كشفت مصادر تونسية مطلعة، عن تحركات واتصالات مكثفة من جانب قيادات حركة النهضة الإخوانية، على رأسهم راشد الغنوشي، مع مؤسسات الدولة، لطلب مغادرة البلاد في أقرب وقت؛ هربا من المحاكمات المرتقبة في قضايا تتعلق بالفساد.
وفي تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية"، أوضحت المصادر أن "التحركات المكثفة من جانب قيادات الحركة الإخوانية، على مدار الأيام الماضية، تزامنت مع عقد اجتماعات بين الغنوشي وقيادات من التنظيم الدولي في لندن؛ من بينهم القائم بأعمال المرشد، إبراهيم منير".
وبحسب المصدر، فقد "ناقشت الاجتماعات عدة محاور تتعلق بدعم قيادات النهضة ومساعدة المتهمين بقضايا فساد على مغادرة البلاد، وذلك من خلال التنسيق مع قيادات ومسؤولين بارزين من العناصر المنتمية للجماعة، بهدف التواصل مع المؤسسات التونسية، وطلب السماح لبعض القيادات في الحركة بمغادرة البلاد بشكل رسمي".
فرار جماعي
ورجح المصدر أن تشهد الأيام المقبلة "فرارا جماعيا للعشرات من حركة النهضة إلى خارج البلاد، وذلك لتفادي المحاكمات المرتقبة، التي تتعلق بملفات فساد تورط فيها قياديون في الحركة، سواء كانوا سياسيين أو مسؤولين تنفيذيين بالدولة".
وتعيد هذه الأحداث إلى الأذهان، مشهد الفرار الجماعي لقيادات وعناصر الإخوان من مصر، عقب احتجاجات 30 يونيو عام 2013، وما تبعها من محاكمات وأحكام قضائية بتصنيف الجماعة إرهابية.
من جانبه، قال المحلل السياسي التونسي، بلحسن اليحياوي، إن رئيس حركة النهضة، الغنوشي، "قدم وساطات لرئاسة الجمهورية في الأيام القليلة الماضية، لبحث مسألة الخروج من البلاد إلى أي بلد آخر، مقابل وقف المحاسبات الخاصة بالفساد السياسي والتمويلات".
وفي تصريح سابق لموقع "سكاي نيوز عربية"، قال اليحياوي إن "إخوان تونس على يقين تام بعدم إمكانية العودة للبرلمان المجمد، كما لا يوجد مجال لأي عودة للوراء في المشهد العام، لكنهم يواصلون الضغط من أجل الخروج الآمن".
لعبة ذات وجهين
ويرى المحلل السياسي التونسي، نزار الجليدي، أن تنظيم الإخوان في تونس يعمل وفق "خطة مزدوجة على محورين؛ الأول يستهدف تأجيج الشارع وحشد التظاهرات التي تستهدف إحداث الفوضى بالبلاد ودفع العنف، أما الثاني فيتمثل في التحركات المذكورة بخصوص تسهيل هروب القيادات الإخوانية إلى خارج البلاد".
وفي تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية"، يؤكد الجليدي "حدوث اتصالات مكثفة بين قيادات الإخوان داخل تونس، وبين عناصر التنظيم في دول أخرى برعاية التنظيم الدولي، خاصة بالدول المجاورة لتونس؛ لتسهيل عملية هروب القيادات إلى خارج البلاد".
ويشير الباحث أن الغنوشي الذي أتيحت له فرصة الخروج من تونس إلى الجزائر، ومنها إلى السودان ثم بريطانيا عام 1989، "يحاول في الفترة الراهنة تكرار السيناريو نفسه". ويتوقع الجليدي أن يخرج الغنوشي ومجموعة من القيادات خلال الفترة المقبلة حتى يذهب إلى بريطانيا ودول أخرى.
ويضيف: "إخوان تونس بدأوا بالضغط على عدد من المستثمرين والسياسيين للوساطة لدى الدولة؛ لضمان خروج آمن لقيادات الإخوان"، مؤكدا أن الجماعة "أعطت أوامرها لعناصرها بفض الاعتصام في ميدان بورقيبة، فيما يمكن فهمه بأنه توافق سياسي أو بادرة من جانب الإخوان للمناورة من أجل تمرير أمر معين".