قال المرشح للانتخابات الرئاسية الليبية، أسعد زهيو، إن الاعتقاد بأن المنافسة في انتخابات 24 ديسمبر المقبل محصورة بين شخصيات بعينها هو "اعتقاد خاطئ"، متحدثاً عن أن "الواقع على الأرض مختلف" وقد يحمل مفاجآت على خلاف المتوقع.
وتحدث أسعد زهيو، في الوقت نفسه، عن أبرز الملفات ذات الأولوية على طاولة أي رئيس قادم، إضافة إلى تأثير التفاعلات الدولية في العملية الانتخابية.
وأسعد زهيو من مواليد العاصمة الليبية طرابلس وحاصل على بكالوريوس في القانون، ويبلغ من العمر 36 عاماً، وبذلك يكون أحد أصغر مرشحي الانتخابات الليبية سنا.
واستهل زهيو تصريحاته لموقع "سكاي نيوز عربية"، بالإشارة إلى ما واجهه الشباب من معاناة واسعة طيلة العشر سنوات الماضية، ما بين الحرب والنزوح والتضحيات المختلفة التي قدموها "وبالتالي أعتقد بأن أصوات هذه الفئة المهمة ستتوجه لدعم نظرائهم الشباب في الانتخابات؛ باعتبار أنهم يشعرون بآلامهم وتضحياتهم".
وتابع: "هذا لا يعني أنني أقدم نفسي اليوم مرشحاً للشباب فحسب، فنحن نقدم أنفسنا كمشروع وطني لليبيين جميعهم وبكل فئاتهم.. مسألة كونك شاب هي ميزة إضافية لكونك ليبي تنتمي لهذا الوطن".
أبرز المرشحين
وأوضح زهيو أن وهج السلطة هو من يصنع الأسماء التي يتم تسليط الضوء عليها في الوقت الحالي باعتبارها الأوفر حظاً، نظراً لأن من بينهم شخصيات تتولى أو كانت تتولى مناصب داخل البلاد، وبالتالي يتم تسليط الضوء إعلامياً عليهم.
وأردف قائلا "لكن الأمر لا يتعلق بشعبيتهم على الأرض.. بل على العكس قد تكون شعبية هؤلاء أقل من مرشحين مغمورين في السباق الانتخابي.. صوت الشارع مختلف تماماً عمن يُروج إليهم والأسماء اللامعة التي تصطادها وسائل الإعلام".
وعما يتمتع به بعض المرشحين من علاقات خارجية واسعة تعطي له دفعة بالماراثون الانتخابي كوجوه مألوفة يحظى بعضهم بالثقة، أفاد زهيو بأن "اليوم جاء وقت الليبيين لكي يقولوا كلمتهم بعيداً عن أي تأثيرات خارجية.. الليبيون يرفضون التدخلات والإملاءات الخارجية.. لن يقبل الليبيون بمرشح رئاسي يتفاخر أو يزعم بأنه مرشح لدولة أو طرف ما خارجي.. إن ميزان الاختيار القادم سيكون له علاقة بشكل مباشر بمن يعيد الإرادة الوطنية لليبيين ومن يحافظ على السيادة الوطنية ومن يتعامل مع العالم بشيء من الندية والاحترام المتبادل دون تبعية".
أهم الملفات
وتحدث المرشح الشاب للانتخابات الرئاسية عن الملفات ذات الأولوية على طاولة أي سلطة قادمة، بالإشارة إلى ملف المرتزقة والقوات الأجنبية، موضحاً أن تلك القوات جزء منها جاء باتفاق من خلال أطراف محلية وجزء منها جاء بدون أي اتفاق رسمي مبرم مع أي طرف، وقد أغرقوا البلد في مشكلات ومتاهات يرفضها الجميع.
وتابع: "ينبغي على أية سلطة قادمة وأي رئيس منتخب أن يضعوا في أولوياتهم إخراج كل القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضي الليبية، على اعتبار أنه سيكون في ليبيا سلطة موحدة ورئيس منتخب بإرادة موحدة ولم يعد هناك أي مبرر لوجود أي قوات خارجية.. لدينا قوات عسكرية يمكن ترميمها وبناؤها وإعادة توحيدها، ولدينا أيضاً قوات أمنية وشرطية يمكن لها المحافظة على أمن المواطن بعد أن يتم استعادة هيبتها واستعادة إمساكها بزمام الأمور".
مصير الانتخابات
وتطرق زهيو في الوقت نفسه إلى دعوات تعطيل أو تأجيل الانتخابات، قائلاً: "لا ينبغي أن ننساق وراء هذه الدعوات؛ لأن ليبيا تمر بمرحلة صعبة وخطيرة للغاية، وبالتالي مسألة تأجيل الانتخابات أو تعطيلها سيعيدنا إلى مربع الخلاف والانقسام الذي حدث في 2014.. أتوقع أن هناك كثيراً من القوى تتربص لإعادتنا لمربع الحرب والانقسام، وهناك قوى قالت إنها لن تعترف بالسلطة القائمة بعد 24 ديسمبر".
كما تطرق بالحديث عن استبعاد عدد من المرشحين، بالإشارة إلى أنه "كان من المفترض أن تكون هذه الانتخابات هي انتخابات وطنية بامتياز، شعارها السلام وطي صفحة الماضي والابتعاد عن الإقصاء والتسييس.. بالتالي أتأسف شديد الأسف على إخراج مجموعة من المرشحين الذين كانوا من الممكن أن يثروا العملية السياسية بكثير من جرعات الأمل.. كنت أتمنى أن تكون الاشتراطات عامة؛ فنحن لسنا في ظروف مثالية، نحن في ظروف استثنائية، بالتالي كان من المفترض تجاوز هذه النقاط وترك المجال لكثير من الشخصيات للمشاركة منهم سيف الإسلام القذافي، فمن حق هؤلاء المساهمة في تضميد جراح الوطن وأن يكونوا جزءاً من منظومة الحل في ليبيا".
7 محاور
قال زهيو إنه يبني برنامجه الانتخابي على 7 محاور أساسية؛ هي المحافظة على وحدة ليبيا واستقلالها وتحقيق سيادتها واستعادة هيبتها، إضافة إلى المصالحة الوطنية، وإقامة دولة القانون والمؤسسات، وتوحيد المؤسسة الأمنية والعسكرية، والعمل على بناء اقتصاد وطني متنوع، وإنجاز مشاريع البنية التحتية، وأخيراً بناء علاقات دولية متميزة، قائمة على الاحترام المتبادل.