يبدأ وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، الأربعاء، زيارة رسمية إلى المغرب سيلتقى خلالها الوزير المنتدب المكلف بإدارة الدفاع الوطني بالمغرب عبد اللطيف الوديي وسيجرى توقيع اتفاقية تعاون أمني بين البلدين.
وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية في بيان، الأسبوع الماضي، إن غانتس سيقوم بزيارة إلى المغرب يومي 24 و25 نوفمبر الحالي، وسيجتمع خلالها بمسؤولين مغاربة.
وقبل مغادرته تل أبيب متجها إلى العاصمة المغربية الرباط، وصف وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، زيارته إلى المغرب بـ"التاريخية".
وقال غانتس، للصحفيين، في مطار بن غوريون: "سننطلق إلى المغرب في زيارة هامة وتاريخية، وسنوقع على اتفاقيات تعاون وسنواصل تعزيز العلاقات بين البلدين".
وتهدف هذه الزيارة إلى "وضع الحجر الأساس لإقامة علاقات أمنية مستقبلية بين إسرائيل والمغرب"، بحسب ما نقلت وكالة "فرانس برس" عن مسؤول إسرائيلي.
وتعتبر هذه المرة الأولى التي يجري فيها وزير الدفاع الإسرائيلي زيارة رسمية إلى المغرب، منذ استئناف العلاقات الثنائية بين الرباط وتل أبيب قبل حوالي عام.
واتفق المغرب وإسرائيل في ديسمبر الماضي، على استئناف الاتصالات الثنائية والعلاقات الدبلوماسية بين البلدين، بما يشمل فتح تمثيليات دبلوماسية في الرباط وتل أبيب، إلى جانب إطلاق خطوط طيران مباشرة وإقامة علاقات اقتصادية.
تعزيز التعاون العسكري
وتكتسي زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي إلى المغرب والتي وصفتها وسائل إعلام إسرائيلية بـ"التاريخية" أهمية بالغة، ومن شأنها حسب المراقبين تحديد ملامح التعاون الأمني بين الرباط وتل أبيب، ووضع الحجر الأساس للتعاون الدفاعي بين البلدين.
يقول الخبير المغربي المتخصص في الشؤون العسكرية والأمنية، محمد شقير، إن هذه الزيارة تندرج في إطار تنزيل الاتفاق المبرم بين المغرب وإسرائيل في السنة الماضية، والذي شمل التعاون في عدة قطاعات، بينها القطاع العسكري.
ويضيف شقير في حديث لـ"سكاي نيوز عربية"، إلى أن "هذه الزيارة ستساهم في تعزيز التعاون القائم منذ سنوات بين الأجهزة الاستخباراتية في البلدين، خاصة مع الاحترافية العالية التي تميز عمل الجهاز المغربي، ومساهمته الفعالة في تفكيك الخلايا الإرهابية داخل المملكة، و كبح جماحها في عدد من الدول الأوروبية ".
ويشدد المتحدث، على أهمية هذه الزيارة والتي تعتبر الأولى من نوعها لوزير دفاع إسرائيلي إلى المغرب، من أجل تقوية التعاون بين البلدين في المجال العسكري، ويشير إلى التطور الإسرائيلي على مستوى التكنولوجيا العسكرية، لاسيما فيما يتعلق بالأنظمة الدفاعية وصناعة الطائرات بدون طيار.
صناعة الطائرات المسيرة
وبعد إعلان وزارة الدفاع الإسرائيلية عن موعد زيارة غانتس، كتبت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أن اتفاقيات التعاون الدفاعي بين المغرب وإسرائيل ستتضمن برامج لتطوير صناعة محلية لإنتاج طائرات بدون طيار "انتحارية" لتعزيز الترسانة الجوية المغربية.
ويقول الخبير العسكري محمد شقير، إنه من المنتظر أن يتم خلال زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي إلى المغرب، التوقيع على اتفاقيات تتعلق أساسا بالتعاون في مجال تصنيع طائرات (كاميكازي) بدون طيار بالمملكة، حيث تعتبر إسرائيل أحد المصدريين الرئيسيين لهذا النوع من الطائرات.
ويعتبر المتحدث، أن توقيع الرباط وتل أبيب على إنشاء مصانع حربية في المغرب، من شأنه أن يفتح الباب أمام الرباط من أجل دخول عصر الصناعات العسكرية، واستقطاب استثمارات دول كبرى في هذا المجال.
ويشير محمد شقير، إلى أن "أهمية الطائرات بدون طيار بالنسبة للمغرب، من أجل شل أي تحركات قد تهدد أمنه على مستوى الحزام الأمني في الصحراء المغربية، والتي يتم رصدها عبر الأقمار الاصطناعية".
وإلى جانب إنتاج الطائرات المسيرة، يتوقع الخبير العسكري، أن يتم خلال هذه الزيارة توقيع اتفاق بين البلدين، يهم اقتناء المملكة لنظام دفاع صاروخي متطور لحماية المجال الجوي المغربي.
شراكة استراتيجية قوية
ويؤكد مراقبون على أن زيارة الوزير الإسرائيلي إلى المغرب والتوقيع المرتقب على مذكرة تفاهم في الميدان العسكري، تعكس عزم البلدين على تطوير وتعزيز تعاونهما المشترك في مختلف المجالات.
يقول أحمد درداري، رئيس المركز الدولي لرصد الأزمات واستشراف السياسات، إن "الشراكة التي تجمع بين المغرب وإسرائيل منذ استئناف العلاقات الثنائية بين البلدين، تعتبر قوية ومثمرة، ويرتقب أن تتوج بتوقيع اتفاقيات لتعزيز التعاون في المجال العسكري".
ويعتبر درداري في تصريح لـ"سكاي نيوز عربية"، أن "التجربة التي راكمها المغرب على المستوى العسكري والأمني والاستخباراتي، قد مكنته من التموقع بين الدول التي تواكب التحديات العالمية، وهو ما يتيح عقد شراكات استراتيجية مع دول متطورة في المجال العسكري كإسرائيل".
ويتابع المتحدث، أن التعاون المغربي الإسرائيلي في صناعة الأسلحة الحربية، سيمكن المغرب من التحول إلى دولة إفريقية مركزية على مستوى الصناعات الحربية.
وعلى صعيد آخر يلفت درداري، إلى الدور المهم الذي تعلبه الجالية المغربية في إسرائيل، في تعزيز وتقوية العلاقات الثنائية بين البلدين.
وتشير التقديرات إلى أن إسرائيل تضم أزيد من 800 ألف يهودي من أصل مغربي فوق أرضيها، فيما يعيش حوالي 3000 مغربي يهودي في مختلف مناطق المملكة.