ارتفعت الدعوات المطالبة بتفعيل التعاون بين بغداد وأربيل لمواجهة تهديدات التنظيمات الإرهابية، بعد هجوم داعش الدموي على قوات البيشمركة في إقليم كردستان العراق.
وفي عملية تعد الأكبر من نوعها خلال أشهر، شن إرهابيو داعش هجوما على مواقع البيشمركة، راح ضحيته 9 من عناصرها بين قتيل وجريح، حسب بيان وزارة البيشمركة في حكومة الإقليم.
وفي التفاصيل، قالت وزارة البيشمركة في بيان: "في هجوم جبان، أقدمت مجاميع داعش الإرهابية بالهجوم على نقطة تمركز تابعة للواء الخامس مشاة لقوات البيشمركة في منطقة تبكي (كالان) ضمن حدود منطقة كولجو".
ويتابع البيان: "جراء الهجوم الإرهابي أصيب 4 من أفراد قوات البيشمركة بجروح، وتصدت قوات البشمركة للهجوم بشدة وأحبطت الهجوم، وقامت بمطاردة الإرهابيين وإجبارهم على الفرار إلى جهة مجهولة".
وبعد ذلك، يضيف: "توجهت قوة من البيشمركة إلى مكان الهجوم الإرهابي، وأثناء ذلك انفجرت عبوة ناسفة بالقوات الساندة، مما أدى لاستشهاد 5 من أفراد قوات البيشمركة".
ويرى المراقبون والخبراء الأمنيون أن هذا الهجوم الواسع يشير مرة أخرى لضرورة تعزيز التعاون بين بغداد وأربيل، في المناطق الرخوة أمنيا في محافظات كركوك وديالى وصلاح الدين ونينوى، والتي عادة ما يستغلها التنظيم الإرهابي، لإعادة تنظيم نفسه، وشن عملياته فيها، مطالبين بتكثيف نشاط غرف العمليات المشتركة بين الطرفين، وصولا إلى تشكيل ألوية وقوات مكونة من الجانبين، لبسط الأمن في تلك المناطق، والقضاء على الخطر الداعشي المتنامي فيها.
هذا وقال رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان البارزاني: "اتساع واستمرار اعتداءات وهجمات داعش رسالة جدية وخطيرة وتهديد حقيقي على المنطقة، لذا فإن المزيد من التعاون والتنسيق بين البيشمركة والجيش العراقي بمساندة قوات التحالف الدولي ضرورة عاجلة".
وطالب رئيس الإقليم: "بالمزيد من تفعيل وتوسيع التنسيق القائم بين الجهات المعنية في إقليم كردستان والحكومة الاتحادية، وبمشاركة ودعم قوات التحالف الدولي، من أجل التصدي بكل قوة واقتدار لإرهابيي داعش".
من جهته، أصدر رئيس حكومة الإقليم، مسرور البارزاني، بيانا جاء فيه: "حذرنا مرارا من مخاطر إرهابيي داعش وإعادة تنظيم صفوفهم، وخصوصا في المناطق المتنازع عليها، مستغلين بذلك الثغرات الأمنية في تلك المناطق، إذ أصبحوا يشكلون تهديدا جديا على أمن المنطقة وسكانها، ولا بد من تفعيل المراكز الأمنية المشتركة بين قوات البيشمركة والجيش العراقي بالتنسيق مع قوات التحالف الدولي ضد داعش".
وتعليقا على هذا الهجوم الكبير لداعش، يقول هريم كمال آغا، عضو لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب العراقي: "مع الأسف ندفع مجددا ضريبة عدم إكمال وتزخيم الترتيبات الأمنية المشتركة، والتنسيق بين قوات البيشمركة والقوات العراقية الاتحادية، في مناطق التماس الفاصلة في عدة محافظات من ديالى إلى نينوى، والممتدة مئات الكيلومترات طولا وأحيانا تصل عرضا لأكثر من 25 كيلومترا في بعض المناطق، ما يترك مساحات تحرك واسعة مفتوحة أمام تنظيم داعش الإرهابي، الذي بات خطره داهما، وهذا الهجوم الدموي خير مثال".
ويتابع البرلماني العراقي السابق: "تم تحقيق بعض التقدم في تطبيق آليات التعاون والتنسيق بين بغداد وأربيل أمنيا واستخباراتيا، ضد فلول داعش وخلاياه النائمة المنتشرة في مناطق مثل كركوك وصلاح الدين ونينوى ومخمور، لكن المطلوب أكثر ولهذا يجب أن تشكل هذه العملية جرس إنذار للمعنيين في الحكومة الاتحادية في بغداد وفي حكومة الإقليم في أربيل، للشروع في وضع خطط وبرامج مواجهة فورية وصارمة لقطع دابر الهجمات الداعشية المتصاعدة".
جدير بالذكر أن وتيرة العمليات الإرهابية لبقايا تنظيم داعش وخلاياه النائمة، باتت تتصاعد بشكل ملحوظ ولافت، خلال الأشهر القليلة الماضية في مختلف أرجاء العراق.