو يمنع وصول الحالات إلى مرحلة حرجة بنسبة 70 بالمئة، وتلك المؤدية لدخول المستشفى مقارنة مع دلتا بنسبة 90 بالمئة. على الجميع تلافي الاجتماعات المغلقة والالتزام بالإرشادات الطبية وأخذ اللقاح بأسرع وقت ممكن لأنه أفضل وقاية".