ككرة الثلج، تتصاعد أزمة جماعة الإخوان الإرهابية يوما تلو الآخر، ولا تتوقف الجبهتان المتناحرتان داخل التنظيم عن تلغيم الصراع الذي وصل إلى ذروته، متسببًا في انشطار الجماعة إلى نصفين للمرة الأولى في تاريخها، وسط توقعات بأن يكتب هذا الصراع الفصل الأخير في رواية الإخوان إلى الأبد.
وفي تطور جديد لمشهد الصراع داخل الجماعة، تحدثت مصادر مصرية مطلعة عن تحركات مكثفة من داخل جبهة القيادي محمود حسين لإقناع مجلس الشورى العام بالموافقة على قرار حل التنظيم الدولي للإخوان؛ بهدف نسف جبهة إبراهيم منير والقضاء على أي شرعية تنظيمية له.
وبحسب المصادر التي تحدثت لـ"سكاي نيوز عربية"، تتمثل الخطوة المقبلة لدى حسين ومجموعته، بعد تعيين القيادي مصطفى طلبة قائمًا بأعمال المرشد العام بديلاً عن منير، وفرض السيطرة على عدد من المراكز المالية للجماعة، وكذلك الإعلام، في حشد الروابط التنظيمية والأفرع في العالم؛ لإقناعهم بقرار تجميد التنظيم الدولي للإخوان لحين انتخاب أو تعيين قيادات جديدة وفق لائحة جديدة للإخوان.
وتقول المصادر إن الجماعة المأزومة على موعد مع تغييرات هيكلية كبيرة، سيعيد فيها الطرف الأقوى في الصراع صياغة اللائحة التنظيمية لصالحه، بعد سحب النفوذ كاملاً من الطرف الآخر. وبخصوص اقتراح حل التنظيم الدولي، فهو اقتراح قديم جرى تقديمه عام 2014 ووافق عليه إخوان مصر بالإجماع، وكانوا وقتها أغلبية في مكتب الإرشاد ومجلس الشورى، لكن تصدت له الأفرع التنظيمية في الدول بالإضافة لمكتب لندن، ولذلك تم تأجيله.
وبالتزامن مع تحركات حسين ومجموعته، لا يتوقف إبراهيم منير المقيم بلندن عن حشد كافة القوى لحسم المعركة لصالحه، سواء بالتواصل مع أجهزة استخبارات دولية تقدم الدعم لجبهته وله بشكل شخصي، أو قيادات التنظيم الدولي في الشرق الأوسط وأوروبا أيضاً، حسبما كشفت المصادر، التي أكدت في الوقت نفسه عزم منير على استباق القرار المزمع بتدشين مؤتمر حاشد لقيادات التنظيم الدولي في لندن خلال الأيام القليلة المقبلة، لتثبيت نفسه في منصبه وقطع الطريق على حسين ومجموعته.
صراع ممتد وسيناريوهات قاتمة
من جانبه، يرى الباحث المصري المختص بالإسلام السياسي والإرهاب، طارق أبو السعد، أن الحرب لن تضع أوزارها داخل جماعة الإخوان في القريب العاجل، خاصة أن الصراع يشهد تطورات يومية مع تمسك كل طرف بموقفه ورغبته في إنهاء أي سلطة للطرف الآخر، والاتهامات المتبادلة بالخيانة والعمالة من جانب كلا الطرفين.
وفي تصريح لـ"سكاي نيوز عربية"، يشير أبو السعد إلى تطورات الصراع الراهن داخل الإخوان مع تصعيد حدة الخطابات والتراشق الإعلامي والتحركات التنظيمية من جانب الطرفين باعتبارها أزمة، فشلت كافة المبادرات والتدخلات من جانب لجنة الحكماء أو كبار القيادات في التنظيم في حلها أو احتوائها والحفاظ على سريتها من أجل تماسك الجماعة، وبناء عليه انفرط العقد وتوالت الضربات لصلب الهيكل التنظيمي.
خلفية الأزمة
ومساء الجمعة، أصدرت جبهة محمود حسين بيانا، أعلنت خلاله "تشكيل لجنة مؤقتة باسم اللجنة القائمة بأعمال المرشد العام من بين أعضائه، وتقوم بمهام المرشد العام للجماعة لمدة ستة أشهر، على أن يتم الإعلان عن هذه اللجنة في الوقت الذي يحدده المجلس، وأن القيادي الإخواني مصطفى طلبة سيكون ممثلا لها".
ومؤخرًا، تم الترويج لما أطلق عليه الصراع الداخلي في التنظيم الإرهابي بين جبهتي إبراهيم منير القائم بأعمال المرشد والمقيم في بريطانيا، ومحمود حسين القيادي في التنظيم ومجموعته.