يجري الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الأربعاء، زيارة إلى تونس، هي المحطة الخارجية الثانية له منذ توليه منصبه، تشمل عدة ملفات اقتصادية وسياسية واستراتيجية.
ووفق بيان للرئاسة الجزائرية: "بدعوة من أخيه قيس سعيّد، رئيس الجمهورية التونسية، يشرع رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، في زيارة دولة، إلى تونس الشقيقة تدوم يومين ابتداء من الأربعاء".
وأضاف البيان: "تندرج هذه الزيارة في إطار تمتين علاقات الأخوة المتجذرة، بين الشعبين الشقيقين، وتوسيع مجالات التعاون والارتقاء به إلى مستوى نوعي يُجسِّد الانسجام التام والإرادة المشتركة، لقيادتي البلدين وشعبيهما".
وفد كبير
وتأتي زيارة تبون إلى الجارة الشرقية تونس ردا للزيارة التي قام بها قيس سعيّد إلى الجزائر في فبراير 2020، وقد كان مخططا لها في مارس 2020، غير أنها تأجلت بسبب جائحة كورونا.
ويترأس الرئيس تبون وفدا كبيرا سيشمل نصف الطاقم الوزاري، خاصة المسؤولين عن الاقتصاد، حيث من المتوقع أن تشهد الزيارة توقيع العديد من الاتفاقيات التي تعزز الشراكة بين البلدين، ولاسيما تلك المتعلقة بالجانب الاقتصادي.
ومنذ توليه منصبه، واصل الرئيس الجزائري تأكيده على متانة العلاقات بين البلدين، إذ شدد أن ما يمس تونس يمس الجزائر، وأن بلاده لا تتدخل أبدا في شؤونها الداخلية، ومن يهدد أمنها "سيجدنا بالمرصاد".
الملف الليبي حاضر بقوة
وتأتي الزيارة قبل نحو أسبوع من موعد الانتخابات الليبية، حيث يتشارك البلدان مع ليبيا حدودا واسعة، وتأثَّرا بالاضطرابات التي شهدتها البلاد على مدار أكثر من عقد من الزمان.
ويتطابق الموقفان الجزائري والتونسي حول الأزمة الليبية، وتمثل الزيارة فرصة للبلدين من أجل التباحث حول التطورات المرتقبة في هذا البلد، وبلورة موقف موحد بشأن الحدث الأبرز والمتمثل في الانتخابات وسبل دعم ليبيا للخروج من أزمتها.
تحضيرات للزيارة
وقبل أسبوع، زار رئيس الوزراء الجزائري أيمن عبد الرحمن، تونس، وكذلك نظيرته التونسية نجلاء بودن التي حطت سابقا بالجزائر، من أجل الترتيب للزيارة.
وخلال زيارته إلى تونس، أكد عبد الرحمن أن "كل الملفات مطروحة على طاولة الدراسة، وسيكون هناك تعاون بالقطاعات الاقتصادية، من طاقة وصناعة وتجارة وأشغال عمومية".
وكان الرئيس تبون قد أمر السنة الماضية بوديعة بقيمة 150 مليون دولار للبنك المركزي التونسي، كما قدم تسهيلات لتونس بخصوص دفع فاتورة الغاز والمحروقات المصدرة من الجزائر.
وتعد تونس ثاني محطة خارجية للرئيس الجزائري منذ توليه الحكم نهاية 2019، حيث سبقتها زيارته الأولى في فبراير 2020 إلى السعودية.
أبعاد الزيارة
الكاتب الصحفي التونسي أيمن بن عمر قال إن الزيارة كانت مبرمجة منذ فترة، لكن الوضع الوبائي والتدابير الاحترازية والإجراءات الاستثنائية في تونس كانت سببا في تأجيلها.
وأضاف الكاتب المختص في الشؤون السياسية لموقع "سكاي نيوز عربية" أن زيارة الرئيس الجزائري تحمل 3 أبعاد اقتصادية واستراتيجية وسياسية.
وحول البعد الاقتصادي، قال بن عمر إن الرئيسين سيبحثان تعزيز التعاون بين البلدين، وسيتم التوقيع على العديد من الاتفاقيات في مجالات الطاقة والصناعة والتجارة، وربما تقديم بعض الدعم المالي لتونس، على غرار القرض الجزائري السابق.
أما عن البعد الاستراتيجي فأوضح أنه تعزيز التعاون الأمني بين تونس والجزائر في ظل ما تشهده المنطقة من تحركات، خاصة الملف الليبي والانتخابات المرتقبة خلال أيام.
وأشار إلى أن للزيارة بعدا سياسيا أيضا، وهو تأكيد الرئيس الجزائري على دعمه المطلق للرئيس سعيّد بعد القرارات الاستثنائية التي شهدتها البلاد في 25 يوليو الماضي، بإقالة الحكومة، وتعطيل عمل البرلمان الذي كانت تسيطر عليه حركة النهضة الإخوانية.
وأوضح أن الزيارة تأتي أيضا بالتزامن مع الاحتفال بعيد الثورة الجديد 17 ديسمبر الذي اختاره سعيّد، وقد يشارك فيه تبون.